نظراً لأن بعض القراء والمتابعين لا يفضلون الموضوعات المطوّلة كونها تسبب لهم إرهاقاً شديداً بعضلة التركيز، سأدخل صلب الموضوع مباشرة: كان يا مكان في قديم الزمان، هذا الموضوع المطوّل موجه بالتحديد لكل كسلان، فتأكد ألا تقرأه وأنت نعسان.

خلال مسيرتي الفنية، بعت عشرات الخدمات، وبالمقابل اشتريت العشرات، فعاينت مئات عروض الباعة المليئة بنقاط ضعف من أشهرها الاختصار الشديد، كأنما الواحد منهم يقبض على كل حرف يكتبه قطعة ذهب أو ألماس، لأبدو أمامهم كمن يبعزق الكلمات دون إحساس بقيمتها.

ما لا يدركه أصدقاؤنا الكسلانون (التسمية من باب المزاح)، هو أن العرض المقتضب بشكل مبالغ فيه دليل على عدم الاحترافية، ووسيلة ناجحة لإقناع العميل بعدم التعاون معك. وكم عبّر عشرات العملاء والزملاء ممن يشترون الخدمات عن مدى استيائهم حين يرون عرضاً من قبيل:

- راسلني.
- تواصل معي.
- تفضل موجود.
- يمكنني تنفيذ الطلب بأسرع وقت.
- تفضل عزيزي تحت أمرك وخدمتك.

وتطول القائمة بأمثلة لا تعد ولا تحصى لعروض مقتضبة لأبعد الحدود، يرى أصحابها أن أسبقية العرض على بقية العروض أهم عامل لقبوله - وهذا خاطئ تماماً. لا يهم إن نجحت طريقتك مرة أو اثنتين أو حتى عشراً، المهم أنها ستفشل مقابل هذا العدد مئات المرات لكونها غير احترافية.

عامل عدم الاحترافية الأول، هو العزوف عن مخاطبة العميل باسمه الأول ضمن عرضك (طالما الاسم واضح). وهنا دعني أسألك: هل سبق أن رأيت رسالة احترافية من موظف إلى رئيس شركته أو شركة أخرى، دون ذكر اسم الطرف الذي يتوجّه إليه برسالته؟! هل قرأت كتاباً أو سمعت أي محترف تسويق عربي أو أجنبي، ينصح البائع بعدم مناداة العملاء بأسمائهم رغم أنه يعرفها؟!

لمزيد من التفاصيل حول عامل عدم الاحترافية الأول، أنصحك بقراءة الموضوع الآتي:
https://khamsat.com/community/stories/707637-سلسلة-أخطاء-يرتكبها-البائعون-الموضوع-1

أما عامل عدم الاحترافية الثاني، فهو العرض المقتضب لدرجة تدعو للاستغراب حقيقة! إن العرض الجيد يا صديقي الكسول أو العجول لا مطوّل ولا مقتضب كما جاء أعلاه، بل معتدل يشتمل على نقاط مركزة مختصرة تغطي جوانب عدة تعزز فرص قبول عرضك، وهي:

- تحية العميل.
- مخاطبته باسمه الأول إن كان واضحاً.
- جملة أولى تحفزه وتدفعه لمواصلة قراءة العرض.
- تأكيد سريع على النقاط والملاحظات التي ذكرها العميل ضمن طلبه.
- إبراز نقاط القوة التي تميزك عن غيرك من المتقدمين (ذات العلاقة بالطلب).
- تقديم قيمة مضافة أو مختلفة، كأن تذكر مثلاً أنك ستلخص الكتاب بطريقة الخرائط الذهنية بدلاً من (أو بجانب) تلخيصه بالطريقة المعتادة.
- وضع رابط الخدمة المناسبة ضمن عرضك (نقطة مهمة يهملها عشرات البائعين على الدوام).
- ذكر رسوم العمل في حال كان واضح التفاصيل (عدا ذلك تجنب تحديد السعر ضمن العرض).
- جملة ختامية تبدي من خلالها مدى ترحيبك وتعاونك، أو خلاف ذلك مما يترك انطباعاً إيجابياً أخيراً لدى العميل، ويحفزه أكثر على اختيارك.

هناك عوامل أخرى مهمة تلعب دوراً كبيراً بقبول العرض من عدمه، كوضع سعر يناسب ميزانية العميل بالتزامن مع تقديم جودة خدمة ممتازة، بعد الأخذ بعين الاعتبار كون الرسوم المحددة مناسبة لك ضمن المرحلة الحالية على أقل تقدير.

ولمن سيقول: «لكن في بعض الأحيان أود أن يتواصل العميل معي أولاً، حتى أطلع على العمل جيداً، ثم أحدد الرسوم المناسبة. فماذا أفعل بهذه الحالة، حتى لا يشتري العميل خدمتي بشكل مباشر؟».

