السلام عليكم إخوتي الكرام، عنوان منشورنا اليوم هو (الرد الباهت والغياب الطويل)
قبل أن أبدأ، أودّ أن أعتذر عن انقطاعي خلال الأسابيع الماضية. كنت أنوي نشر هذا المنشور منذ وقت، لكنّ ظروفاً صحية وابتلاءات مررت بها أخّرتني. لا أرغب في الخوض في تفاصيلها، لكن أقول: الحمد لله على كل حال. وها أنا أعود إليكم اليوم لأكمل ما بدأناه، بأفكار نابعة من تجربة حقيقية.
في إحدى تلك الفترات، تواصل معي عميل مهتم بخدمة من خدماتي. لكن بسبب الظرف الذي كنت أمرّ به وقتها، اكتفيت بردّ جاف نوعاً ما. لم أكن في مزاج يسمح بالتفاعل الكامل، فرددت بسرعة وبدون اهتمام كافٍ. والنتيجة؟ اختفى العميل ولم يردّ مجدداً. هل ألوم نفسي على ذلك؟ بصراحة لا. لكل إنسان أولوياته، ولا يمكننا أن نكون في أفضل حالاتنا دائماً. لكن في الوقت نفسه، الموقف كان دليلاً واضحاً على أن أسلوب الرد قد يصنع الفرق بين فرصة مكتملة وفرصة ضائعة.
وفي موقف آخر، اضطررت للغياب التام عن المنصة لمدة ثلاثة أيام متتالية. لم أتمكن من الرد على الرسائل أو متابعة الحساب. وحين عدت، وجدت أن رسالتين من عميلين مختلفين وصلتا أثناء غيابي، أولهما لم ينتظر، لكن الآخر انتظر وطلب الخدمة. مرة أخرى، لا أندم على الغياب، فكان له ما يبرّره. لكنني فهمت أكثر من أي وقت مضى أنّ الانقطاع له عواقب. وفي ذات اللحظة، كان تعاملي مع العميل الآخر رزقاً مكتوباً، ورغم تأخري إلا أنه انتظرني لقيمة خدماتي بفضل الله. بعض العملاء لا ينتظرون، وبعضهم حتى لا يكلّف نفسه أن يكتب لك، فقط يرى "آخر تواجد: قبل ٣ أيام" ويغلق صفحتك.
العملاء لا يحكمون عليك دائماً من جودة عملك فقط، بل من اللحظة الأولى للتعامل. والردّ الأول هو أول تعامل. والتواجد المستمر هو أول إشارة على الجديّة. لهذا السبب، كل رسالة استفسار أعتبرها اليوم فرصة كاملة. إمّا أُحسن الرد، أو أضيّعها بنفسي.
والردّ الجيّد لا يعني أن تكتب خمس فقرات، بل أن تُشعر العميل أنك مهتم فعلاً. أن تستخدم اسمه إن وُجد، أن تذكر تفاصيل من طلبه، أن تقترح عليه كيف تبدأ، وأن تُشعره بأنّك متاح فعلاً. والأهم: أن ترد بسرعة، لا بعد يومين.
أما بالنسبة للتواجد، فليس المطلوب أن تبقى أمام الشاشة ٢٤ ساعة، لكنك إن أردت أن تظهر كبائع نشِط، فلا بد أن تدخل يومياً، تراجع الرسائل، تُحدّث وصف الخدمة إن لزم، وربما تضيف تعليقاً أو تفاعلاً بسيطاً هنا أو هناك. صدّقني، هذا يصنع فرقاً.
إذا كنت تمرّ الآن بفترة ركود، فلا تبدأ بلوم المنصة أو السوق، بل ابدأ من عندك. افتح الرسائل القديمة، اقرأ كيف كنت تردّ، وابدأ بتعديل أسلوبك. ادخل كل يوم، حتى لو لدقائق. راجع توقيت دخولك، وراقب إن كنت فعلاً تظهر كبائع موجود… أم غائب دون أن تدري.
ما يراه العميل في أول لحظة، قد يكون سبب الطلب… أو سبب تراجعه.
بانتظار تجاربكم وتعليقاتكم، ونلتقي بإذن الله في المنشور القادم. والله وليّ التوفيق.
مرحبا أخي أحمد، فرّج الله همك وأزال غمك، متفقة معك من ناحية أنّ طريقة التواصل لها أهمية كبيرة في جذب العميل أو إبعاده، وأحيانا كثيرة أدرك هذا وأندم، لكن ما أؤمن به حقا هو أنّ رزقك لن يذهب لغيرك -وهذا ما ذكرته من خلال تجربتك-، ما علينا فعله هو الاجتهاد وتحسين أسلوب التواصل بمعالجة مواطن ضعفنا ... موفق دائما يا رب، وأهلا وسهلا بعودتك مجددا.