حين تطيل شريكة الحياة غيابها، تشعر بالوحدة والضياع. هذا ما حدث بالضبط عندما غابت شبكة الإنترنت عن عالمي منذ مساء البارحة حتى صباح اليوم، نتيجة عطل تقني قد يطول إصلاحه، بينما خططت الليلة الفائتة للقيام بمهام ضرورية لا يمكن إنجازها دون مساعدة رفيقة دربي، فشعرت بفتور الهمة لدقائق كدت خلالها أتخذ قراراً بجعل اليوم للراحة والاسترخاء، عوضاً عن الاجتهاد والعمل الجاد.

يميل العقل البشري بطبيعته إلى الراحة وتجنب الجهد، فيحاول أن يخدعك كلما سنحت له الفرصة. وإن كنت ممن لا يراقبون أفكارهم على مدار اليوم، فستكون ضحية ألاعيب عقلك معظم الوقت. ولأنني أدرك هذه الحقيقة جيداً، قررت بعد مناوشات ذهنية خرجت منها منتصراً، أن أستغل الفرصة لأكتب لكم هذا الموضوع، عقب قراءة بضع صفحات من كتاب تحفيزي بعنوان (الجوهر الذي لا يتغير) لصاحبه «مورجان هاوسل»، ثم أعمل على مهام أخرى لا تتطلب الإنترنت عوضاً عن إضاعة الوقت، ريثما تحل المشكلة وتعود شريكة الدرب إلى عالمي.

بهذه المناسبة تحية تقدير لكل من يعانون تعطل الإنترنت يومياً نتيجة ظروف اقتصادية تمر بها بلدانهم، بيد أنهم يواصلون السعي الدؤوب لإنجاز أعمالهم، وتطوير أنفسهم باستمرار، دون أن يسمحوا للمعوقات الخارجية أن تقف حجر عثرة أمام نجاحهم وتقدمهم.

من جهة أخرى، ثمة أشخاص ما إن يواجهوا عقبة صغيرة أو تسير الأمور بعكس مخططاتهم، حتى يحيدوا عن أهدافهم وينجرفوا إلى عالم الدب الكسول! لكن إن أدرك بعضهم أن أساس بعض المعوقات هو الخداع العقلي، فسيتمكنون من تجاوزها كما فعلتُ اليوم.

إن أردت النجاح في مضمار تقديم الخدمات المصغرة، فلا تدع شيئاً يعوقك عن الإنجاز، ولا تترك نفسك ضحية أفكار سلبية؛ بل كن حارساً على عقلك، وانتبه إلى ألاعيبه التي تحاول صرفك عما ينبغي القيام به، مقابل متعة زائفة لن تعود عليك بنهاية المطاف إلا بالندم وخيبة الأمل.

اتعب اليوم، ترتاح غداً. أو ارتحِ اليوم، تتعب غداً.
عن الموضوع

التعليقات (11)

منذ 12 يوم و21 ساعة
نصائح ذهبية لكل بائع جديد:
1) دليل البائع الجديد 1:
https://io.hsoub.com/freelancing/141059
2) دليل البائع الجديد 2:
https://io.hsoub.com/freelancing/141360
3) ثمانية أخطاء مدمرة عليك تجنبها داخل منصة خمسات:
https://io.hsoub.com/freelancing/141094-8
4) خدمات اشتريتها فأحدثت فارقاً إيجابياً في مسيرتي وأرباحي:
https://io.hsoub.com/freelancing/149191
منذ 12 يوم و14 ساعة
جزاك الله خيراً أخي نبراس.
أعتقد أن هذه النصائح بحد ذاتها تصلح كتاباً مصغراً يوفر الكثير من الوقت للبائعين الجدد. وأنا للأمانة أراك مدرباً محفزاً في مجالنا هذا.
أما فيما يتعلق بالتعطيلات والظروف التي تواجهنا، فأظن أنها لن تؤثر على إصرارنا. فنحن من فئة الـ Survivor وسيقوم المستقل منا بتنفيذ العمل في الوقت المحدد حتى لو كان على كوكب آخر انقطعت فيه خدمات النت والكهرباء.
منذ 11 يوم و10 ساعات
يومك سعيد زميلتي ميرفت.
سررت بمشاركتك اللطيفة الطريفة، وأعتز بشهادتك العطرة.
وبالتأكيد، من أراد النجاح فعليه أن ينضم إلى فرقة الـ Survivors، لا إلى جمعية الـ Complainers.
منذ 11 يوم و5 ساعات
جزاك الله خيراً أستاذ نبراس
منذ 11 يوم و4 ساعات
احسنت أخي نبراس . نصيحة تحفيزيه غالية .
لكن عندي تعليق صغير على العنوان
الانترنت شريك وليس شريكة .
مذكر وليس مؤنث .
تقبل تحياتي
منذ 10 أيام و22 ساعة
أهلاً صديقي خالد، وشكراً على دعوتك الطيبة.
منذ 10 أيام و21 ساعة
على الرحب والسعة عزيزتي رشا.

أثناء الكتابة، كتبت بداية (الشبكة العنكبوتية)، لكنني استثقلتها فكتبتها (شبكة الإنترنت)، ثم خلال المراجعة الأخيرة للموضوع أبقيتها (الإنترنت). وحقيقة أشكرك على الملاحظة التي أثارت عندي تساؤلاً، كوني أستخدم الكلمة بحالة التذكير والتأنيث حسب السياق أو الرغبة الشخصية.

ولم أجد مصدراً موثوقاً (100%) للبت بالموضوع. البعض يرى كلمة (الإنترنت) مذكرة، والبعض الآخر يرونها (مؤنثة). هناك رأي يقول:

«نظراً لارتباط كلمة «شبكة» متبوعة بكلمة «إنترنت»، أصبحتا متلازمتين، وبالتالي إذا حذفت كلمة «شبكة» بعد أن أسبغت التأنيث على الثانية، لا ينفك ذهن السامع عن ذلك، وهو قانون تداعي المعاني الذي ينص على أنه ما إن تذكر كلمة، إلا ويلمع في ذهن السامع كلمة ما مرتبطة بها.

أي باختصار: نظراً لارتباط كلمة «شبكة» متبوعة بكلمة «إنترنت»، أصبحتا متلازمتين، وبالتالي إذا حذفت كلمة «شبكة»، فإنها تبقى مؤنثة.

وأخيراً، أعدت كلمة «شبكة» حيث كانت قبل أن أحذفها أثناء التعديل الأخير تماشياً مع تعقيبك، وبانتظار أستاذ لغة عربية مخضرم يشاركنا رأيه.

خالص تحياتي.
منذ 10 أيام و18 ساعة
بالتوفيق لكم اخي نبراس
منذ 10 أيام و13 ساعة
أشكرك عزيزي فايز، وتمنياتي بدوام النجاح.
منذ 10 أيام و12 ساعة
بالتوفيق استاذ نبراس
من قلب الحدث انا اعاني يوميا من انقطاع الكهرباء و الانترنات اليوم انقطعا حوالي 8ساعات :'(
الحمدلله
منذ 9 أيام و21 ساعة
من قلب الحدث عزيزتي أسماء، تكافحين ومن يعيش ظروف مماثلة باجتهاد وصبر جميل، لا بد أن يثمر نجاحاً وتألقاً بإذن الله.

أضف تعليق

سجّل دخول لتتمكن من إضافة تعليق على هذا الموضوع.

عن الموضوع