بسيطة يا عزيزي، هذه حالة نواجهها جميعاً بصورة متكررة، والحل يكمن بتضمين عرضك بكل النقاط المقنعة التي تعزز فرص قبوله دون تحديد الرسوم، مع إخبار العميل ضمن العرض نفسه بأنك تنتظر تواصله للاطلاع على العمل المطلوب أولاً قبل أن تحدد السعر أو تقبله حتى.

كانت هذه تغطية سريعة لأحد أهم الأخطاء التي يرتكبها البائعون كل يوم، آمل أنها أوصلت بعضاً من النصائح المفيدة بهذا الصدد. فأتعب نفسك قليلاً بمخاطبة العملاء بأسمائهم، وزد عليه قليلاً من التعب الجميل بكتابة عرض لا مطوّل ولا مقتضب، تضمنه نقاطاً مقنعة مختصرة تعزز فرص تعاون العميل معك، آخذاً بعين الاعتبار أهمية الجودة والفرادة والسعر ضمن معادلة الإقناع الناجح.
عن الموضوع

التعليقات (22)

منذ 7 أشهر و12 يوم
جميل جدا ومفيد
شكرا على المشاركة.
منذ 7 أشهر و12 يوم
نصائح ممتازة ، تسلم .(استاذ نبراس) .
منذ 7 أشهر و12 يوم
جزاك الله خيرا على النصائح المفيدة جدا اخي
منذ 7 أشهر و12 يوم
مرحبًا أستاذ نبراس
على فكرة أنا أتابع قسم تجارب وقصص، ولكنني أعزف عن التعليقات هذه الأيام.
وأقرأ مقالات حضرتك، وما شاء الله تبارك الله، كلامك كله نصائح وقيم هادفة للبائعين هنا في خمسات.

ولكن، يبدو أنني أصبحت من الكسلانين هذه الأيام، حتى أنني أصبحت أقدم تعليقات خلال قسم الخدمات غير الموجودة بشكل مختصر..

كنوع من ( هااا.. أنا هنا) فقط.
ولأنني متأكدة أن المشتري قد اختار من سيقدم له الخدمة. وكذلك لأنني أخاف أن يتم قبولي لأداء المهمة، وهذا يعيقني عن متابعة ما أريده، حيث إنني أستغل هذه الفترة لتعلم أشياء جديدة، أفضل مما أنا عليه لتأتي بفائدة ما في يوم من الأيام.

فجزاكَ اللهُ خيرًا وفيرًا على هذه النصائح.
منذ 7 أشهر و12 يوم
شكراً للنصائح
منذ 7 أشهر و12 يوم
أحسنت ثم أحسنت ثم أحسنت
منذ 7 أشهر و12 يوم
جزاك الله خيرا
منذ 7 أشهر و12 يوم
السلام عليكم اخي نبراس :
انا مبتدئة على هذا الموقع اريد ان استغل مهاراتي و مواهبي لصالحي فهل يمكنك الاطلاع على اعمالي و ابداء رأيك حولها
اعلم انك شخص موثوق و خبير لذا اتمنى ان استفيد من خبرتك و أمانتك
تحياتي الخالصة اليك
منذ 7 أشهر و11 يوم
لا شكر على واجب علي.
طابت أوقاتك.
__________________________
على الرحب شيماء.
شكراً على تفاعلك الطيب.
__________________________
أهلاً وداد.
تمنياتي بدوام النجاح.
منذ 7 أشهر و11 يوم
نصيحة من ذهب

شكرا لك استاذ نبراس
منذ 7 أشهر و11 يوم
نشكرك على هذه المشاركة والنصائح القيمة اخ نبراس
ولكن هناك مشترين يجب ان تكون كسلان معهم كمثال على ذلك ان احد المشترين كتب 10 كلمات وهي يريد موقع الكتروني احترافي متكامل بميزانيه 15$ .
مثل هذا الطلب يجب ان اكون كسلان جدا وكل حرف اكتبه له قيمته الذهبيه
منذ 7 أشهر و10 أيام
أهلاً عزيزتي أمل.
مرحباً بعودتك، وأرجو عودة آخرين ممن افتقدنا وجودهم.
أسعدني رأيك، وأشكرك على الإشادة اللطيفة.

أما الكسل من وقت لآخر فرائع لتجديد الطاقة الجسمانية والإبداعية، ولإتمام أعمال أخرى مهمة كما تفعلين (ولتحقيق أهداف استراتيجية أيضاً).
أرجو لك مرحلة مليئة بالتعلم والإنجازات الجديدة، وعودة قريبة لكسب مزيد من العملاء بروح أشد توثّباً.
__________________________
أهلاً ومرحباً بك رنا.
سعدت بمشاركتك.
__________________________
هذا من لطفك وذوقك ميساء.
أطيب التحيات.
__________________________
شكراً على الدعوة الطيبة Salka
بالتوفيق.
منذ 7 أشهر و10 أيام
وعليكم السلام أسماء.

