السلام عليكم زملائي الأفاضل، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. لاحظت مؤخرا كثرة المشاركات التي تتحدث عن الركود وتشتكي منه، لذا أود مشاركتكم في ذات الموضوع لكن بمنظور مختلف عساه يفيدكم كما يفيدني.
أوقات الركود في حقيقتها نعمة خاصة وأن كل الأقدار للمؤمن خير، لذلك بدل التركيز على جانبها السلبي أنصحكم بالتالي: - الرضا قبل كل شيء باختيار الله، واليقين بأن هذه الفترات المزعجة في ظاهرها إنما هي خير مؤكد، بالتالي يغلق العقل باب التفكير السلبي ويوجه تركيزه إلى سؤال "ما الحكمة؟ ما الذي يريده الله تعالى لي من خلال هذه الفترة؟" وهنا لن أحدثكم عن كمية المشاعر الإيجابية والطمأنينة التي ستغمر القلب.
- التفكير بمنطق "اغتنم خمسا قبل خمس" المشهور في الحديث النبوي الشريف، بمعنى أن تدرك بأن ما أنت فيه من فراغ أمر لن يدوم مثلما لم تدم فترة الانشغال، لأن طبيعة الدنيا هي التقلب بين الأضداد. والمؤمن الفطن من نظر إلى ما هو أبعد من موضع قدمه ووضع في حسبانه ما سيأتي ليحضر نفسه له.. فترة الركود فرصة لتقوم فيها بما لم تستطع القيام به في فترات الانشغال. طيب ما الذي يمكنك القيام به فيها؟
* تجديد معرض الأعمال: سواء بالأعمال التي أنجزتها حقا أو بأعمال وهمية قمت بها دون زبون. معرض الأعمال من أهم ما يساعدك على كسب العملاء.
* تجديد ملفك الشخصي: لعلك اكتسبت مهارات جديدة أو تطورت رؤيتك بحيث اكتشفت أخطاء في النبذة التعريفية بعد أن كنت تظنها مقالية سابقا! فرصتك لتعيد الصياغة وتعدل المعلومات وتضيف جديدك فيها.
* تطوير صور الخدمات: بعد الاطلاع على الزملاء برتب متقدمة لاحظت بأن الكثيرين منهم يهتمون بصورة الخدمة ويجعلونها مميزة، فترة الركود فرصتك لتصمم أغلفة جذابة لخدماتك، بإمكانك فعل هذا بنفسك -مثلما فعلت أنا- بشيء من الشغف والتجربة مع الاستعانة بإرشادات من حولك مع الذكاء الاصطناعي.
* دراسة زملائك المنافسين: لا أحب منطق المنافسة الأنانية الشائعَ لأن كل الأرزاق مقسومة بتدبير الله تعالى وأخي أو أختي اللذان يقدمان خدمات تشبه خدماتي لن يأخذا رزقي الذي كتبه الله لي. أقول هذا كي تزيح من قلبك تلك الفكرة وتحميه من نار الحسد التي قد تقوى في فترات الركود، بالتالي تدخر طاقته لما هو أنفع: دراسة زملائك المنافسين بطريقة إيجابية بحيث تبحث عما يميزهم، أسباب حصولهم على عملاء، كيف هي ملفاتهم الشخصية؟ ثم تتعلم منهم وتطور استراتيجيتك الخاصة. من المهم أن تؤمن بأن لمستك الخاصة بك هي ما يميزك، ومن المؤكد أن هنالك على الأرض من يحتاج إليها لذلك أعطها الفرصة واعتنِ بها كما يجب لتزهر.
* إعداد خدمات جديدة: بعد التجربة قد تجد بأن بعض خدماتك غير مطلوبة تحتاج إلى تغيير، أو أنك تمتلك مهارات أخرى تحتاج إلى فرصة.. جسلة ممتعة من العصف الذهني لتولد أفكارا لخدمات جديدة قد تكون بداية رائعة لمرحلة مزدهرة بعد الركود. فكر فيما تتقنه، فيما يمدحه الآخرون فيك وفي إنتاجك، اطلع على الخدمات المطروحة لتوسع آفاقك.. إلخ، ثم اكتب كل ما يجول بخاطرك ولا تحتقر منه شيئا، لعل الفكرة الناجحة عالقة في أعماق عصبوناتك وتحتاج إلى هذا التدفق لتخرج فتكتشفها!
* تعلم مهارات جديدة: أهم المهارات في فترات كهذه هي مهارة التسويق للنفس والخدمات، إضافة إلى المهارات التي تنقصك أو تلك التي تسبب غيابها في كوارث مع العملاء مثلا. بعض التحليل لنقاط قوتك وضعفك من خلال معرفتك أنت بنفسك وسؤال من حولك عنك، وستكتشف جوانبك الخفية فتستنير بصيرتك ويترتب ذهنك وتدرك ما يجب تعلمه خلال هذه المرحلة.
* تجربة استراتيجيات جديدة: إذا لم تنجح عروضك في جذب العملاء مثلا فعليك هنا أن تفكر في احتمال أن الخلل فيها وليس في الفترة نفسها، لذلك وبما أنك متفرغ فلن يضرك أن تجرب أساليب جديدة في طرح عروضك: تخيل نفسك بأنك زبون، هل سيشده عرضك فعلا؟ ما الذي ينقص أسلوبك؟ ماذا لو عبرت عن الفكرة بهذه الطريقة بدلا من تلك؟ وهكذا.
فترة الركود ليست بالسوء الذي نظنه زملائي، بل هي فرصة ذهبية لابد أن نستثمرها لنطور مسيرتنا، والمؤمن إذا أيقن بأن أمره كله خير أراح نفسه من هم ثقيل قد يكون هو السبب في عرقلته لاحقا. تخفَّفوا وكونوا إيجابيين وفكروا دائما بمنطق الباحث عن الرسالة الكامنة.
أرجو لي ولكم ركودا ناجحا ويوما موفقا مليئا بالعمل الصالح والقبول والجوائز الدنيوية والأخروية.
شكرًا على هذا المقال الملهم، النظرة الإيجابية للركود على أنه فرصة للتطوير بدلًا من كونه عائقًا فكرة رائعة.
أعجبتني نصائحك حول تجديد معرض الأعمال، تحليل المنافسين، وتعلم مهارات جديدة، فهي خطوات عملية يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا. كما أن استغلال هذه الفترات للتواصل مع العملاء السابقين أو تجربة استراتيجيات جديدة قد يفتح أبوابًا غير متوقعة.
الإيمان بأن كل الأقدار خير، مع استثمار الوقت بذكاء، هو مفتاح النجاح على المدى الطويل. شكرًا على هذا الطرح المميز.
جزاك الله خير الجزاء اختي ياسمين على هذه النظرة الإيجابية للأمور اعجبني تفكيرك الإيجابي وقدرتك على تحويل المحن الى منح بارك الله فيك ووسع في رزقك وبالتوفيق والنجاح الدائم لك