نصائح لك قبل البدء كصانع محتوى تسويقي
أولًا، دعنا نتفق على أن صناعة المحتوى جزء لا يتجزّأ من عملية التسويق عبر الإنترنت، حيثُ أن التسويق عبر الإنترنت أصبح اليوم من أولويّات أغلب الأنشطة التجارية لما لهُ من إيجابيات تتمثّل بسرعة الوصول نحو العملاء واستهدافهم والفوز باهتمامهم وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي على نمو النشاط التجاري لأي شركة.
ولكن هل الأمر بهذه البساطة؟ حسنًا، التسويق عبر الإنترنت هو كالسهل الممتنع، أيّ بقدر ما هو سهل بقدر ما هو صعب ويحتاج مهارات عديدة واستراتيجيات مدروسة، ولقد جئنا لك بعدّة مفاهيم تعتبر من أساسيات صناعة المحتوى والتسويق عبر الإنترنت والتي سوف تساعدك على تلافي العديد من الأخطاء التي يرتكبها العديد من المبتدئين في مجال صناعة المحتوى.
جدول المحتويات:
• ما هي صناعة المحتوى؟
• علاقة صناعة المحتوى بالتسويق عبر الانترنت.
• أخطاء يجب أن تتفاداها عند البدء بصناعة المحتوى لموقع إلكتروني:
إيّاك والنسخ من مواقع أخرى أو الترجمة الحرفية من مواقع بلغات أخرى.
فكّر كالقارئ.
القارئ كسول.
اختصر ضمن المعقول.
لا تنسى قواعد وشروط السيو.
اكتب بأسلوب جذاب.
تميّز عن منافسيك.
لا تأمر عميلك.
تواصل دائمًا مع صاحب الموقع.
اقرأ.
• في الختام.
أولًا: ما هي صناعة المحتوى؟
اليوم باتت الإجابة على هذا السؤال تشمل العديد من المجالات، فلقد توسّعت وتطوّرت صناعة المحتوى لتشمل المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والبودكاست وغيرها بالإضافة إلى المقالات والمدوّنات.
وبالطبع، فإنّ صناعة محتوى الموقع الإلكتروني يختلف بعض الشيء عن محتوى مواقع التواصل الاجتماعي والمقالات والمدوّنات وكذلك محتوى اليوتيوب والبودكاست.
ولكن الأمر الرئيسي المشترك فيما سبق أنّ عملية صناعة المحتوى تحتاج جهد وبحث وجديّة من قبل الصانع، وتحتاج إلى وضع استراتيجيات مناسبة لكل حالة مما سبق.
على سبيل المثال فإن محتوى المواقع الإلكترونية يجب الأخذ فيه بعين الاعتبار قواعد وشروط السيو بالإضافة إلى الأفكار التي يتضمنها المحتوى والتي يجب أن تتناسب مع الموقع وتعبّر بشكل دقيق ومناسب وصحيح عنه، بينما محتوى اليوتيوب لا ننظر فيه إلى السيو لأن مبدأ عمل اليوتيوب يختلف عن مبدأ عمل محركات البحث التي تتبع خوارزميات معينة لإظهار محتوى الموقع الإلكتروني في الصفحة الرئيسية لنتائج البحث بينما لا نجد هذا الأمر لدى اليوتيوب.
وبالتالي، يمكن أن نعرّف صناعة المحتوى بشكل مبسّط ومختصر أنها كتابة أفكار وتوصيف وشرح دقيق ومناسب سواء للموقع أو للبراند أو لمنشورات مواقع التواصل الاجتماعي مع اشتراط أن يتناسب المحتوى وأسلوب طرحه مع الجمهور المستهدف ومع أن يراعي الشروط التي تستطيع إيصاله وعرضه لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور.
