كيف تجعل المال يعمل لصالحك لا ضدك؟
يعمل المال ضدك عندما تنفق جزءاً كبيراً من دخلك الشهري على الكماليات غير الضرورية، ثم تشكو ضيق الحال وعدم قدرتك على شراء ما تحتاجه بالفعل وأنت غير مدرك لما يحصل.
كم مرة اشتريت كميات مهولة من الحلويات على مدار الشهر، وتنقلت من مقهى إلى آخر لاحتساء القهوة والمشروبات اللذيذة، وتسوقت أشياء لا تلزمك، ثم أتيت في آخره تندب الحظ محدثاً نفسك: «ليس معي المال الكافي لشراء الكتاب الفلاني أو الأداة الإلكترونية الفلانية الضرورية لعملي»؟!
بدلاً من الإحساس الدائم بالعوز المادي، ما رأيك أن تعاهد نفسك على تتبّع مصروفاتك لهذا الشهر؟ وأن تتخذ قرارات حكيمة قدر المستطاع. وعوضاً عن تناول وجبة غير صحية في أحد مطاعم الوجبات السريعة، أو شرب فنجان قهوة في أحد المقاهي على سبيل المثال لا الحصر، ما رأيك أن تفكر في تخصيص هذا المبلغ البسيط في شراء شيء بسيط مفيد؟
في بداية انضمامي إلى الموقع، اصطدمت بحاجز بيع الخدمة الأولى، ويا له من حاجز! شعرت كما شعر الكثيرون كم هو صعب أن تقنع المشتري بالتعامل مع بائع جديد، لكنني لم أستسلم للإحساس بالإحباط، ولم أرغب في انتظار شهور طويلة قبل تحقيق ما أريده، فبدأت في تخفيف مصروفاتي الشهرية لادخار بعض المال بهدف شراء بعض الخدمات القيمة في خمسات.
تفاجأت كلياً عندما اكتشفت كم أصرف شهرياً على أشياء غير ضرورية، واكتشفت طريقة لشراء بعض أغراضي الشخصية من أماكن تقدم نفس المنتجات بنصف السعر الذي أدفعه عادة، فوجدت في جيبي بعض المال لتحقيق مشروعي القادم؛ استثمار المال في شيء مفيد.
بدأت مباشرة في استغلال ما وفّرته في شراء بعض الخدمات المتنوعة بعد دراسة وتمحيص مسبقين، حتى أضع مالي في المكان المناسب، فحصلت على معلومات لم أكن أعرفها مسبقاً، وتعلمت كيف يجب أن يتعامل البائع مع المشتري بأسلوب محبب ليكسبه ويؤسس لعلاقة دائمة وما إلى ذلك، مما أعطاني دفعة كبيرة إلى الأمام وشكّل نقلة نوعية في مسيرتي.
بعد فترة قصيرة من الشراء أصبحت مشترياً مميزاً وعندها حدثت المفاجأة، حيث حصلت على أول عميل لي بفضل ما تعلمته وطبقته من نصائح وإرشادات خلال تلك الفترة، وتتالت من بعدها المبيعات وأنا في رتبة مشترٍ فعوّضت ما دفعته في شراء الخدمات أضعافاً مضاعفة.
لهذا عندما تقول: «لن أنجح، فأنا بائع جديد، والمشترون لا يتعاملون مع الباعة الجدد!»، راجع نفسك ألف مرة، لأن بيع الخدمة الأولى وأنت برتبة مشترٍ أصعب بمليون مرة من بيعها وأنت برتبة بائع جديد.
الشهر الماضي والحمد لله حققت نسبة مبيعات عالية، فسارعت - رغم أنني الآن برتبة بائع مميز - إلى شراء بعض الخدمات المفيدة لتطوير عملي ومهاراتي، وأنا على يقين تام أنني إذا دفعت 100 دولار في عملية الشراء مثلاً، فسأعوّضها إن شاء الله أضعافاً مضاعفة، وذلك عن تجربة سابقة تكررت أكثر من مرة.
ربما لا تعلم أنك أحياناً يجب أن تدفع من جيبك الخاص قبل أن تجني المال، وأن نظرية «لن أدفع ما لم أقبض» نظرية خاطئة تماماً وهي سبب فشل نسبة كبيرة من الناس.
كثيراً ما كنت أقرأ تعليقات من قبيل: «كيف أشتري خدمات وأنا لم أبعْ أي خدمة بعد؟!»، بينما أنا على ثقة تامة أن نسبة 90% على الأقل ممن يقولون مثل هذا الكلام، لو أنهم ضبطوا مصروفاتهم الشهرية واستغنوا عن تبذير المال على أشياء لا طائل منها، فسيكون بوسعهم بدل شراء خدمة واحدة.. شراء عشرات الخدمات. أما إذا لم تكن لديك أي وسيلة في العالم لشراء الخدمات من خمسات فلا أحد سيلومك، إلا لو كنت بالفعل قد بعت بعض الخدمات، فعندها يمكنك استثمار جزء مما تجنيه.
نصيحتي لك بصرف النظر عن رتبتك الحالية، هي أن تستثمر بشكل منتظم جزءاً من مالك الخاص أو أرباحك في تطوير نفسك وشراء خدمات مفيدة كما أفعل منذ أكثر من سنة حتى الآن، وسوف تلاحظ نقلة نوعية في حياتك الشخصية والعملية، وتعوّض ما دفعته أضعافاً. فاجعل المال يعمل لصالحك لا ضدك.
التعليقات (73)
آخر المساهمات
