أدبُ حديثٍ شبه منسي
وإنك لواجد نسبة لا بأس بها من الباعة يكررون كتابة (أخي، أختي.. إلخ) دون ذكر اسم من يتوجَّهون له بالكتابة في تعليقاتهم على الموضوعات التي تُنشر في الموقع أو استفساراتهم وحواراتهم.
لو لم يكن للأسماء أهمية في حياتنا البشرية .. لما أطلقنا منذ فجر التاريخِ الأسماءَ على كل شيء حولنا في هذا الكون الفسيح .. فحتى الأشجار أعطيناها أسماء (شجرة الصفصاف وشجرة الصنوبر وغيرها) .. فلماذا لا نخاطب بعضنا البعض بأسمائنا؟!
يؤكد علم النفس والاجتماع أن مخاطبة الإنسان باسمه تعدُّ من أكثر الأمور المحببة إليه/ إليها .. وعلى صعيد آخر فهو نوع من الاحترام لماهية الشخص .. ولا شك عندي أن هناك فئة من المشترين الذين أراهم يحرصون على مناداة البائع باسمه كل مرة يراسلونه فيها .. وبائعون يخاطبون المشترين وزملاءهم في العمل بأسمائهم معظم الأحيان.
هل تذكر كم مرة خاطبك مشترٍ دون أن يكلّف نفسه عناء ذكر اسمك، رغم أنه يظهر جليَّاً أمامه؟!
وهل تذكر كم مرة خاطبتَ مشترياً دون ذكر اسمه، رغم أنه ظاهر أمامك بوضوح شديد؟!
لا أقصد بكلامي أن كلمة (أخي) وغيرها من المفردات التي نستخدمها لمخاطبة الآخرين لا تليق .. فبالعكس تماماً .. نحن جميعاً إخوة في الإنسانية على اختلاف عقائدنا وأعراقنا وجنسياتنا .. وجميل أن ننادي بعضنا البعض بتلك الكلمة وغيرها من الكلمات الطيبة.
لكن حبذا لو تخاطب الناس بأسمائهم احتراماً لهم وتماشياً مع أدنى آداب الحوار العالمية .. فأنت لا تطلب خدمة من شخص بلا هوية ولا وجود عزيزي المشتري .. وأنت لا تتواصل مع مشترٍ بلا اسم ولا ماهيَّة صديقي البائع .. فدعونا نؤصل عادة احترام الآخر من خلال مناداته باسمه اعترافاً منَّا بكينونته وحضوره وتفرُّده.
التعليقات (17)
