مبيعات بـ 450 دولاراً دفعة واحدة (خدمات الكتابة)
الإجابة: بالتأكيد يمكن أن تكون أرباحها جيدة جداً شرط توافر عدة شروط.
قبل بضعة أسابيع، اشترى أحد عملائي خدمة كتابة المقالات بإجمالي 450 دولاراً دفعة واحدة (في نفس الوقت).
اتفقنا على كتابة عدد معين من المقالات التحفيزية (مجال أعشق الكتابة فيه، ويظن البعض أنه غير مطلوب)، ضمن فترة زمنية غير مشروطة؛ بمعنى أن لدي حرية تسليم العمل المقسم إلى مجموعات وقتما أشاء حسب تفرغي، الأمر الذي أتاح لي فضاء واسعاً للإبداع بأريحية. فمن المعلوم أن الكتابة تحتاج إلى ذهن صافٍ، وإبداع ينبع من شغف داخلي. يقول جبران خليل جبران: «ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب».
ربما تتساءل: لماذا اشترى العميل بكل هذا المبلغ؟
للإجابة عن السؤال، أتركك مع تعقيب العميل بعد شراء الخدمة مباشرة، حيث كتب: «بكل أمانة لم أثق في أي شخص بموضوع كتابة المقالات إلا أنت. لا يوجد وقت محدد معك أخي الغالي ويمكنك العمل على المقالات على أقل من مهلك "مقالاتك تستحق الانتظار"».
هل أكتب بماء الذهب مثلاً حتى يقول المشتري الفاضل الكلام السابق؟!
بالتأكيد لا أفعل، لكن أحاول دوماً بذل قصارى جهدي للكتابة بشغف مقرون بمعرفة تولّدت لدي من مطالعة الكتب خلال مسيرة حياتي (ضع تحت كلمة شغف ألف خط، لأن الشغف مفتاح العمل الإبداعي).
ملحوظة مهمة: تعقيب المشتري أعلاه ليس بهدف المدح الذاتي، فما أزال تلميذاً في مدرسة الكتابة والحياة، وكل يوم أتعلم شيئاً جديداً. لكنه بهدف إلقاء الضوء على بعض أسرار جذب العملاء، واستمرار تعاملهم مع البائع.
الرائع في التعامل مع العميل المذكور آنفاً، هو أنه لا يراجعني أبداً بعد استلام العمل. بمعنى أنني أكتب المقالات المطلوبة، ثم أسلمها له دون أن يطلب أدنى تعديل في أي مقال. والسبب في ذلك أولاً هو لطفه وتقديره للجهد المبذول، وثانياً هو تقيدي التام بموضوع كل مقال، وعدد الكلمات المتفق عليها في المقال الواحد، وغير ذلك من تفاصيل. لذلك، فإن التزامك التام بكل ما يطلبه المشتري هو أحد أسرار حفاظك عليه. وأمانتك في تقديم خدمات حصرية غير منسوخة هو مفتاح السر في حصولك على ثقته التامة.
قبل أيام من الآن، أنهيت العمل على آخر دفعة من المقالات المطلوبة، محققاً بذلك ربحاً إجمالياً قيمته (360 دولاراً).
قد يتبادر إلى ذهنك الحوار التالي: ربما هذه ضربة حظ تأتي مرة في السنة، بينما يقضي بقية أيامها يكتب مقالاً من هنا ومقالاً من هناك!
في الواقع، يندر للغاية أن يطلب مني عميل كتابة مقال واحد، فغالباً ما أعمل على كمية مقالات كبيرة بمبلغ مجز، وبشكل شبه منتظم على مدار السنة بأكملها. بكل تأكيد أنا ممتن لهذه النعمة، وأرجو مزيداً من النجاح لنفسي ولكل من يقرأ هذا الموضوع سواء كنت ضمن دائرة من يحبهم في الموقع أو لا، وسواء كان يعمل في نفس مجالي أو في مجال آخر.
السؤال الأهم: كيف يمكن أن تحقق أرباحاً عالية من خدمات الكتابة؟
في الحقيقة، تحتاج الإجابة إلى شرح طويل، لكن سأذكر بعض النقاط المهمة:
1) أتقن فن التفاوض والتواصل مع العملاء (تعلم من أصحاب الخبرة، ومن اليوتيوب).
2) اكتب بأسلوب بسيط، معبر، يخلو من الأخطاء اللغوية (ارتقِ بأسلوب كتابتك، وادرس قواعد اللغة).
3) حافظ على الحصرية والمصداقية (لا تسرق أعمال الآخرين، وكن دقيقاً في وعودك ومواعيد التسليم).
4) لا تزرع بستان عقلك بأفكار سلبية مدمرة (لستُ بمستوى هذا الكاتب أو هذا المصمم، ولن أكون!)، بل ازرعه بأفكار إيجابية داعمة (باستطاعتي تحسين قدرتي على الكتابة أو مهارتي في التصميم، وسوف أفعل).
5) لا تبنِ قصوراً في الهواء، ولا تنتظر ذهباً يتساقط من السماء، لأنك ستقضي عمرك كله منتظراً معجزة لن تحدث على الإطلاق (من دون عمل لا توجد نتيجة مهما تفاءلت بالخير أو اشتكيت من سوء حظك وظروفك القاهرة).
6) فترات الركود عند البعض يمكن أن تكون فترات أعمال غزيرة عند البعض الآخر. فاختر أن تكون من أصحاب الفئة الثانية عبر استغلال أي وقت متاح لديك في تطوير شخصيتك، ومهاراتك، ومعرفتك، وصفحتك في خمسات، ومعرض أعمالك، وما تقدمه من خدمات.
في الختام أقول: آمن بنفسك تصل إلى أعالي القمم، وآمني بنفسك تبلغين أعلى مراتب النجاح.
التعليقات (88)
آخر المساهمات
