في الأشهر الماضية، لاحظت – كما لاحظ الكثير منكم – تكرار منشورات في مجتمع خمسات تتحدث عن قلة الطلبات وضعف الاستفسارات، وأصبح هذا الموضوع محور نقاش دائم بين الباعة، سواء الجدد أو أصحاب الخبرة.
هل هي حالة عامة فعلاً؟ هل السوق في ركود؟ هل الذكاء الاصطناعي استبدلنا؟ أم هناك أسباب أخرى تجعل البعض يخوض هذه العقبة بينما يستمر آخرون في البيع بشكل طبيعي؟
إن الأمر يستحق وقفة وتحليلاً دقيقاً. لذلك، قررت أن أبدأ سلسلة منشورات متكاملة، نناقش فيها هذا الموضوع من زوايا متعددة. في كل منشور، نحدد سبباً محتملاً وراء قلة الطلبات، ثم نناقش كيفية التعامل معه، وتحويله من عقبة إلى فرصة.
سأحرص أن تكون المنشورات واقعية ونابعة من تجربتي كمستقل وبائع نشط منذ 2022، ومعتمدة على ما رأيته وتابعته من تغيرات حقيقية في السوق وسلوك العملاء والمنصات بشكل عام.
هذا المنشور مجرد مقدمة للسلسلة، وأود أن أسمع منكم: - هل شعرت بتراجع فعلي في الطلبات خلال الأشهر الماضية؟ - ما هو السبب برأيك؟ - هل لديك وجهة نظر أو تجربة تستحق أن نسلّط الضوء عليها في منشورات قادمة؟
بانتظار آرائكم واقتراحاتكم، فهي أساس البدء والاستمرار لهذه السلسلة.
- على صعيد شخصي، لم تختلف الأمور معي منذ عام 2019 حتى اليوم، لأنني بصفة منتظمة أعمل بالمقام الأولى مع عميل واحد بقدرة شرائية عالية. يظنها البعض ضربة حظ (العمل كل مرة مع عميل رئيسي)، لكنها ليست كذلك، فقد تكرر هذا النمط مرات عدة خلال مسيرتي. لذا، لا أشعر بأي ركود من جانبي، إذ ما تزال تأتيني استفسارات كما بالسابق، معظمها من عملاء غير جادين، أو يطلبون خدمات لا أقدمها، أو لا يمتلكون القدرة الشرائية لطلب خدماتي. وبالنهاية، ينتهي بي الأمر بالعمل مع عميل واحد لمدة طويلة، يغنيني وجوده عن التعامل مع مئات العملاء الآخرين.
- ثمة العديد من الأسباب، منها الزيادة الكبيرة في عدد البائعين مقارنة بعدد المشترين. ولا يمكننا إنكار تأثير الذكاء الاصطناعي، لكنه من وجهة نظري ليس عقبة، بل هو أداة يمكن لمن يحسن استثمارها بشكل صحيح أن يجذب عملاء اليوم، دون أن ننسى وجود شريحة جيدة من العملاء الذين يطلبون صراحة عدم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لأنهم يريدون كتابة أو ترجمة... بشرية خالصة.
- تحدثت عن تجربة بدأت قبل عدة شهور، هدفت من خلالها إلى توضيح إحدى طرائق التغلب على العقبات، وهي التركيز على استقطاب العملاء ذوي القدرة الشرائية العالية. حيث يمكن لعميل واحد من هذه الفئة أن يعوض البائع عن العشرات، بل وحتى المئات من العملاء الآخرين: https://khamsat.com/community/stories/732177-لماذا-خمسات-صندوق-ذهب-عميل-واحد-يساوي-110-عميلا#new
طابت أوقاتك أخي نبراس، وأشكرك على مشاركتك القيمة كعادتك.
أتفق معك تماماً أن العمل مع عميل رئيسي واحد بقدرة شرائية عالية يُعتبر أسلوباً ذكياً ومثمراً، خاصة في مجالات مثل الترجمة أو الكتابة المستمرة، حيث تتكرر الحاجة للخدمة بشكل دوري. لكن بطبيعة الحال، يختلف هذا الأسلوب حسب نوعية الخدمة المقدمة. فمثلاً، في حالتي كمقدم لخدمات كتابة السير الذاتية، فإن طبيعة الخدمة تكون غالباً لمرة واحدة فقط لكل عميل، مما يعني أنني بحاجة دائمة لتجديد دائرة العملاء بشكل مستمر.
لهذا السبب، كان عليّ أن أبتكر أسلوباً تسويقياً خاصاً يجذب عدداً أكبر من العملاء باستمرار، حتى أحقق الاستقرار المطلوب، وأن أقدم خدمات وتطويرات تكميلية لتقديم تجربة متكاملة للعميل وبالتالي الحصول على عائد أكبر، والحمدلله نجح ذلك معي. أرى أن فهم طبيعة الخدمة وطبيعة جمهورها هو أحد أهم أسرار تجاوز فترات الركود. وسأناقش هذه المواضيع بشكل موسع مستقبلاً بإذن الله عز وجل.
