وصلت إلى 100 عميل - نصائح وفوائد من تجربتي.
وصلت قبل يومين بفضل الله تعالى إلى 100 عميل قدمت لهم 166 خدمة على مدى حوالي 3 سنوات ونصف، وبتقييم 5 نجوم. وأردت أن أشارككم أعزائي ببعض النصائح والفوائد التي تعلمتها من تجربتي في الموقع وفي التعامل مع العملاء والتي لم أجد أحدًا من الإخوة الكرام تحدث عنها سابقًا:
1- لا تجعل الأسعار سببًا للتراجع:
كثيرًا ما يقلل الباعة في مجال العمل الحر من أسعارهم ظنًا منهم أن هذا يجلب المزيد من المبيعات والمزيد من الأرباح، ولن أتحدت عن هذا الأمر من وجهة نظر الباعة المنافسين على أنه إضرار لهم وإضرار بالمهنة بل سأتحدث عنه من ناحية تأثيره على البائع نفسه. على الرغم من كون الأمر منطقيًا في أول بضع خدمات بهدف الحصول على أول عميل وتقييم جيد يجلب باقي العملاء، إلا أن اتخاذك الأسعار القليلة كنهج لأعمالك يقودك نحو التراجع دون أن تدري، فغالبًا ما يؤدي تقليل أسعارك إلى تقليل الجودة أو الجهد الذي تبذله في هذا العمل بسبب عدم تناسب الجهد والقيمة التي تقدمها مع السعر الذي تضعه ظنًا منك أن هذا سيجلب المبيعات دون توقف بسبب أسعارك "المنافسة"، ويزداد هذا الأمر سوءًا في المجالات الإبداعية. فعدم حصولك على مبالغ مجزية تحفزك للعمل سيخفض قدراتك الإبداعية ورغبتك في توليد أفكار جديدة دون أن تدري! والنتيجة أنك ستستمر في تقليل أسعارك وستستمر الجودة والقيمة في التراجع أكثر وأكثر فتنخفض المبيعات فتقلل أسعارك أكثر لتعويض ما فاتك فتقل الجودة. وهكذا يستمر الأمر إلى أن تجد الأسعار في انخفاض والجودة في انخفاض والمبيعات في انخفاض!
على الجانب المقابل فإن إيمانك بقدراتك الإبداعية ووضعك لسعر يناسب القيمة والجودة التي تقدمها (وإن كان مرتفعًا) يحفزك على المزيد والمزيد. حيث يعطيك الرغبة في أن تتعلم مهارات جديدة وتطور أسلوبك الحالي وتزيد القيمة المقدمة لأهداف كثيرة أحدها وأهمها المبلغ المالي المجزي، فيرتفع مستوى العملاء الذين تتعامل معهم وتجد الشركات الكبيرة والعملاء مرتفعي المستوى يطلبون منك أعمالًا لم تكن تتخيل أنك ستقوم بها!
فنجد أن تخفيض السعر يقودك إلى انخفاض في كل شيء، وزيادة السعر (بقيمته) يزيد كل شيء معه!
وبالنظر إلى تجربتي الخاصة فإن أكثر خدماتي استفسارًا ومبيعًا (بالنسبة للمدة التي وضعت فيها) وأرباحًا هي خدمة يمكن ببحث بسيط على خمسات أن تجد بعض من يقدمها ب10% من السعر! لكنني علمت قيمة ما أقدمه وقدرته بشكل يجزيني ويحفزني على بذل كامل طاقتي الإبداعية في تقديمه.
2- حاول دائمًا أن تبذل أكثر من المطلوب.
حتى وإن كان العمل الذي تقدمه كبيرًا والقيمة فيه عالية، وسواء أكان السعر مجزيًا أو أنك قد راعيت العميل بجزء من المبلغ، حاول دائمًا أن تقدم أكثر من المطلوب ولو بقليل أو على شكل هدية بسيطة، يعزز هذا الأمر من ولاء العميل بشكل كبير ويعطيه فكرة أنك تحاول تقديم المزيد (ولديك المزيد) حتى وإن كان العمل ضخمًا وحتى وإن كان المبلغ مجزيًا فلا حاجة لك بأن "تستميله" ليدفع لك المبلغ الكامل.
3- ركز على القيمة ودع كل شيء يأخذ مجراه.
فالقيمة التي تقدمها هي أهم ما يبحث عنه العميل ال"VIP"، لدرجة أنه قد تأتيك فئة من العملاء لا تطلب سوى العمل الاحترافي وضع أي سعر تطلبه وخذ الوقت الذي تشاء. وهذه هي فئة العملاء التي نسعى جميعًا أن يكون جميع عملائنا منهم، ولا يمكنك الحصول عليه إلا عند التفكير بالقيمة (وفقط القيمة) وكيف تطور من عملك وتقدم الأفضل دائمًا. وضح القيمة دائمًا للعميل وأخبره ما المميز في خدمتك ولماذا سيدفع ما سيدفعه ليتيقن بأن اختياره لك كان موفقًا. دع كل شيء بعدها يأخذ مجراه من حيث السعر حيث تضع الأسعار التي تعجبك، ومن حيث الوقت فتضع مدة الخدمة التي تراها مناسبة لعملك. فالمدة مكتوبة على الخدمة والسعر كذلك ولن يأتيك إلا من يناسبه ما وضعته.
4- لا تتوقف عن تطوير كل شيء.
بدءًا من النبذة التي تكتبها في صفحتك الشخصية مرورًا بصور الخدمات وانتهاءًا بتطويرات الخدمة المفصلة. حاول دائمًا أن يكون لديك اطلاع واسع على مجالك وطور جميع ما ذكرته كل فترة بما يتناسب مع ما فهمته من احتياجات العملاء، وأبرز طرائق جذبهم وما يحبونه وما يريدون المزيد منه.
ففي كل بضعة أشهر كنت أعيد تغيير جميع صور خدماتي تقريبًا، بحثًا عن الأفضل والأكثر جذبًا للعملاء، درست الخدمات الأكثر مبيعًا لدي وبحثت عن "لماذا هي الأكثر مبيعًا" فربما أضع شبيهات لها أو على نمطها. وبذلت كل ما في وسعي لتطويرها فشعار كنت أقدمه أصبح شعارات وتعددت أنواعه وأشكاله وقوالبه وصار لكل خدمة "منيو" يستفسر العميل فأعرضها له بأسعارها وأشرح له معنى كل نوع وما سيحصل عليه وما المناسب له بينها، وما الإضافات ال"إكسترا" التي يمكنه اختيارها لتضاف إلى شعاره وتمنحه استخدامًا أوسع.
وفي النهاية العامل الأهم هو الصبر على ما ذكرته وعلى جميع النصائح والطرق التي تتبعونها لتحقيق نجاحاتكم، فالعمل الحر خصوصًا يحتاج إلى صبر كبير وبناء على مهل وسير بخطوات ثابتة وإن كانت بطيئة. فلا شيء يتحقق في يوم وليلة والأهداف الكبيرة تتطلب وقتًا كبيرًا وتأنيًا.
أعتذر على الإطالة وأتمنى أن أكون قدمت فائدة بسيطة في هذه المقالة المتواضعة. وفقني الله وإياكم لكل خير ورزقنا الحلال الطيب.
التعليقات (69)
