"إذا كنت تحبّ شيئاً فقدّمه في خمسات مهما يكن، وستجد من يبحث عنه لا محالة". كان هذا شعاري منذ اليوم الأول لانضمامي إلى خمسات، فلم أتردّد يوماً في عرض أي شيء قيّم، خصوصاً في المجالات التي أحبّها وأتقنها.
وبما أن الحديث هنا ينبغي أن يكون عن الشطرنج التي كانت وما تزال هوايتي المفضلة وحلمي المستقبلي، لذا أحبّ أن أشارك اليوم عشّاق الشطرنج في كل مكان مقتطفات من ملف إضافي لملف (6 خطوات لاحتراف الشطرنج) بعنوان (كيف تحبّ الشطرنج؟):
للشطرنج سحر يضفي على حياتك نوعاً من الإثارة والتجارب الجديدة الافتة: لطالما كانت رؤية شخص ماهر في لعب الشطرنج تلفت الناس وتبهرهم، حتى أنني شخصياً حصلت على العديد من الأصدقاء من دول عدة عربية وأجنبية، لمجرد أنني كنت ألعب الشطرنج مع صديق لي في مقهى أو أحد الأماكن المخصصة للعب الشطرنج. وكثيراً ما سمعت عبارات مديح وإعجاب من قبل الأجانب الذين ينبهرون أن شابّاً عربيّاً يلعب بمستوى متقدم، فيشيدون بلعبي ولا يكتفون بذلك فحسب بل يطلبون صداقتي ويحاولون التعلم مني.
الشطرنج مهنة مستقبلية راقية ومجزية: هل تعلم عزيزي القارئ أن لاعبي الشطرنج الدوليين الذين وصلوا إلى أعلى التصنيفات الدولية يتقاضون أجوراً لقاء تدريبهم للآخرين بأرقام فلكية، إلى جانب جوائز مالية خيالية لقاء البطولات التي يربحونها؟!
نعم صحيح، غير أنني لا أشجعك صراحة على أن تكون غايتك من لعب الشطرنج هي الربح المادي، لكنك لو استطعت الوصول إلى مستويات متقدمة في اللعبة، فيمكنك حينها أن تكرّس كل حياتك ووقتك لها دون حاجة للعمل في أي مهنة أخرى لكسب قوت العيش، وهو ما أطمح للوصول إليه مستقبلاً. وهذه حقيقة لم أكن أعلمها سابقاً، ولو أخبرني بذلك أحدهم لتغير مجرى حياتي كليّاً. لكنني أشدّد دائماً على أهمية أن تحب اللعبة بشدة، لأنك عندها فقط ستبرع فيها وترسم لنفسك مستقبلاً لم تكن لتتخيله. فهل يمكن تصوُّر مدى روعة أن تمارس مهنة تحبها؛ مهنة ممتعة وذات أجر عالٍ في الوقت ذاته، وأن يكون عملك هو التدرُّب على الشطرنج كل يوم والمشاركة في البطولات العالمية لا غير؛ إنه عمل أشبه بالعمل الحر لكنه أكثر إمتاعاً وتشويقاً، لأنك تعمل لحسابك الخاص، وتستمتع بما تقوم به، وتحصل في المقابل على تقدير واحترام الآخرين لك، فضلاً عن تنمية ذكاءك وقدراتك الذهنية والوصول بها إلى أبعد مدى.
ما شاء الله حضرتك من عشاق الشطرنج أخي نبراس، لدي اخ مثلك يعشق الشطرنج بشدة و يحدثني عن البطولات العالمية الخاصة بالشطرنج و يهتم بحضور فيديوهات للاعبي الشطرنج المحترفين، و لكننا في الحقيقة لا نشجعه كثيرا على ذلك؛ لأنه طالب في كلية عملية صعبة و نخاف أن يشغله عشقه الشطرنج عن دراسته. وفقك الله أخي نبراس.
في الحقيقة أعتقد أن المشكلة لا تكمن في الدراسة وصعوباتها، وإنما تكمن في قدرة الإنسان على تحقيق التوازن في حياته، بتخصيص وقت مناسب لكل شيء. يمكن لأخيك على سبيل المثال أن يخصص جزءاً من وقته الذي يقضيه في نشاطات ليس لها فائدة كبيرة - كما نفعل جميعاً - للتدرّب على الشطرنج بشكل جادّ ولمدة قصيرة كل يوم (ساعة مثلاً أو نصف ساعة على أقل تقدير)، لأنها يمكن أن تصبح مهنة بحدّ ذاتها في المستقبل، أو مصدر رزق ثانٍ على أقل تقدير.
ومن واقع تجربتي الشخصية أنصح من هم في المرحلة الدراسية على الدوام ألّا يعتمدوا على التعليم الأكاديمي لبناء مستقبلهم، فكل من حصل على شهادة جامعية يعلم أنها لا تكفي لوحدها في سوق العمل، وأنه لا بد أن يجعل المرء لنفسه عدّة مصادر للدخل إلى جانب الخبرة العملية.
بكافة الأحوال، شكراً على مداخلتك الطيبة أختي مها، وسلّمي عليه بالنيابة عني.