قبل أيام، احتجت لترجمة نص إلى العربية بشكل مستعجل، فوضعت طلباً ضمن قسم (طلبات الخدمات غير الموجودة) بالتزامن مع مراسلة بعض من أثق بخبرتهم، وهدفي هو التعامل مع مترجم محترف ينجز العمل بالسرعة المطلوبة.
وبما أن تجربة الشراء حديثة العهد، أحببت أن أدلي ببعض الأفكار والملحوظات القيمة من باب النقد البناء، لا بهدف إحباط أحد، أو استعراض العضلات، وبجعبتي رسائل مهمة لا يستفيد منها إلا من أصغى السمع إلى كلام صادر عن بائع ومشترٍ بنفس الوقت.
1) لا تعتذر عن العمل بهذه الطريقة: كونك كاتب أو مترجم أو خلاف ذلك، لا يعني أنك تستطيع كتابة أو ترجمة أي نص، حالك حال الطبيب الذي لا يحيط علماً بكل التخصصات الطبية مهما بلغت عبقريته وخبرته. فلا ينقص قدرك بعين العميل، إن اعتذرت موضحاً أن النص خارج نطاق تخصصك.
وكونك مشغول أو غير قادر على إتمام المهمة خلال المهلة المحددة، لا يعني أن ترفض العمل لضيق الوقت، ثم تسكت. فهذه الطريقة بالتعامل توحي للعميل أنك لا تود العمل معه أساساً، لأنك تعتذر بحجة الوقت دون أن تبدي استعدادك لقبول طلبه بمدة زمنية أطول.
حين يأتيني عميل سابق أو جديد يطلب عملاً ضمن نطاق خبرتي، لكنه يريد إتمامه خلال 48 ساعة مثلاً (مدة زمنية لا تناسبني فرضاً)، أعتذر منه لكن بنفس الوقت أوصل رسالة مفادها أنني مستعد لمساعدته لو أنه أمهلني ساعات أو أياماً إضافية.
بهذه الطريقة البسيطة أبيّن رغبتي بالتعاون الحالي والمستقبلي معه، رغم معرفتي أن الوقت المحدد لا يمكن تعديله غالباً. هذه نقطة بسيطة ومهمة بآن معاً يغفلها عشرات البائعين بمختلف المستويات، وبسببها يخسرون بعض العملاء دون أن يعلموا السبب وراء ذلك.
لا تقل لعميل تود التعاون معه: لا أستطيع كتابة النص الذي تطلبه خلال يومين، ثم تصمت.
قل: لا أستطيع كتابة النص خلال يومين (مع توضيح الأسباب المنطقية)، لكن لو أمهلتني ساعات (أو أكثر) فبالتأكيد سأفعل.
2) عرضك ورسالتك معيار لكفاءتك: بعد وضع طلبي، بدأت العروض تهطل كالمطر، إلى جانب بعض الرسائل من طرف زملاء يطمحون، كحالنا جميعاً، للتعامل مع عميل جديد. ورغم أنني أرحب بالجميع عادة، لكن مراسلة زميل لك بهدف عرض خدماتك مخالف لشروط المنصة، فاحذر من تكرار هذا التصرف.
على صعيد آخر، أحياناً تكون تلك الرسالة سبباً كافياً لرفض عرضك قبل أن يُقرأ. في الفترة الأخيرة، بدأت اتباع منهجية بسيطة أثبتت نجاحها، وهي عدم إضاعة الوقت بزيارة الملف الشخصي لأي بائع يتضمن عرضه على طلبي أخطاء لغوية معينة، تشير بوضوح إلى ضعف لغته وخبرته.
لكن إن كان العرض سليماً، ومكتوباً بأسلوب بشري، وبطريقة ودية مقنعة، فهنا سأفاضل بين المتقدمين بعد زيارة الملفات الشخصية لاتخاذ القرار النهائي بخصوص من سأتعامل معه. بعض العملاء يفعلون مثلي دون شك، وليس كلهم بالتأكيد. فاحرص على سلامة الصياغة اللغوية، واحترافية عرضك حتى تعزز فرص النجاح. وهذا يعني أن مهمة تحسين لغتك العربية واجب يومي مثله مثل تناول الطعام. ضعه هدفاً لا تحيد عنه.
3) لا تحكم على إنسان قبل أن تتعامل معه، ولا إن تعاملت معه لمرة: يعتقد البعض أن كل من يضع طلباً بقسم (طلبات الخدمات غير الموجودة) ينشد أسعاراً بخسة، وهذا غير صحيح إطلاقاً. نلت شرف التعامل مع بعض العملاء الرائعين عبر هذا القسم، رغم ندرة زيارتي له منذ بداية مسيرتي الفنية (يعني بشو الممثلين والمطربين أحسن منّا!) حتى اليوم.
