كثيرا من الناس على موقع خمسات وخارجه يشكون من عدم وجود عمل وضيق الرزق وعندما تنصحهم بالصبر والرضا والاستمرار في العمل وتطوير المهارات تجدهم يظنون أنهم أشد الناس بلاء سأحكي لكم اليوم حكاية مريم بدإت معرفتي بمريم عن طريق أمها زينب كانت زينب سيدة كبيرة في السن وأرملة وتعول 4 أطفال كانت زينب تعمل في مستشفي كعاملة نظافة وتعول أمها المريضة وبناتها الأربعة كان مرض أم زينب مزمن وتم احتجازها بغرفة العناية المركزة وتحتاج إلى نقل دم وزينب لا تملك قوت يومها فضلا عن توفير الطعام لبناتها والعلاج لأمها استعانت زينب ببعض التبرعات لتوفير الطعام والعلاج لأمها ونقل الدم لكن أم زينب لم تتحمل المرض طويلا وتوفيت لتقوم زينب بدفن أمها وتكافح لتطعم أطفالها لكن الألم بدأ يثقل كاهل زينب بعد وفاة والدتها ولم تعد تستطيع القيام بواجبها تجاه اطفالها حاولت أن تستمر في الكفاح قدر المستطاع لكن المرض لم يمهلها حتي تربي أطفالها ولحقت بأمها في نفس العام من هنا بدأت أعرف مريم بنت زينب حيث اتصلت بي لتخبرني بوفاة والدتها وتطلب مني ألا أتخلي عنهم لقد أصبحت مريم مسئولة عن أخوتها الصغار بدلا من امهم زينب كانت مريم قد انهت دراستها وتعمل في وظيفة مؤقتة وتسعى لاستخراج فيزا معاش أمها حاولت أن توفر ما نستطيع من احتياج أخوتها من الطعام والملابس ومصاريف الدروس كانت في كثير من الأوقات لا تجد ما تطعم به أخوتها ويبيتون من دون عشاء واشتد الأمر عندما مرضت الأخت الوسطي خديجة وشعرت بألم في بطنها ولم تجد مريم المال اللازم للكشف والعلاج واشتد المرض بخديجة وعندما ذهبت إلى المستشفى كانت حالتها صعبه للغاية حيث تبين انفجار المرارة . وتعرضها للتسمم ظلت خديجة بالعناية المركزة 3 ايام ومريم لا تجد العلاج اللازم لها حتي توفيت خديجة وهكذا تلقت مريم الصدمة الثالثة بعد وفاة جدتها وأمها وأختها وشعرت أن كل ما فعلته من أجلها لتكمل تعليمها قد ضاع وأن الحياة أصبحت قاسية للغاية حاولت مريم التغلب على الحزن والصبر حتى تستطيع رعاية اختيها الصغيرين فاطمة وسعاد ولكن المصائب توالت عليها وبدأت تشعر بآلام شديدة في بطنها تبين أن لديها ورم في المعدة وسافرت لعمل الأشعة وتبين أنه ورم حميد وبدأت في تلقى العلاج وما إن بدأت تشعر بتحسن حتى شعرت بصداع شديد وألم في رأسها ليتبن وجود خلية سرطانية في المخ حاولت بأنفاس يائسة أن تستمر في المقاومة من إجل أختيها لكن المرض هزمها لتلحق بمن سبقوها من أفراد أسرتها ضحية للمرض والفقر أصبحت فاطمة الصغيرة وهي مازالت طالبة في كلية تمريض مسئولة عن أختها سعاد الطالبة في الاعدادية قامت صاحبة السكن بطردهم من الشقة بعد عجزهم عن دفع الإيجار ليصبحوا بلا مأوي ثم أنقطعت أخبارهم عني ولا أعلم ما حدث لهم وأتمنى أن يجدوا لهم مكان في هذه الحياة القاسية . والأن تذكر فضل الله عليك واصبر صبرا جميلا