كانت تجربتي الأولى مع منصة خمسات موقفًا طريفًا لا يُنسى. نشرت أول خدمة لي ثم انتظرت ثلاثة أيام كاملة لأتفاجأ برفضها. حينها قلت لنفسي إن الخطأ لا بد أن يكون من المنصة فأعدت نشر الخدمة مرة أخرى فجاءني الرفض ذاته. وفي المحاولة الثالثة تكرر الرفض بل وتم إيقاف حسابي لمدة ثلاثة أشهر كاملة.
انشغلت بعدها بأمور أخرى واستثمرت ذلك الوقت في التعلم والتدريب، فحصلت على عدد من الشهادات والدورات وعمّقت معرفتي بتخصصي. وبعد فترة عدت لأنظر إلى إحدى خدماتي القديمة، فقلت لنفسي متعجبًا: ما هذا الوصف؟ هل يُعقل أنني لو كنت عميلًا أقبل بشراء خدمة مكتوب عنها بهذا الشكل؟
حينها أدركت الحقيقة المحتوى كان ضعيفًا أشبه بنص منسوخ من إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي ولم يُراجع من قبل مختص مع أن المختص كان أنا. وهذا دليل واضح على أنني كنت أفتقر إلى بعض التدريب والجهد اللازمين حتى أتمكن من الكتابة عن تخصصي بوعي وحب وإتقان.
تعلمت أن أضع أمامي هدفًا واضحًا وأن أترك الماضي خلفي وأعيش الحاضر بروح المتعلم، فما زلت أتعلم حتى اليوم.
رسالتي لك: تأمل كل كلمة تكتبها، واسأل نفسك هل هي كافية؟ هل ينقصها شيء؟ انظر إلى وصف خدمتك جيدًا هل يعبّر فعلًا عما تقدمه؟ هل أقنعت نفسك به قبل أن تقنع غيرك؟
ثم انتقل إلى معرض الأعمال واسأل نفسك هل هذه أعمال حقيقية نفذتها بالفعل أم مجرد نماذج منسوخة لا تعكس خبرتك؟
ولا تنسَ أهمية الفيديو يمكنك من خلاله صناعة عنصر جذب بصري يشد انتباه المشتري ويدفعه لطلب الخدمة دون أن يشعر.
الحقيقة أن كل شيء بيد الله ولكن السعي واليقين والعمل الجاد أسباب لا غنى عنها. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نصيحتي الأخيرة لا تكن مجرد مشاهد. اصنع تحرك راقب خدمتك وتابع ترتيبها هل هي في الصفحة الأولى أم الثانية أم الثالثة؟
وتذكر أن منصة خمسات توزّع الفرص على المستقلين. عن تجربة شخصية كنت في الصفحة الثانية، وبعد أول عميل انتقلت إلى الصفحة الثالثة وأنا على يقين أنه بعد العميل الثاني سأعود إلى المقدمة مرة أخرى.