ثانيًا: علاقة صناعة المحتوى بالتسويق عبر الإنترنت:
كما قلنا في السابق، فإن صناعة المحتوى جزء أساسي للتسويق عبر الإنترنت، فأنت اليوم إذا أردت بناء نشاط تجاري لك في عالم الإنترنت وإيصاله إلى أكبر عدد من الجمهور فأنت بحاجة إلى محتوى قوي ومميز ومناسب لنشاطك التجاري ومنتجاته.
وكلّما كان المحتوى مناسبًا كلّما حققت نجاحًا أكبر في التسويق عبر الإنترنت، ولذلك فإن مهمتك كصانع محتوى هو تحقيق هذا النجاح لأن نجاح النشاط التجاري يعني أيضًا نجاحك كصانع محتوى له، فلولاك لما وصل هذا النشاط إلى الجمهور ولما انجذب للمنتجات ولما تصدّر الموقع الإلكتروني للنشاط التجاري في محركات البحث.
ثالثًا: أخطاء يجب أن تتفاداها عند البدء بصناعة المحتوى لموقع إلكتروني:
1. إيّاك والنسخ من مواقع أخرى أو الترجمة الحرفية من مواقع بلغات أخرى:
محركات البحث ليست غبية، وهي تتبع خوارزميات دقيقة عبر برامج متطورة كي تجد الموقع الإلكتروني وتعرض محتواه الذي يتناسب مع عمليات البحث التي يجريها المستخدمون.
فعند كتابة المستخدم لكلمة أو جملة معينة في شريط البحث فإن المحرّك يبحث عن أكثر المحتويات المناسبة والتي تفيد المستخدم، وإذا ما ضبط المحرك لنتيجتين متطابقتين في المحتوى فإنه سوف يعرض إحداها فقط بحسب عدة اعتبارات منها أقدمية الموقع وشهرته.
2. فكّر كالقارئ:
ما الذي يهمّ القارئ في المنتج أو الموقع؟ ما الذي يريد معرفته؟
ضع نفسك مكان القارئ وفكر ما الكلمات أو الأفكار التي سوف تجذب انتباهك لقراءة وصف منتج معين من موقع إلكتروني محدد؟ ولماذا منتجك بالتحديد دونًا عن منتجات أخرى من مواقع أخرى.
3. القارئ كسول:
أنت لا تتوقع أبدًا أن صناعة المحتوى يعني أن تسهب وتسترسل بالشرح عن ما تكتب عنه، فليس للقارئ الوقت والصبر على قراءة ١٠٠٠ كلمة عن منتج ما خصوصًا أن هذهِ الألف كلمة فيها بضعة جمل تهمّ القارئ في المنتج والباقي هو وصف لا داعي له.
4. اختصر ضمن المعقول:
لا تكتب إلا الأفكار الضرورية والتي لها صلة كبيرة في المنتج أو الموقع الإلكتروني، مثلًا هل سوف تكتب عن كيفية زراعة البطاطس في محتوى يتحدث عن البطاطس الطازجة لدى متجر خضروات؟ طبعًا لا!
لنفترض أنك تكتب عن سمّاعات "earbuds" نوع آيفون، سوف تكتب عن قوة الصوت فيها وصفاءه وأيضًا سهولة شحن السماعات وانسيابية تصميم السمّاعات لتتناسب مع أذنك، ولكن من البديهي أنك لن تكتب عن أهمية اختراع السمّاعات، فأنت تكتب لتسوّق للمنتج بصفته الأميز والأمثل لدى الزبون وليس عليك التطرّق لمواضيع وأفكار أخرى لا تفيد المنتج بشيء.
5. لا تنسى قواعد وشروط السيو:
تحسين محركات البحث أو SEO
لفهم السيو يجب عليك معرفة وفهم طريقة عمل محركات البحث، عندما يكتب المستخدم كلمة في شريط البحث كما قلنا سابقًا فإن المحرّك يقدم له كافة النتائج المناسبة له، ولكن كيف يحدث هذا وما هي النتائج المناسبة للمستخدم تلك التي يختارها محرك البحث له؟
بدايةً يبحث المحرك ضمنه على كافة المحتويات التي لها صلة بالكلمة التي كتبها المستخدم، ثم يقوم المحرك بفهرسة هذه النتائج ثم يغربل منها ما هو مناسب ويعرض النتائج.