مرحباً بك بيننا، هذه بعض النصائح بعد الاطلاع على صفحتك:

1) تصحيح الأخطاء اللغوية ضمن:
- النبذة الشخصية.
- عناوين الخدمات.
- وصف كل خدمة.

2) تحسين جودة النبذة الشخصية:
اتركي فراغات مدروسة لإراحة عين العميل طالما النبذة مطوّلة، وعززي صياغتها ونقاط قوتها (مع ضرورة تنقيح الأغلاط اللغوية). انظري نبذة حسابي لأخذ فكرة حول مسألة ترك فراغات (علماً أن نبذتي حالياً بطور التطوير، أحتاج لفترة قبل إعادة تعديل وإدراج نقاط جديدة أعمل عليها).

3) تحسين وصف كل خدمة أكثر:
حاولي جعل وصف الخدمة أكثر جذباً قدر الإمكان (هو جيد، لكن التحسين دائماً ممكن)، بعد تصحيح الأخطاء اللغوية طبعاً.

4) اتركي فراغات مناسبة بعد الفقرات ضمن الوصف لإراحة عين العميل، وتوجيه تركيز بصره على النقاط المهمة:
انظري موضوعي أعلاه، ومداخلتي هذه لفهم مسألة ترك الفراغات بالمكان المناسب ليكون تنسيق الفقرات جميلاً ومريحاً.

5) إضافة نماذج أعمال لخدمة (حول ملفات)، و(سأكتب لك صفحات):
ابتكري نماذج أعمال فعلية (انظري لخدمتي الخاصة بالتفريغ النصي مثلاً لأخذ فكرة).

6) شاركي بمجتمع خمسات بانتظام:
خصصي وقتاً يومياً لذلك، وسجلي الأفكار والنصائح المفيدة، ثم طبقيها. للمشاركة فوائد عظيمة، من بينها تحسين كتابتك باللغة العربية الفصحى، مما له دور بتعزيز فرص نجاحك بصرف النظر عن الخدمات التي تقدمينها (لماذا؟ موضوع يطول شرحه).

هناك عشرات النصائح الإضافية مما لا يتسع المجال لذكره وتفصيله، لذا أترك لك سلسلة لبعض أهم مشاركاتي:
https://khamsat.com/community/stories/701476-موضوعات-سابقة-لتعزيز-فرص-النجاح-وتحقيق-أرباح-أعلى

تمنياتي بالتوفيق والنجاح.
منذ 7 أشهر و10 أيام
تفاعلكم الجميل هو الذهب عزيزي محمد.
دمت بخير.
_______________
أسعد بمشاركاتك دوماً عزيزي عصام، ومعك حق بالتأكيد.
لكن تجاه مثل هكذا طلبات، على البائع ألا يكون (كسلان جداً) بشأنها، بل أن يحلق بعيداً عنها (كالغربان) كما أفعل!
منذ 7 أشهر و9 أيام
شكرا لك نبراس لن أنسى صنيعك هذا
سأعمل اكثر على التحسين من تقديم و عرض خدماتي على الموقع
و بخصوص الاخطاء اللغوية شكرا لتنبيهي لقد كانت هفوة مني فقط
وفقك الله و سدد خطاك بائع موثوق و متواضع مثلك يستحق أعلى المراتب
منذ 7 أشهر و9 أيام
اشكرك على نصائحك الثميه والمميزه
مع التمنيات بالتوفيق للجميع
منذ 7 أشهر و9 أيام
احسن الله اليك موضوع قيم من خبير
منذ 7 أشهر و9 أيام
مشكور استاذ نبراس على النصائح المفيدة
منذ 7 أشهر و9 أيام
لا شكر على واجب أسماء.
يسرني أنك ستأخذين بنصائحي، وشكراً على دعواتك وإشادتك اللطيفة.
لا بد أن أشيد بصور خدماتك المصممة بالذكاء الاصطناعي، ما يقودني لنصيحة أخيرة:
يمكنك استخدام الذكاء الاصطناعي لصقل لغتك وتصحيح الأخطاء اللغوية كما أفعل، فكلنا طلاب بمدرسة اللغة العربية العريقة.
منذ 7 أشهر و9 أيام
طبعاً الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة بسيطة لتصحيح بعض الأخطاء (أحياناً يخطئ لذا وجب الحذر)، لكنه قادر على تنقيح كثير من الأغلاط الإملائية. ويمكن أن يكون أداة لصقل مهارات اللغة سواء العربية أو الإنجليزية أو خلافهما. أستخدمه شخصياً لتحسين المهارات اللغوية المتعلقة بالإنجليزية بشكل خاص، بجانب استعانتي بقواميس اللغات، وكتب القواعد، وخلافها.
منذ 7 أشهر و8 أيام
متألق دائما اخى نبراس
منذ 7 أشهر و8 أيام
شكراً على الكلام الطيب حسان.
_______________
على الرحب صديقي عمر، سعدت بمشاركتك.
_______________
بوجودكم النيّر عزيزي محمد.
عن الموضوع