عندما تشعر بالإحباط، تذكر هذه الحقيقة
كم مرة قدمت عرضًا رائعًا، بكل احترافية وخبرة، ثم تفاجأت بأن عميلك اختار شخصًا آخر؟
كم مرة شعرت أن كل المجهود الذي بذلته ذهب بلا مقابل؟
كم مرة سألت نفسك: "لماذا لم يتم اختياري؟ هل ينقصني شيء؟"

إن كنت مررت بهذه التجربة، فهذه المقالة لك. ليس فقط لتطمئن، بل لتكتشف كيف يمكنك تحويل هذا الشعور إلى قوة تدفعك للأمام

الله سبحانه وتعالى يقول:
"وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" (الذاريات: 22)

فما كان لك لن يخطئك، وما لم يكن لك، لن يكون لك ولو سعيت له بكل طاقتك

لماذا نشعر بالإحباط عند رفض عروضنا؟
الرفض جزء من الحياة، سواء في العمل الحر أو أي مجال آخر. لكن لماذا نشعر أنه أمر شخصي يؤثر علينا؟

لأننا نربط قبول عرضنا بقيمتنا الشخصية.
عندما يتم رفضنا، نشعر كأننا "لسنا جيدين بما يكفي"، بينما الحقيقة أن الرفض لا يعني أنك أقل كفاءة، بل قد يعني:
- أن العميل كان يبحث عن شيء مختلف.
- أن هناك فرصة أفضل قادمة لك.
- أن الوقت لم يكن مناسبًا بعد.

السر ليس في عدم الرفض، بل في قدرتك على التعامل معه والاستمرار رغم ذلك

️ كيف تحول الإحباط إلى دافع للنجاح؟
- افهم أن رزقك مكتوب ولن يأخذه غيرك
تخيل أنك تقف أمام باب مغلق، وتحاول فتحه بكل الطرق، لكنه لا يُفتح. ثم تكتشف لاحقًا أن خلفك بابًا آخر مفتوحًا على مصراعيه

هكذا هو الرزق. قد يتم رفضك في مكان، فقط لأن هناك بابًا آخر مفتوحًا لك في انتظارك، لكنه لم يأتِ وقته بعد

النبي ﷺ قال:
"لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت." (رواه الطبراني)

إذاً لا تهتم كثيرًا بمن فاز بالمشروع، بل ركّز على الفرص التي تنتظرك

- تعلّم من الرفض، واطور مهاراتك
هل يتكرر رفض عروضك؟
هل تشعر أن هناك شيء ناقص لكن لا تعرف ما هو؟

بدلًا من الشعور بالإحباط، استخدم كل رفض كفرصة للتطوير:
- راجع عروضك السابقة، هل هناك شيء يمكنك تحسينه؟
- اطلب من العملاء السابقين ملاحظات، ماذا يبحثون عنه؟
- جرب أساليب مختلفة في كتابة عروضك القادمة.

النجاح ليس أن تفوز بكل المشاريع، بل أن تتعلم من كل تجربة وتحسن من نفسك باستمرار

- لا تقارن نفسك بالآخرين… فرصتك ستأتي في وقتها
رأيت أن شخصًا آخر حصل على المشروع بدلًا منك؟
شعرت أن الآخرين ينجحون وأنت مكانك؟

توقف عن المقارنة فورًا
كل شخص له رزقه، وتوقيته، ومساره الخاص! ما نجح مع غيرك ليس شرطًا أن ينجح معك، وما تأخر عنك قد يكون أفضل مما حصل عليه غيرك

الله لا يمنع عنك شيئًا إلا لحكمة… ربما يحميك من تجربة سيئة، أو يدخّرك لفرصة أكبر

الله تعالى يقول:
"وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ" (البقرة: 216)

اطمئن… كل شيء يحدث بتوقيت إلهي دقيق، وعندما يأتي وقتك، لن يمنعك أحد

قصة حقيقية: كيف تحول الرفض إلى نجاح؟
قبل فترة، قدّمت عرضًا لمشروع بدا مثاليًا لي. وضعت كل خبرتي في العرض، كنت متأكدًا أن العميل سيختارني.

لكن بعد أيام، وجدت أن شخصًا آخر حصل على المشروع شعرت بالإحباط، وبدأت أشك في مهاراتي.