وسعيد جداً بمقالك الذي شاركته، قرأته سابقاً وفعلاً استفدت منه وساعدني في تعزيز علاقاتي مع عملائي الكرام الذين يطلبون خدمة الترجمة في منصات أخرى، وأصبحوا عملاء دائمين (repeat client).
أحسنت يا صديقي أحمد، إذ أشرت إلى نقطة بالغة الأهمية.
وأتفق معك تماماً (فإن طبيعة الخدمة تكون غالباً لمرة واحدة...)، لذا أنصح بدوري كل بائع بالتفكير بإضافة خدمات يمكن تكرار بيعها لنفس العميل، مثل خدمات الكتابة، بقصد جذب المشترين ذوي القدرة الشرائية العالية. وبهذا ندمج بين فكرتي وفكرتك لتحقيق أفضل النتائج.
كلامك صحيح أخي الفاضل، تحليل الوضع الراهن أصبح ضرورة ملحة. تزايد الحديث عن قلة الطلبات ملاحظة يشاركها الكثيرون، مما يشير إلى استقراء تحديات حقيقية تستدعي الدراسة المتأنية. و لسنا نبالغ إن قلنا أن سلسلة المنشورات التي ستطلقها ستكون بمثابة خارطة طريق قيمة لنا جميعًا، حيث ستساعدنا على فهم الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع، سواء كانت تتعلق بتقلبات السوق، أو تأثير الذكاء الاصطناعي المتزايد، أو حتى تغير سلوك العملاء. الأهم من ذلك، أنها ستقدم لنا حلولاً عملية واستراتيجيات قابلة للتطبيق، تمكننا من تحويل هذه العقبات إلى فرص للنمو والتطور.
بالفعل، لاحظت تراجعا واضحا في عدد الطلبات مؤخرا، وأظن أن السبب يعود لتغير أولويات العملاء وازدياد المنافسة، خاصة مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي. أرحب بمبادرتك، وأعتقد أن تحليل الأسباب سيساعد الجميع على التكيف وتطوير استراتيجيات فعالة للبقاء في السوق.
كلامك يثلج الصدر يا خالد، وأنا سعيد جداً أنك ترى في هذه السلسلة خارطة طريق. فعلاً، المرحلة الحالية تحتاج وعياً جماعياً وتفكيراً مشتركاً، وإن شاء الله نحاول قدر المستطاع تقديم أفكار عملية تحاكي الواقع وتساعدنا جميعاً على تجاوز هذه المرحلة.
---------------------------
شكراً لك اسطفانوس على المشاركة. أتفق معك تماماً، تغير أولويات العملاء واضح، وتطور أدوات الذكاء الاصطناعي زاد المنافسة بشكل كبير، وعلينا التكيّف معه لا الخوف منه. بإذن الله نحاول خلال هذه السلسلة أن نسلّط الضوء على هذه التحولات وكيفية مواجهتها بذكاء.
---------------------------
نقطة مهمة يا عماد، وفعلاً البعض يرى في المستقبل تحديات أصعب، لكن دائماً أؤمن أن الاستعداد والتحسين المستمر يصنع فرقاً. الذكاء الاصطناعي أداة، ممكن تهدد البعض، لكن ممكن جداً تكون وسيلة تفوق للي يعرف كيف يستخدمها بذكاء.
---------------------------
أشعر بك تماماً يا هدير، وهذا فعلاً أحد أكثر السلوكيات التي تتكرر هذه الفترة. بعض المشترين يتواصلون ولا يكملون، وهذا السلوك يمكن تفسيره بأكثر من طريقة، وسنتحدث عنه في أحد منشورات السلسلة بالتفصيل إن شاء الله، بحيث نبحث كيف نخفف من هذا التردد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أ.احمد وكل عام وانتم بخير
كخبرتي كمسوق ساعطيك ابرز الأسباب :
1- قلة زوار الموقع . 2- أغلب مرتادين الموقع يبحثون عن الأرخص وليس الأجود . 3- المشتريين بعضهم اصبح يستخدم قسم "طلبات الخدمات الغير موجودة" وهذا في الغالب ليضع مهام كثيرة بسعر رمزي جدا وللاسف ارى كثير من المستقلين يقدموا عروض ويتفاعلوا مع هذه الطلبات .
وجهة نظري عميل محترم يبحث عن القيمة وليس السعر افضل من ١٠٠ عميل (انتقى عملائك) .
شكراً لك أ. أكرم على مشاركتك القيمة، وكل عام وأنت بخير!
تحليلك فعلاً دقيق، خصوصاً ما ذكرته عن قسم الطلبات الغير موجودة، أراه يومياً وأتفهم تماماً ما قصدته. كذلك أتفق مع فكرتك الأخيرة تماماً، فعميل واحد يقدّر القيمة قد يفتح لك أبواباً كثيرة (كما ذكر صديقنا العزيز نبراس كذلك). شخصياً، وصلت لنفس النتيجة التي تفضلت بها بعد عدد من التجارب، ولهذا أصبحت أركز على بناء علاقة حقيقية مع من يرى في خدمتي استثماراً.
سعيد جداً برأيك، وأتمنى أسمع رأيك أيضاً في المنشورات القادمة بإذن الله.