في بدايتي على منصة خمسات، كنت أمتلك الحماس والمهارة، لكنني كنت أفتقد الخبرة الكافية في إدارة الطلبات وفهم آلية العمل داخل المنصة. هذه القصة تعود إلى ما يقرب من عام، وما زالت حتى اليوم من أكثر التجارب التي أثّرت فيّ وتعلمت منها الكثير.
بداية التجربة
تواصل معي أحد العملاء وطلب تصميم نموذج على ملف Excel يقوم بتنفيذ وظيفة محددة. حرصت منذ البداية على الاستفسار عن جميع تفاصيل العمل، وتلقيت شرحًا بدا لي واضحًا آنذاك، فباشرت العمل بكل جدية.
استغرق تنفيذ النموذج قرابة يومين من العمل الشاق، وبعد الانتهاء قمت بتصوير النموذج وإرسال شرح مبسط له. كان رد فعل العميل إيجابيًا للغاية، وأبدى إعجابه الشديد بالعمل، ثم طلب إرسال الملف، وهو ما قمت به بالفعل.
الصدمة الأولى
بعد تسليم الملف، فوجئت برسالة من العميل تفيد بأن العمل لا يطابق ما يحتاجه، وأنه يرغب في إنهاء الخدمة. في تلك اللحظة، اكتشفت — لكوني جديدًا على المنصة — أنه قام بتقسيم تكلفة العمل على عدة خدمات، مع تفعيل خدمة واحدة فقط، بينما كانت باقي الخدمات في انتظار التعليمات.
حاولت التواصل معه لفهم الخطأ وإصلاحه، فأعاد شرح العمل من جديد، وكانت المفاجأة أن المطلوب مختلف تمامًا عمّا تم شرحه سابقًا. ورغم ذلك، لم يكن يشغلني سوى أمر واحد: ألا أخسر هذا العميل، وأن أحصل على تقييم إيجابي يساعدني على التقدم وإثبات مهاراتي.
تكرار الخطأ بدافع حسن النية
وافقت على تنفيذ العمل الجديد، وقام العميل باتباع نفس الأسلوب السابق في تقسيم الخدمات، وأنا — لقلة خبرتي — لم أكن مدركًا لأهمية تفعيل الطلبات بالشكل الصحيح قبل البدء.
نفذت العمل مرة أخرى، وبذلت فيه جهدًا كبيرًا، وصورت شرحًا تفصيليًا بالفيديو، وأرسلته للعميل، الذي أعجب به مجددًا وطلب استلام الملف. وبعد التسليم، تكرر نفس السيناريو: عدم رضا، إنهاء الخدمات التي في انتظار التعليمات، وتقييم سيئ.
كانت تجربة قاسية ومحبطة، خاصة في بداية الطريق.
ما بعد التجربة
في تلك الفترة، تركت الأمر لله وتوكلت عليه، رغم الأثر النفسي الكبير الذي خلفته التجربة. وبعد مدة قصيرة، تواصل معي عميل آخر وطلب تنفيذ عمل أكثر صعوبة وتعقيدًا.
قمت بتنفيذه بكل تركيز وخبرة اكتسبتها من أخطائي السابقة، وكانت النتيجة أن أثنى العميل على العمل، وقيّمني بـ 5 نجوم مع رسالة شكر صادقة. جاء هذا التقدير في وقت كنت في أمسّ الحاجة إليه، وكان بمثابة تعويض معنوي كبير أعاد إليّ الثقة بنفسي وبقدراتي.
الدرس المستفاد
تعلمت من هذه التجربة أن إرضاء العميل لا يعني التفريط في حقك أو تجاهل أنظمة المنصة، وأن وضوح الاتفاق منذ البداية لا يقل أهمية عن جودة التنفيذ. كما أدركت أن التقييم السيئ لا يعني دائمًا ضعف المهارة، بل قد يكون نتيجة قلة خبرة أو سوء إدارة للموقف.
خاتمة
هذه التجربة لم تكسرني، بل كانت نقطة تحوّل حقيقية في مسيرتي كمستقل. جعلتني أكثر وعيًا، وأكثر حرصًا، وأقوى في مواجهة التحديات. وما زلت أؤمن أن الاستمرار، مع التعلم من الأخطاء، هو الطريق الحقيقي للنجاح في العمل الحر.
بالتوفيق دائما . الدرس المستفاد هو نصيحة قيمة لنا وايضا علمت ان التقييم السئ ليس فقط لمستوى المهارة او لشخصنا يوجد العديد من الاسباب الاخري وبطريقة ما ليس لنا يد بها او طريقة لحلها