لمَ أفضل عرض بائع دون غيره في طلبات الخدمات غير..؟
جدير بالذكر، أنني أعرض في هذا الموضوع وجهة نظر شخصية قد يخالفني البعض فيها، ويتفق البعض الآخر معي على بعض تفاصيلها أو جميعها.
وغايتي ممَّا سأذكره تقديم أفكار من شأنها مساعدة من يعرضون خدماتهم على المشترين على تحسين عروضهم، حيث يرتكب العديد من الباعة الكثير من الأخطاء المصيرية التي تكون سبباً في عدم تعامل كثير من العملاء معهم، لذا تابعوا معي لنستعرض بعض تلك الأفكار المفيدة.
1) سلامة الصياغة اللغوية: أول ما يلفت نظري في أي عرض يقدمه البائع هو مدى إتقان صاحبه للغة العربية، فشتان بين من يكتب (انا اجيد اللغه العربيه ولدى خبره 5 سنوات في الكتابه)، وبين من يكتب (أنا أجيد اللغة العربية ولدي 5 سنوات من الخبرة في مجال الكتابة).
2) طول العرض: كثير من المشترين وأنا واحد منهم، لا نفكر إطلاقاً في التعامل مع شخص يكتب مجرد كلمتين اثنتين أو أكثر من ذلك بقليل من مثل: (تواصل معي)، (راسلني)، (أنا جاهز لتنفيذ الخدمة)، (يسعدني التعامل معك).. إلخ.
والسبب في ذلك أن البائع الذي لا يُتعب نفسه لكتابة أكثر من سطر واحد في عرضه يوحي بعدم قدرته على التواصل الجيد مع المشتري وبضعف قدرته على إقناعه.
لذا يجب أن يكون العرض عبارة عن بضع أسطر مكثَّفة المعلومات، لإقناع الزبون وذكر إيجابيات الخدمة المعروضة وتحديد تفاصيلها من حجم العمل وموعد التسليم، إلى جانب إرفاق رابط الخدمة المناسبة لتسهيل وصول المشتري إليها.
3) تنسيق العرض: من أكثر العروض إزعاجاً للمشتري هي تلك التي تتداخل فيها الجمل وتخلو من علامات الترقيم، فحتى لو كنت جيداً من حيث الكتابة، لا بد أن تستخدم علامات الترقيم وتترك فراغات مناسبة بين الجمل كي يبدو عرضك مريحاً لعين المشتري، وأكثر جذباً له.
4) توثيق الحساب: قد يثق بعض العملاء بالتعامل مع من لم يوثقوا حساباتهم، حتى أنا أحياناً لا أمانع التعامل مع بعض أولئك الباعة ممَّن أتوسَّم فيهم الخير. لكن عموماً لا أحبذ التعامل مع أي بائع أو بائعة حسابها غير موثق لأسباب منطقية يعرفها الجميع ويطول شرحها.
5) حساب بصورة وآخر بلا صورة: أشعر في العادة براحة عندما أتعامل مع بائع يضع صورته الحقيقية في ملفه الشخصي، أو صورة مهنية على أقل تقدير. في حين أشعر بنوع من عدم الراحة للتعامل مع حسابات باعة لا تحمل أي صورة، أو تتضمن صورة غير مهنية مثل: صورة هاكر أو هيكل عظمي وما شاكلها.
6) فهم البائع لطلب المشتري: عندما يطلب الزبون كما فعلت في مناسبة سابقة (تفريغ 100 كلمة على مستند Word مقابل سعر خدمة واحدة)، فهذا يعني أنني لا أريد شخصاً يعرض علي الآتي: (سأكتب لك 500 صفحة مقابل 5$)، وإلا كنت طلبت أكثر بكثير من هذا العدد في الأساس.
لذا أستغرب صراحة من الباعة الذين لا يقرؤون طلب المشتري باهتمام، حتى أنني قبل أيام طلبت التعامل مع "بائعة" حصراً فانهالت طلبات كثيرة من قبل بائعين دون أي اكتراث لا بعنوان الطلب الواضح ولا بفحوى الطلب الأكثر وضوحاً!
وكذلك طلبت في مناسبة تسبقها بائعاً لم يبع أي خدمة بعد، فوصلتني عشرات العروض من قبل باعة باعوا خدمة أو أكثر، ضاربين بما طلبته عرض الحائط!
إن هذه السلوكيات بالنسبة لي ولأي مشترٍ توحي بأن البائع يريد البيع بأي شكل من الأشكال، متجاهلاً كل تعليمات المشتري!
لذا إن كنت تفعل ذلك باستمرار فلا تتساءل لماذا لا يُقبل المشترون على خدماتك؟! بل حسّن من نفسك وتعلَّم من أخطائك كي تنجح في المرات المقبلة.
7) لغة العرض وأناقة المفردات: من أسوأ العروض التي يمكن أن يجدها المشتري، عرض كتب صاحبه فيه: (تواصل معي لتنفيذ الخدمة)، أو (راسلني الآن)، وغير ذلك من عروض تتسم بالجدية وصيغة الأمر أكثر مما تتسم بالود وأسلوب الإقناع السلس الرصين الجذاب والإنساني في طرحه.
مثال سلبي: اضغط الرابط أدناه لشراء الخدمة.
مثال إيجابي: بوسعك شراء الخدمة بالضغط على الرابط أدناه.
لاحظ كيف أن كلمة واحدة (بوسعك) جعلت العرض بلهجة أكثر لطفاً، في حين أن كلمة (اضغط) جعلت العرض كأنه بصيغة الأمر والمطالبة.
8) عناوين الخدمات ووصوفها: بعد أن يلفت نظر المشتري عرض الخدمة الذي تقدَّم به البائع، فمن المنطقي أن يدخل صفحته للاطلاع على ملفه الشخصي، وهنا أبحث إلى جانب كل ما ذكرته أعلاه عن عناوين خدمات سليمة لغوياً، ووصوف خدمات شبه خالية من الأخطاء اللغوية.
مع مراعاة ألا أكون قاسياً في حكمي على مستوى إتقان اللغة العربية، فجميعنا نخطئ، لكن المهم أن تكون عناوين الخدمات سليمة لغوياً بنسبة 99% لأنها قصيرة، أما وصوفها فبنسبة لا تقل عن90%.
كانت هذه مجموعة من النقاط المهمة، التي إن أخذت بها فستحسن من فرص اختيارك من قبل المشترين، إلى جانب الاهتمام بتقديم خدماتك بأمانة وإخلاص وجودة عالية، فضلاً عن تسليم العمل في الموعد المحدد أو قبله حتى.
بقلم/ نبراس الحديدي.
التعليقات (156)
آخر المساهمات