وحين أطلب خدمة بدوري، نادراً ما أحدد الرسوم المتوقعة، حيث أترك غالباً المجال مفتوحاً أمام البائع حتى يقرر السعر المناسب، وأدفع معظم المرات الرسوم التي يطلبها مقدم الخدمة دون نقصان، ولسان حالي يقول دوماً: «العين بصيرة، واليد قصيرة»، لأنني أقدّر كل بائع فيكم، وأرى أن الكاتب أو المترجم وغيرهما يستحق بوطننا العربي أضعاف ما يطلبه أو يتقاضاه، وأن مثل هذه الخدمات لا تأخذ حقها من التقدير.
4) بخصوص طلبي الأخير: رغم ضيق الوقت، وافق زميل مبدع على إنجاز العمل (صفحات كثيرة زاخرة بالتصاميم، لكن النصوص داخلها لا تتجاوز مجتمعة بضع صفحات مملوءة)، وأنهاه خلال أقل من 24 ساعة، وفق الرسوم التي طلبها ودفعتها بصدر رحب، دون أن أناقشه بخصوصها نهائياً.
ولا أخفيكم سراً، فأحياناً تكون الرسوم المطلوبة لبعض الخدمات التي أطلبها مرتفعة نسبياً مقارنة بالمبلغ المرصود تبعاً للقدرة الشرائية حينها، لا من حيث أحقية سعرها بنظري، لكنني أحاول كل مرة قدر المستطاع أن أدفع المبلغ المستحق دون نقاش.
وأخيراً، سردت أعلاه نقاطاً مهمة بخصوص التعامل مع العملاء، وهي أن تكون ودوداً وتبدي استعدادك للتعاون حتى إن كان وقت التسليم ضيقاً. الاعتذار بلطف، وإبداء الرغبة بالتعاون ضمن نطاق وقت أطول، يوصل للمشتري رسالة مفادها أنه مرحب به، لكن الوقت هو المانع الوحيد مثلاً. وإن كان العمل خارج نطاق تخصصك، فلا تخجل من الصراحة، لأنك ستكبر بعين العميل المحترم، وليس العكس.
على صعيد آخر، بيّنت بشكل سريع بضعة أسباب لعدم اختياري بعض مقدمي الخدمات، ممن يقدمون عروضهم على طلباتي المتكررة. ولا تحزن صديقي أو تحبط، بل حسّن مهاراتك وخبراتك حتى يأتيك بشكل عام مزيد من العملاء الطيبين ذوي القدرة الشرائية العالية.
رسالتي المتواضعة هذه ليست موجهة لشخص بعينه، بل إلى كل واحد فيكم.
حقيقة يعجز اللسان على شكر عطائك المتواصل، شكرا جزيلا على هذه النصائح القمية و على الأمثلة التي أوردتها بخصوص الرد اللبق والمهني على أي عميل مستعجل في الخدمة. وبما يخص الإعتذار عندما يكون العمل خارج عن تخصصك أو حتى عن طاقتك، هذه نقطة في غاية الأهمية، فقد حدث معي مرة أن طلب عميل خدمة بحجم كان ذلك وقت يبدو لي كبير جدا بالنسبة لمهارتي وسرعتي في العمل كما أني لم يسيق لي أنذاك أن عملت على ذلك الحجم، فإعتذرت منه بأني لا أستطيع عمل هذا الحجم، دفعة واحدة وشرحت له السبب، وقلت له ،إن كان من الممكن تجزئة العمل سأكون سعيدة بمساعدتك وعمل معك. فعلا وافق العميل على تجزئة العمل و دفع نفس المبلغ الذي كان سيدفع لإنجاز العمل دفعة واحدة. وتذكر، تقدير وقت العميل وإهتمام بعمله كأنه عملك وتعامل معه بصدق سيجعل العميل لا ينساك في حالة احتاج لعمل آخر ضمن خدماتك. كل الإمتنان لك أخي نبراس على مشاركتك العطرة، شكرا جزيلا لقلمك الكريم. تحياتي وطابت أوقاتك بالخير و البركة.
أهلاً رجاء، وشكراً على مشاركتك الطيبة. جدير بالذكر عزيزتي، حتى لا تُحذف تعليقاتك القادمة، أن التعليق ضمن مجتمع خمسات يجب أن يكون بالعربية الفصحى حصراً.
