مع اقتراب نهاية العام، أشعر بالحاجة إلى التوقف قليلاً وتقييم كل ما مررت به في عملي كفريلانسر. لن أُخفي أن هذا العام كان مليئاً بالتحديات، بعضها كان متوقعاً، وبعضها جاء مفاجئاً. لكن أكثر ما أستطيع قوله بثقة هو أن العمل الحر ليس طريقاً مثالياً ولا سهلاً، بل هو مليء بالتقلبات التي تحتاج إلى مرونة وصبر.
أحد أهم الأمور التي تعلمتها هذا العام هو أن النجاح لا يُقاس بعدد الطلبات أو التقييمات بقدر ما يُقاس بقدرتك على التكيف مع الظروف. على سبيل المثال، خلال الفترات التي قلّت فيها الطلبات، بدلاً من انتظار العملاء، كنت أراجع تفاصيل خدماتي وأعيد التفكير في طريقة تقديمها. اكتشفت أن بعض التعديلات مثل تغيير آلية التعامل والاستجابة مع العملاء، تحسين الوصف أو اختيار كلمات أكثر جذباً كانت كافية لإعادة جذب الانتباه إلى خدماتي.
وتعلمت أيضاً فهم أهمية أسلوب التواصل مع العملاء وكيف يمكن أن يكون مفتاحاً لحل كثير من المشكلات أو تجنبها تماماً. أدركت أن العميل لا يبحث فقط عن خدمة جيدة، بل عن تجربة تعامل مريحة وواضحة. كنت أحرص دائماً على بدء كل مشروع بتوضيح كافة التفاصيل منذ البداية، سواء عن خطوات العمل أو مدة التنفيذ. وأثناء تنفيذ المشاريع، تعلمت أن الرد السريع والاستماع باهتمام لطلبات العميل وملاحظاته يعزز الثقة ويخلق تجربة إيجابية. حتى في المواقف التي تتطلب تعديلات أو توضيحات إضافية، وجدت أن أسلوب الحوار المحترم والشفاف يترك انطباعاً إيجابياً يستمر طويلاً.
في النهاية، ما تعلمته هذا العام أن العمل الحر ليس مجرد وسيلة لكسب المال، بل هو مساحة لتطوير الذات. كل تحدٍ يواجهك هو فرصة لتتعلم وتصبح أكثر احترافية. لا أقول هذا للتفاؤل المبالغ فيه، بل لأنني جربت أن الفترات الصعبة تجبرك على التفكير بشكل مختلف، وهذا ما يجعلنا نتقدم.