غالباً دخلتَ لقراءة هذا المقال، معتقداً أنني سأخبرك بأن العميل الصعب صديقك، وليس عدوك الخفي. في الواقع، هذا ليس ما أود قوله!

ما سأخبرك به هو أن العميل الصعب ليس صديقك المقرّب، ولا عدواً يختبئ خلف الشجرة مثل النينجا لينقض عليك بأي لحظة، بل هو مرآة تعكس نقاط قوتك وضعفك، ما دام شخصاً يمكن إرضاؤه بطريقة أو بأخرى، وليس من النوع الذي يستحيل إرضاؤه!

نعم، قد يرفع سقف التوقعات إلى حد مرهق، لكنه أيضاً يمنحك فرصة ذهبية لتطوير أدائك وتقديم عمل أفضل. إذا كان نقده في محله، فهذا ليس سوى دعوة لتحسين عملك، وتطوير مهاراتك، واختبار قدرتك على التعامل مع الضغط.

على سبيل المثال، في مجال كتابة المقالات، تعاونت مع بعض العملاء الصعبين، وكنت دوماً أستفيد من ملاحظاتهم لتحسين جودة عملي. ورغم أن لكل شخص ذوقه الخاص، فإن مراعاة الجوانب الأساسية التي يتفق عليها معظم الناس تعزز فرص إرضاء عملائك.

عندما أتعامل مع عميل صعب، أعلم أن الانتباه لأدق التفاصيل هو مفتاح النجاح. أستمع لملاحظاته دون الحاجة لتكرارها، وأرحب بنقده وآرائه، حتى لو كانت محبطة، كفرصة لتطوير مهاراتي. أحرص على التواصل الواضح بشأن ما يمكنني تحقيقه، وأقدم خيارات متعددة تعكس رؤيته. كما أحدد الحدود وتوقعات العمل منذ البداية، وأحافظ على حوار محترم. هذه الجهود غالباً ما تساعدني على تلبية توقعاته بنهاية المطاف.

من المهم أيضاً أن تدرك الفارق بين العميل الذي يمكن تحقيق مطالبه بشكل أو بآخر، وبين العميل الذي يطلب المستحيل. هذا الأخير قد يرفع ضغط دمك إلى أعالي الجبال! لذا، يجب وضع حدود واضحة وتوقعات منطقية منذ البداية، لتجنب الارتفاعات الخطيرة في ضغطك.

في النهاية، العميل الصعب هو فرصة لتحدي نفسك، وتعلم كيفية إدارة الضغوط. ليس مجرد شخص يجب إرضاؤه، بل شريك غير مباشر في نجاحك. لذا، لا تخشَ التحدي، بل واجهه وكن مستعداً للنمو والتطور مع كل عميل صعب يمر بطريقك.

يقول المثل: «عملاؤك الأكثر تعاسة هم أعظم مصدر للتعلم».
عن الموضوع

أضف تعليق

سجّل دخول لتتمكن من إضافة تعليق على هذا الموضوع.

عن الموضوع