شكراً على إطرائك العطر، وعلى مشاركتنا تجربة تلقي الضوء على أهمية إبداء الرغبة بالتعاون مع من نريد التعامل معهم، عبر محاولتنا تقديم حل إن ناسب العميل كسبنا صفقة جديدة معه، وإن لم يناسبه من حيث مدة التنفيذ أو خلافها ظلت جسور الود قائمة تمهد السبيل نحو عمل قادم.
دام النجاح والتألق رفيق دربك. _______________ أشكرك على المتابعة محمد، وبارك الله فيك. _______________ أهلاً ومرحباً بك أحمد. طابت أوقاتك بكل خير وسرور.
استاذ نبراس تحية عطرة، أنا جديد عالموقع و لكن الملاحظات يلي ذكرتها حضرتك قيمة جداً و مهمة و يجب الانتباه اليها من كافة البائعين بغض النظر إن كانوا بائعين جدد أم مميزين كل الشكر لحضرتك.
نشكرك على هذه النصائح القيمة والفضل لله انا كثيرا ماياتيني عملاء يريدون التعامل معي ولكن اكون مشغولا واحتاج الى وقت لانتهي فاعتذر بلطف واخبره السبب والمدة التي سوف انتهي منها وهو يقرر ان كانت يستطيع الانتظار ام لا .وايضا هناك من العملاء من يراسلني ويطلب عملا ويعطيني مثال عن طلبه وعندما اتصفح الرابط الذي ارسلة بعض هذه الاعمال لا استطيع عملها فاخبره انني لا استطيع عمله واتفاجا بردود جميلة جدا ومنهم بعد فترة يصبح عميلا لي باعمال اخرى اعتذر على الاطاله ولكن موضوعك مشوق جدا
شكرا لك أستاذ نبراس على هاته الدرر التي تنثرها، كان هذا السؤال يشغلني حقا. ما رأيت تعليقاتك إلا وفيها إجلال لهذه اللغة عظيم، وعاء حضارتنا، وجوهر إنسانيتنا الناطقة. جزاك الله خير الجزاء.
أسعدني تعقيبك يا مازن. تمنياتي بدوام التوفيق والنجاح. _______________ شكراً على المتابعة يا هند. خالص تحياتي. _______________ يسرني رأيك المهم بالموضوع يا عصام. اللطف وإبداء الرغبة بالتعاون أساس التفاوض الناجح بالتأكيد. _______________ شكراً لإشادتك الطيبة اسطفانوس. دمت بخير. _______________ أهلاً ومرحباً يا محمد. ما أجمل لغتنا العربية الفصيحة! ممتن لك على هذه الكلمات النبيلة. _______________ شكراً على الدعوة الطيبة يا إنصاف. تسرني متابعتك وحرصك على قراءة التعقيبات بتمعن. _______________ طابت أوقاتك بكل خير يا رياض.
(.Afaf M) و(رضا م.) تحياتي، وشكراً على المشاركة الطيبة. _______________ ممتن لكلامك العطر جمانة. طابت أيامك بكل سعادة. _______________ يا مرحباً بك عزيزي خالد. دمت بألف خير.
كلام جميل و واقعي جداً ، لا أظن أن أحدا من المترجمين يستطيع الترجمة في كل المجالات العلمية و الإجتماعية و الإنسانية . ليست شطارة أن أدعي أنني أستطيع الترجمة في كل المجالات . على العكس أصبحت الترجمة تخصصية كسائر العلوم الأخرى . فكما تجد طبيب متخصص في مجال معين مثلا ، هناك مترجم متخصص في مجال أو أكثر . و العاقل من عرف حدود امكانياته و لم يتعد على غيره
جزاك الله خيرا أستاذ نبراس على النصائح المهمة. عموما أحرص على اللباقة في التعامل مع العملاء لكن فاتتني نقطة ترك المجال للتعاون المستقبلي مع من لا أستطيع تقديم الخدمة له وقت ما طلبها
ملاحظاتك قيمة أستاذ نبراس ومفيدة. لكن أحياناً يكون الاعتذار عن العمل هو حرفياً الحل الوحيد. مرت فترة كان جدول عملي ممتلئاً لأسبوع كامل. كنت أعتذر وأخبرهم أن لدي من الطلبات ما يكفي لمدة أسبوع لذا لا أستطيع أخذ مشروعهم وإنجازه في الفترة الحالية. ومع الأسف لم أجد تفهماً من الجميع وهو ما أدى لاستغرابي، هل يفضل البعض عملاً متأخراً أو ذو جودة منخفضة عن الاعتذار مسبقاً!
