نصيحة بسيطة من عميل مشاغب
على العموم، كان عنوان الموضوع توصيفاً لحالي عندما أود شراء الخدمات؛ إذ أعد نفسي عميلاً مشاغباً له معايير تبدو صعبة لاختيار البائع المناسب، لكن بفضلها ينجح اختياري للخدمة المناسبة بنسبة لا تقل عن (99%). أما مقدمة منشوري هذا فكانت من باب نقل فكرة خطرت بذهني بينما أود إيصال فكرة أخرى مهمة بوصفي مشترياً هذه المرة (يعني أفكار داخلة ببعضها يا باشا)؛ ألا وهي: حاول صديقي البائع، قدر استطاعتك، أن تجعل متوسط سرعة الرد العام لديك منخفضاً؛ لأنه عامل مهم يمكن أن يؤدي إلى فقدان بعض العملاء المهمين إن لم تعره اهتمامك.
فعلى سبيل المثال، عندما أحتاج خدمة مستعجلة لا أفضل أن يزيد متوسط سرعة الرد لدى البائع عن 3 ساعات. هناك استثناءات بالطبع، لكنني صرت مؤخراً أفضل اختيار بائع يمتاز بسرعة رده، خصوصاً حين أريد إنجاز عمل خلال وقت قصير. هل أشرح أسباب هذا التوجه العسكري؟! بالتأكيد لستُ بحاجة لإبداء الأسباب المنطقية المعروفة لدى كثيرين (عاوزني أشرح؟ ابعتلي جواب بالتعليقات وطمني).
البارحة مثلاً، أردت التعامل مع بائع ينجز طلباً مستعجلاً خلال أقل من 24 ساعة، وطالعت بضعة عروض على طلبي، يبدو أصحابها متمرسين للوهلة الأولى. بعد إجراء معاينة لحساب كل واحد ممن لفتني عرضه، بقصد الوقوف على جوانب عدة تساعدني على ضمان جودة العمل وسرعة تنفيذه، قررت التعامل مع زميلة محترفة لتوفر عدة نقاط قوة لديها، من بينها متوسط سرعة رد لا يتجاوز 3 ساعات.
هل تعلم ماذا يعني أن متوسط سرعة الرد لدى البائع ساعة مثلاً؟
ليس معنى ذلك أنه يرد دائماً خلال ساعة واحدة، بل يعني أنه يرد أحياناً في غضون أقل من ساعة، وأحياناً أخرى خلال ساعة أو أكثر. ما يعني أن من لديه متوسط سرعة رد يبلغ 5 ساعات مثلاً، قد يرد على طلبك أو رسالتك بعد أكثر من 5 ساعات أحياناً، وفي أحيان أخرى خلال 5 ساعات أو أقل، وهي مدة زمنية طويلة نسبياً. وعليه، لا تتوقع، إلا بحالات نادرة، الحصول على رد سريع خلال ساعة أو أقل مثلاً (على فرض أنك تود الشراء من البائع المعني بشكل متكرر). بالتالي إذا أردت طرح أسئلة متعاقبة ذات صلة بأحد طلباتك، فعليك غالباً أن تتوقع فترات انتظار طويلة.
ما أخبرتك إياه ليس بناء على تكهنات شخصية أو ترجيحات محتملة، بل عن تجربة شرائية لسنوات اشتريت خلالها من عشرات البائعين، وعن تجربة شخصية بوصفي بائعاً بالدرجة الأولى. إن متوسط سرعة الرد عندي حالياً هو ساعة واحدة، ما يعني أنني أرد أحياناً خلال دقائق معدودات، وأحياناً أخرى في غضون ساعة، وبمناسبات نادرة خصوصاً حين أكون غارقاً في «سابع نومة» يأتي ردي بعد بضع ساعات (أفكر بطريقة فول أوبشن، للرد على من يراسلني أثناء نومي من أعماق عالم الأحلام الوردية، لكنني لم أكتشفها بعد؟! من لديه الحل فلينقذني دنا غلبان). لكن عموماً، لم أتأخر طوال مشواري الفني (مش عارف ليه، بس تذكرت عمرو دياب) بشكل متكرر بالرد على رسائل تأتيني من العميل ذاته تباعاً بخصوص نفس الطلب الذي أعمل عليه.
لا يشير كلامي أعلاه إلى أن من لديهم متوسط سرعة رد يتجاوز 3 ساعات ليسوا محترفين، أو يتأخرون بالرد على الرسائل دوماً. لكن معناه أن متوسط سرعة الرد عامل جوهري يهم بعض العملاء، أنا منهم، سواء كانت لديهم أعمال مستعجلة أم لا. فهناك شريحة من المشترين يفضلون التعاون مع بائع يمتاز بسرعة استجابته وتواصله لأسباب شخصية أو مهنية معينة تتعلق بهم. لذا من الأهمية بمكان أن تحاول الحفاظ على سرعة رد منخفضة لا تتجاوز 3 ساعات، ويفضل أن تكون أقل من ذلك، بخاصة إذا كنت ممن يقدمون خدمات تحتمل طلب بعض التعديلات، أو طرح التساؤلات من طرف العميل، مثل: الكتابة، والتدقيق، والترجمة، وخلافها (أي خدمات تتطلب جهداً لإنجازها، وليست جاهزة مسبقاً).
في الختام، تحية مودة خالصة لكل الزملاء والزميلات من مختلف الأقطار العربية الشقيقة، وتحية خاصة بمناسبة موضوعي هذا للشعب المصري الطيب الذي يجمعه بالشعب السوري تاريخ طويل من النضال المشترك والاحترام المتبادل؛ والذي أعشق شخصيّاً لهجته العامية الجميلة والمميزة.
التعليقات (41)
آخر المساهمات