عملية الفهرسة تتم حسب مناسَبة محتوى المواقع لهذه الكلمة واحتواء المحتوى لهذه الكلمة ويقوم المحرك بترتيبها حسب خوارزميات عديدة منها أقدمية الموقع وشهرته ومحتواه المتفق مع طريقة قراءة المحرك له، ثم تأتي عملية الغربلة وفيها يعرض المحرك كافة النتائج المناسبة بترتيب من الأجود وهكذا.
وأهم عامل يجب أخذه بعين الاعتبار هو المحتوى المناسب والمكتوب بدقة وعناية والذي يصف المنتج أو الكلمة المستهدفة بدقة وكذلك احتواء المحتوى على الكلمة المستهدفة بنسب معينة دقيقة ومناسبة وهذا ما سنستعرضه في مقال لاحق خاص عن السيو، لذلك فإن كتابة المحتوى لا يجوز أن تكون كتابة عبثية عشوائية.
6. اكتب بأسلوب جذاب:
لا ينبغي لك كصانع محتوى أن تخاطب عملائك بطريقة جديّة جامدة، بل ينبغي مخاطبتهم بأسلوب مميز وجذاب وسهل الفهم ومناسب بكل كلمة تكتبها، فمثلًا إذا أردت الحديث عن حذاء رياضي يعرضه الموقع فلا ينبغي عليك استخدام كلمات ومصطلحات علمية بحتة مثل أنّ الحذاء مصنوع من البوليستيرين ومواد خام عالية المقاومة لامتصاص الماء!
بالطبع أنت لا تتوقع أن يكمل العميل قراءة وصف المنتج بعد استخدامك هذهِ المصطلحات وهذه الطريقة للوصف!
7. تميّز عن منافسيك:
ونحن هنا لا نتحدث عن تهميشهم، بل عليك أن تكون دائم الاطلاع للمحتوى الذي يقدّموه واحذر الطعن بهم في محتواك.
من المهم أن تتميز عليهم بأسلوبك في مخاطبة العميل وكتابة محتوى يهمه ويقنعه ويجيب على سؤاله، لماذا عليّ شراء منتوجك؟
8. لا تأمر عميلك:
لا تتوقع أن يحبّ عميلك صيغة الأمر في محتواك، مثل اشترِ أو هذا المنتج هو المناسب لك، لا تتوقع أن يصدق العميل هذا الكلام.
9. تواصل دائمًا مع صاحب الموقع:
يجب عليك التأكد أن ما تكتبه يناسب توجهات صاحب الموقع أو الشركة وعليك أن تبقيه على إطّلاع دائم بالمحتوى الذي تصنعه قبل نشره.
10. اقرأ:
حتى تتطوّر كصانع محتوى يجب عليك دائمًا زيارة المواقع الإلكترونية والتعرف على محتواهم وأساليبهم في التسويق فهذا من شأنه أن يزيد من خبراتك ويوسّع من فهمك لصناعة المحتوى وبالتالي يساهم في نجاحك في مجال صناعة المحتوى والتسويق عبر الانترنت.
رابعًا: في الختام:
أخيرًا، مفتاح أيّ عمل هو الجديّة، فكلّما كنت جديًّا في عملك كصانع محتوى كلما أصبحت محترفًا وتطوّرت بسرعة وصار اسمك كصانع محتوى مطلوبًا في الكثير من المواقع الإلكترونية.
*****
الكاتبة:
حلا غسان أحمد،
كاتبة وصانعة محتوى وسيناريو، مختصة تسويق رقمي وإعلاني.
التعليقات (2)