‍ لكن بعد أسبوعين فقط، تلقيت رسالة من عميل آخر، يقول إنه أعجب بأسلوبي وطلب مني تنفيذ مشروع أكبر بكثير

لو كنت قد حصلت على المشروع الأول، لما كنت متاحًا للمشروع الأفضل الذي كان ينتظرني

اليوم، عندما يتم رفضي في مشروع، أبتسم وأقول: "هذا ليس لي… لكن هناك شيء أفضل قادم"

جرب هذا التفكير، وستجد أن الرفض لم يعد مشكلة، بل مجرد إشارة أن هناك فرصة أجمل في طريقها إليك

الخاتمة: لا تيأس… واصل المحاولة بثقة
- العمل الحر ليس طريقًا سهلًا، لكنه يستحق الجهد والصبر
- الرزق مقسوم، لكنك بحاجة إلى السعي المستمر وعدم التوقف عند أي فشل مؤقت.
- تذكّر دائمًا: لم يتم رفضك لأنك غير كفء، بل لأن هذه الفرصة لم تكن مكتوبة لك… فقط انتظر الأفضل

في المرة القادمة التي يتم فيها رفض عرضك، ابتسم وقل: "الحمد لله… القادم أجمل"

هل واجهت موقفًا مشابهًا؟ كيف تعاملت معه؟ شاركني تجربتك في التعليقات

عن الموضوع

التعليقات (12)

منذ 10 أشهر و5 أيام
شكرا لك استاذ محمد نحتاج لمثلك في مثل هذه الأوقات
منذ 10 أشهر و5 أيام
الواحد بيسعى و يجتهد و يتوكل على الله
و في الاخر كله توفيق من ربنا
منذ 10 أشهر و5 أيام
السلام عليكم ... مرحبا Mohamed E

احييك على هذا الموضوع الرائع وللاسف الكثير منا يحبط من كثرة المحاولات و الفشل
مررت فعلا بمواقف مشابهه ولكن تعلمت ان اطور من نفسي و من اسلوبي على قد المستطاع
فالتطوير من الاشياء المهمه لتحسين الاداء الشخصي و زيادة قبول العمل
وفي الاخر الموضوع عباره عن عرض و طلب و يحتاج الي ملاحظة و فهم للتميز
اتمنى لك وللجميع التوفيق و النجاح
منذ 10 أشهر و5 أيام
شكرا لك
كلام ليس بالامكان انكاره
الحمد لله على القناعة والرضا والصبر
منذ 10 أشهر و5 أيام
صدقت استاذ محمد
جزاك الله كل خير
منذ 10 أشهر و4 أيام
مقالة رائعة ومحفزة. أشكرك على هذه الكلمات التي تذكرنا بأهمية الثقة بالله والصبر في رحلة العمل الحر.
نعم، الرفض جزء لا يتجزأ من حياتنا العملية، لكنك لخصت بشكل جميل كيف يمكن تحويل هذا الإحباط إلى دافع للتطوير والنجاح.

أحببت بشكل خاص فكرة أن الرزق مكتوب، وأن كل رفض قد يكون بوابة لفرصة أفضل. هذا يذكرني بقول الله تعالى: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" (الشرح: 5-6).
فعندما نشعر بالإحباط، يجب أن نذكر أنفسنا بأن الفرج قريب، وأن كل شيء يأتي في وقته المناسب.

أضيف أيضًا أن الرفض يمكن أن يكون فرصة لمراجعة أنفسنا وتحسين مهاراتنا. كما ذكرت، طلب الملاحظات من العملاء السابقين أو حتى من الزملاء يمكن أن يكون خطوة ذكية لفهم ما يمكن تحسينه.

وأخيرًا، قصة المشروع الذي فاتك ثم جاءك مشروع أكبر كانت ملهمة جدًا، هذا يؤكد أن الله يدبر لنا الأفضل حتى لو لم نكن نراه في البداية.

بالتوفيق للجميع، ولنتذكر دائمًا: "القادم أجمل".
منذ 10 أشهر و4 أيام
شكرًا لك أستاذ سيف الدين، كلماتك تعني الكثير نحن جميعًا في هذا الطريق، وبدعم بعضنا البعض، سنصل إلى النجاح بإذن الله.
منذ 10 أشهر و4 أيام
شكرًا لكِ بسمة على كلماتك الجميلة
بالفعل، السعي والاجتهاد مع التوكل على الله هما مفتاح النجاح، والرزق مقسوم لا محالة. المهم ألا نتوقف عن المحاولة
منذ 10 أشهر و4 أيام
وعليكم السلام ورحمة الله، محمد

شكرًا لك على كلماتك الرائعة وتفاعلك القيّم بالفعل، التطوير المستمر هو مفتاح النجاح في العمل الحر، وكل محاولة هي خطوة للأمام حتى وإن لم تنجح. النجاح في خمسات ليس مجرد حظ، بل استراتيجية وفهم للسوق. أتمنى لك المزيد من التميز والنجاح الدائم
منذ 10 أشهر و4 أيام
شكرًا لكِ، إليسار القناعة والرضا هما سر النجاح والاستمرار، وما كان لك سيأتيك ولو تأخر. أسعدني تعليقك
منذ 10 أشهر و4 أيام
مقال رائع ومميز كالعادة أ.محمد
أشكرك على كلماتك الإيجابية وعلى التحدث في مواضيع كهذه

طاب يومك ^_^
منذ 10 أشهر ويومين
يارزاق ياكريم
شكرا

عن الموضوع