أنا والكتب وخورازميات خمسات
فقررت أن أكتب كتباً.
طبعاً لا أتحدث عن ملفات PDF منسوخة من المنتديات، بل كتباً حقيقية، استغرقت في إعدادها مئات الساعات، جمعت فيها بكل تواضع بين العلم والخبرة، وبين النظرية والتطبيق. من مبدأ أنني ما إلا حبة رمل في صحراء العلم وأحاول جاهداً تقديم المعلومة للصديق المتلقي بأسلوب مبسط وحيوي.
الكتاب الأول: "فن التصميم الجرافيكي".
210 صفحة من المعرفة المكثفة، أشرح فيه أساسيات هذا الفن بلغة مفهومة للمبتدئ، وبأدوات مفيدة للمحترف، مع شرح لأهم الأدوات: فوتوشوب، إليستريتور، وكانفا.
ثم جاء الثاني: "فن الانتقاء اللوني".
120 صفحة مكرّسة لفن اختيار الألوان بذكاء. لا من باب الذوق الشخصي، بل من باب التأثير البصري، والهوية التجارية، والانطباع النفسي. يحتوي على 20 باقة لونية جاهزة، ومبادئ تستند إلى علم حقيقي.
أما الكتاب الثالث فكان مختلفاً كلياً: "أذكى شخص في العالم في 100 يوم".
دليل عملي لا يَعِدك بأن تصبح أينشتاين، لكنه يأخذ بيدك كل يوم نحو مستوى أعلى من التفكير، والذاكرة، والانتباه. بأسلوب خفيف، سلس، ومليء بالمفاجآت. ( على فكرة الكتاب حصري على خمسات ولم يحقق غير مبيع واحد حتى لحظة إعداد هذه الفقرة، من خلال تسويقي له على السوشيال ميديا وشراؤه من قبل أحد الزملاء ).
المحصلة؟
أكثر من 900 ساعة عمل موزعة بين كتابة، بحث، تصميم، تنسيق، مراجعة، وضبط. ( تتضمنها البعض من أجمل اللحظات في قرمشات البيتزا المنزلية وفتات الطحين على لوحتي الكتابية تشهد ) ههههه ..
لكن المفاجأة التي لم أكن أتوقعها: ( بصراحة كنت أتوقعها لأني على دراية بسيطة بخوارزمية العمل هنا لكن من أجل السياق الدرامي أكمل بذات الوتير أعلاه ) ...
كل هذه الكتب، التي أعتبرها أثمن ما قدمته على خمسات، تظهر في مؤخرة التصنيفات ..
بينما خدمات التصميم التي أضفتها منذ سنوات، تتصدر المشهد دون جهد إضافي ( طبعاً شكراً خمسات )
مفارقة محيّرة!
هل تعاقب الخوارزمية كل ما هو طويل النفس؟
هل تفضّل الخدمات القصيرة ذات التسليم السريع على المشاريع الفكرية الثقيلة؟
أم أن هناك شيئا لا أفهمه بعد في ترتيب الظهور؟
لا أطلب تمييزاً، ولا أزعم أن كتبي هي الأفضل على الإطلاق.
لكنها تستحق – على الأقل – أن تُمنح فرصة للظهور أمام من يبحث عنها.
ربما يحتاج الأمر إلى إعادة نظر في آلية ترتيب الخدمات داخل التصنيفات التعليمية.
وربما تحتاج الخوارزمية نفسها إلى قراءة أحد هذه الكتب فتغير رأيها ..
في النهاية، لست نادماً على الوقت والجهد، فكل كتاب كتبته كان رحلة خاصة، وتجربة أفتخر بها.
لكن، من المؤلم قليلاً ( مادياً وصدقاً معنوياً ) أن تبقى هذه الرحلات مخفية خلف أبواب التصنيف، بانتظار من يتعثر بها صدفة.
وكالعادة عزيزي .. إن وصلت إلى نهاية هذا النص، فأنت بالفعل شخص يقرأ ما وراء العناوين وأشكرك وقتك الثمين يا رائع.
وربما ستكون أول من يقترح تعديلاً يجعلنا نرى محتوى حقيقياً، قبل أن نضغط على "شراء الخدمة".
شاركني تجربتك
زميلكم فتحي
التعليقات (5)
