اشتريت خدمة لأفهم كيف يفكر الزبون هههههه
من الجميل أحيانا -واللذيذ جدا أيضا- أن تقوم بخطوات مألوفة لسبب غير مألوف..
ربما لكوني صيدلانية أو لكوني كاتبة في أشياء تخص الفكر والمفاهيم أساسا، صارت التجربة والتحليل أمرين أمارسهما بشكل تلقائي، وبكثير من المتعة! في كل أنشطتي تقريبا! حتى أنني حين أنهي الطبخ ألعب ببقايا البصل البنفسجي أجرب عليه ليمونا أو خلا أو صابونا لتتبع تغير اللون تبعا لتغير حموضة الوسط (في المرة القادمة بإذن الله أخبركم عن المادة التي تسبب هذا في البصل هههههه)
من المطبخ أوووب إلى خمسات؛
قمت بشراء خدمة لعدة أسباب، كان من أبرزها أن أعيش تجربة الزبون بنفسي لأستوعب وأتطور كبائعة، أن أغوص داخله وأنظر بعينه وأعيش شعوره تجاه العروض وحتى الحوارات المباشرة: ما الذي يلفته؟ ما الذي ينفره؟ على أي أساس يختار البائع؟ شعور الأمان الذي يبحث عنه في أي بقعة يجده؟
كانت تجربة فريدة لأن مشاعري وتصرفاتي تغيرت تماما! حرفيا! بين أن تكون بائعا وتكون مشتريا ستجد أنك تنتقل بين شخصيتين مختلفتين، أو توليفتين مختلفتين من المشاعر! ويجعلك تكتشف نفسك أيضا!
هذا يقودني إلى قاعدة مهمة في مجال ريادة الأعمال؛ إذا كنت بائعا فكر بعقل الزبون لا بعقلك، انظر إلى أعمالك بعينه لا بعينك، اقرأ عروضك وكلماتك بعصبوناته لا بعصبوناتك، افهم شخصيته قدر المستطاع!
ولتكون الخطوات أنجح: تدرب على المرونة في الانتقال المتكرر بين زاويتيْ نظركما، لأنك ستحتاج إلى هذه المهارة عندما يتواصل معك بحيث يكون الحديث سريعا.
الاستيعاب عن طريق التجربة طريقة رائعة -ولذيذة جدا- في مجال التعليم؛ تعليم الغير والتعلم الذاتي أيضا.. تلك التجربة الصغيرة على بساطتها جعلت فهمي للأمور أعمق، وعرفتني بأشياء عن نفسي ما كنت أدركها، فضلا عن الاستفادة العملية من الخدمة، وكانت لي فيها مآرب أخرى ههههه عدة عصافير بحجر.
بالمناسبة، ضرب عدة عصافير بحجر هواية ممتعة، التجارب أيضا صارت من هواياتي الممتعة.. حسنا سأتوقف هنا، في المرة القادمة بإذن الله أخبركم عن نتائج تحليل أداء البائعين من موقعي كزبونة (إيموجي فهيم مبتسم وكوول).
التعليقات (37)
