قصة كرات التنس
ضرب الطاولة بقبضة يده وأطاح بالأقلام والأوراق أرضاً، يتقطر وجهه حنقاً وغضباً، وحاجباه المقطبان يكشفان خيبة أمله في مشروعه الجديد.
دخل إلى مكتبه صديقه، ومعه زجاجتين وثماني كرات تنس، وأمام عينَي رب العمل الغاضب المتسمّرتين نحو صديقه، قام الصديق بإدخال ثلاث كرات تنس في الزجاجة الأولى، فأخذت كل كرة مكانها بمنتهى الراحة والحجم.
ثم قام بشطرِ كل كرة من الكرات الخمس الباقية إلى قسمين، وملأ بقطع الكرات العشر الزجاجة الثانية، فأخذت قطع الكرات مكانها منحنية وملتوية.
ووسط ذهول ونظرات ربّ العمل الغاضب الخائب مما يجري أمامه، سأله صديقه: ماذا في ذهنك؟
لم ينبس ربّ العمل ببنت شفة، فلا يعلم ما المغزى مما حدث أمامه.
رد الصديق: أنت تتساءل ما الذي يجري أمامك؟
حسناً. في الزجاجة الأولى ملأت كرات التنس بحجمها الكامل الزجاجة مع حرية في الحركة لكل منها.
أما في الزجاجة الثانية، فقد ضُغِطت قطع الكرات العشر فوق بعضها لتوازي حجم الكرات الثلاث في الزجاجة الأولى، لكنها لا تتمتع بحرية حركة الكرات الثلاث.
هذا يا صديقي ينطبق تماماً على عملك، فأنت قد تخلّيت عن موظف يتمتع بالمهارة بسبب الأجر مفترضاً أنه بنفس هذا الأجر أو أقل يمكنك توظيف عدة أشخاص بدلاً منه، لكن ما حصل في النهاية هو تكوين فريق متواضع الإمكانيات يحاول القيام بعدد أكبر من المهام ولكنه لن يكون متمتعاً بالراحة الخالصة أثناء العمل، والنتيجة ليست بالجودة ولا بالكفاءة المطلوبة..
.
.
إن فكرنا قليلاً فإن الأمر ينطبق نوعاً ما على ما يجري في موقع خمسات، وخاصة في قسم طلبات الخدمات غير الموجودة والبخس في الأسعار.
والنتيجة يا إخوتي..
لا تقلل من قيمة جهدك وتضغط على نفسك في العمل مقابل مردود مادي قليل، وتأكد أن صاحب العمل يعرف أن العمل لن يكون بالجودة المطلوبة، أو سيحصد هذه النتيجة لاحقاً.
درّب نفسك أكثر وأكثر وحاول تطوير نفسك، كي تزداد خبرتك ويتطلع صاحب العمل إلى توظيفك دون الاهتمام بما تطلبه من سعر. تذكر دوماً هذه المقولة ( مَن لا يتطور ينقرض).
بالتوفيق لكم جميعاً.
خالص تحياتي لكم.
أختكم دالين
التعليقات (16)