يومك سعيد رياض. _______________ سلمت يداك زميلي محمد، كلام سليم لا يدركه إلا العارفون. _______________ على الرحب والسعة سارة. يسعدني أن الموضوع أفادك. _______________ تحياتي إسراء، وشكراً على المشاركة. دعينا نتفق على أمر مهم، ألا وهو حق العميل بشراء أي خدمة متاحة دون تواصل مسبق. وبالتالي الاعتذار بحجة الانشغال تصرف غير مهني يزعج العملاء، بخاصة إن كانوا ملمين بقوانين المنصة التي تنص على وجوب إيقاف البائع لأي خدمة مؤقتاً طالما أنه لا يستطيع تقديمها حالياً، أو تعديل مدة تسليم العمل ضمن وصف الخدمة على أقل تقدير، وهذا مدار حديث الموضوع بشكل أو بآخر. وهذا ما دفعني مرات عدة لتعديل مدة تسليم خدمة كتابة المقالات مثلاً، لأسبوع كامل نظير صياغة مقال واحد قبل أن يطلبها أحد.
نعم لا خلاف على أنه يحق للعميل ذلك، لكن الفكرة أن الخدمة يكون متواجداً فيها طلب جاري تنفيذه، ويقوم بالعميل بالمراسلة للحصول على طلب مستعجل. بصراحة لم أفكر بخيار الإيقاف للخدمة إلا منذ فترة قصيرة لانشغالات منعتني من تقديم الخدمة بشكل نهائي في القترة الحالية، لكن ألا يؤثر الإيقاف المؤقت للخدمة على ظهورها (ترتيبها) في القسم الخاص بها؟
تكتبين مثلاً مقالاً خلال يوم، ولديك طلب جارٍ أو لا، وأراد عميل إعداد مقال خلال 6 ساعات، عندها يفترض ألا ينزعج من اعتذارك عن إنجاز العمل بالوقت المحدد بعد إبداء تبرير منطقي ورغبة بالتعاون كما بيّنتُ أعلاه، لكونه أساساً يطلب تسليم عمل وفق إطار وقت أقصر من المحدد.
أما إيقاف الخدمة مؤقتاً فلا يؤثر على ظهورها حسب معلوماتي، فبمجرد إعادة تفعيلها تعود إلى حيث كانت مسبقاً. وبكافة الأحوال، بمجرد طلب أي عميل لخدمتك تختفي الخدمة من صفحة الخدمات، وتعود إليها مجدداً بعد أن الانتهاء منها واستلامها من طرف العميل أو أوتو.
وبصرف النظر عن أي آثار للإيقاف المؤقت، فهو أفضل من ترك الخدمة متاحة بينما نحن مشغولون، فقد يشتري عميل الخدمة مباشرة فيكون البائع ملزماً بتسليم العمل ضمن إطار الوقت المحدد بالوصف بينما لا يستطيع ذلك لانشغاله. علماً أن خيار تمديد وقت التسليم ممكن أيضاً.
على الرحب والسعة فاتن. دمتِ بخير. _______________ مرحباً بك يا أحمد. تمنياتي بدوام التوفيق والنجاح. _______________ لا شكر على واجب عبد العزيز. طابت أوقاتك.
أشكرك أخي نبراس على ما أتحفتنا من النصائح المهمة التي تكون من وجهة المشتري وبالفعل كبائع اشتريت عدة خدمات مرات عديدة من خمسات وكل مرة يظهر لي عدة ملاحظات من البائعين سأحاول سردها في موضوع مستقل ليستفيد الجميع إن شاء الله
"2) عرضك ورسالتك معيار لكفاءتك:" تعقيب إضافي لهذه النقطة وهي يجب ان يكون العرض خالي من الأخطاء اللغوية يجب أن يحتوي العرض على ترحيب ثم عرض بما يريده العميل وماذا بإمكان البائع تقديمه ورابط للخدمات بحيث يكون العرض جذاب يؤهل المشتري للتواصل مباشرة أما الرد على طلب المشتري بأي قسم فقط بكلمة : " تفضل " فهذا العرض حتماً مستبعد من أي مشتري
تحياتي عامر، وشكراً على المداخلة الجميلة. لا شك أن العرض المقتضب أسرع وسيلة لخسارة شريحة واسعة من العملاء (لا أنظر لهذه العروض نهائياً حين أود الشراء). لا بد أن يشعر العميل أن البائع متعاون، ومحترف بتقديمه لنفسه وخدماته، وذلك يتطلب أكثر من مجرد كلمة أو بضع كلمات. طابت أيامك بكل خير ونجاح.