هل أنت مستعد لنقل معرفتك وخبرتك إلى الغير؟
لأننا نعاني في معظم المجتمعات العربية خوف الناس من فكرة تبادل المعرفة والخبرات .. فلم أجد في أي مكان عملت فيه خلال السنوات الطويلة الماضية شخصاً واحداً على استعداد لتعليمي أي شيء .. بل على العكس تماماً حيث ما أزال أذكر أنني ذات مرة سألت زميلاً لي في العمل: هل يمكنك تعليمي كيف أقوم بهذا الأمر؟ فردَّ عليَّ قائلاً: ولماذا لا تتعلم بنفسك؟!
إن ما يثير استغرابي حقيقة هو أننا مجتمع يُفترض أن جميع تعاليمه الدينية والأخلاقية المتوارثة تنصُّ على تقديم المساعدة للآخرين ومحبتهم .. في حين أن الكثيرين منا يخالفون تلك التعاليم كل يوم .. لكنني لا أنكر في الوقت ذاته أن فينا من لا يتوانون أبداً عن نقل معرفتهم وخبرتهم للغير.
أعلم ذلك جيداً لأنني كنت وما أزال لا أرى عيباً ولا حرجاً في تعليم أي شخص أي شيء أعرفه وأتقنه .. لا أخشى منافسة ولا قلة تقدير بعد تعامل حسن .. بل أشعر كلما سألني أحدهم عن شيء أعلمه بدافع خفي يدفعني للإجابة باستفاضة وتعليمه كل ما في جعبتني.
هذه دعوة صريحة للتآخي ومساعدة بعضنا البعض سواء في حياتنا الشخصية أو العملية .. فلا تخشى منافسة من تعلِّمه بل ادعُ له بالخير وتمنى له النجاح .. واعلم أن قيامك بمساعدة الآخرين سيعود عليك بفوائد لا تعدُّ ولا تُحصى.
ويكفيك شرفاً أنك مختلف عن أولئك الذين يحتكرون الخبرة والمعرفة لأنفسهم .. يكفيك أنك نجمٌ وسط السماء.
التعليقات (12)
