الفرق بين الهاوي والبارع والمحترف مع بعض النصائح
تحية طيبة وبعد ...
منذ فترة ليست بكبيرة وأنا أستخدم موقع خمسات بعد قراري أن أكون مستقلاً
حدثت بعض الأشياء الكثيرة منها الطيب وغير ذلك، لكنني لا أنكر أنني تعلمت منها الكثير واكتسبت خبرة لا بأس بها في مجال العمل الحر على الإنترنت.
واليوم قررت أن أكتب هذا الموضوع، بعد تكويني لرؤية عامة عنه، من أجل أن يستفيد منه البائع والمشتري على حدٍ سواء.
وبالطبع راجعت شروط وأحكام استخدام موقع خمسات قبل أن أكتب الموضوع، فهي مفيدة جداً، بالرغم من قرائتي لها سابقاً.
وسامحوني إن فاتني شئ أو كتبت بعض الأمثلة السريعة بدون تفاصيل أكون قد نسيتها، ذلك لأنني كونت الموضوع في ذهني وأرتجل كتابته حالياً.
وكذلك سامحوني إن طال الموضوع قليلاً، فلكل من يمل من المواضيع الطويلة أنصحه بأن لا يكمل، أما من يريد الإستفادة حقاً فسيكمل وأعده بأنه سوف يستفيد.
وكما هو موضح بالعنوان أنني سأتكلم عن موضوع مهم يجيب عن عدة تساؤلات مهمة ويقدم نصائح هامة ...
فبالنسبة للبائع يجيب عن سؤال كيف تنتقل من كونك هاوي إلى كونك بارع ومن ثم الإنتقال لمرحلة الإحتراف، مع الوضع في الإعتبار نصائح عدة تجعلك من مقدمي الخدمات الجيدين ولا تجعلك تصطدم مع زملائك الآخرين من مقدمي الخدمات.
وبالنسبة للمشتري يجيب عن سؤال كيف لا تضيع وقتك وكيف تجد من يقدم لك الجودة والقيمة في طلبك.
وحتى ندخل في الموضوع سريعاً نجيب عن سؤال : ما الفرق بين الهاوي والبارع والمحترف ؟
1 - الهاوي : هو الشخص الذي أُعجِب بشئٍ ما وأراد أن يمارسه، ككرة القدم مثلاً، فليس لكونك تحب الكرة وتمارسها أنك أصبحت كمحمد صلاح فخر العرب أو ميسي أو رونالدو، وبالنسبة لسوق العمل فليس كونك تحب التصميم وتعلمت بعض الأشياء كاقتصاص الصور أو رسم بعض الأشكال الهندسية أنك أصبحت مصمم جرافيك.
كل ما في الأمر أنك في بداية الطريق إن كنت تريد أن تستكتمل هذا الخط وأن تصبح ماهراً به، وحتى تصل لذلك عليك إتباع بعض الخطوات المهمة...
- أولها أن تعرف أكثر عن المجال الذي تريد العمل به وأن تطلع أكثر على قصص وتجارب محترفي هذا المجال بل وكل من تستطيع أن تتعرف على قصته ممن خاض تجربة في هذا المجال.
- ثانياً أن تتعلم كيف تصبح حاملاً للقب هذا المجال، التصميم مثلاً تصبح مصمم جرافيك، المونتاج تصبح مونتير، الموشن جرافيك تصبح أحد إثنين إما مصمم رسومات وإما محرك لتلك الرسومات ... إلخ
* وحتى تصبح حامل لقب مجال كذا أو كذا عليك بخوض التجربة أولاً مع نفسك، فتبدأ مثلاً في تعلم البرامج التي عرفت بحكم معرفتك وإطلاعك في المرحلة الأولى أنها تختص بهذا المجال أو ذاك، ولا يكفي مجرد معرفتك أن أداة كذا تقوم بكذا، بل ينبغي عليك التطبيق، وهنا في هذه المرحلة أنت تتعلم وفي نفس الوقت هذه التطبيقات ستكون نماذج لك قد تقدمها لأحد العملاء فيما بعد.
وبتلك الطريقة تنتقل من كونك هاوي لتصبح بارع
2 - البارع : هو الشخص الذي أحب مجالاً معيناً وعرف عنه الكثير وتعلم الكثير فيه ومارسه لوقت ليس بالقليل وشهد له الغير بأنه من أهل الإختصاص، ونرجع لمثال كرة القدم، فالبعض منّا أحبها منذ صغره ومارسها وأصبح يذهب هنا وهناك ليلعب بعض المباريات مع أصحابه وكبر عليها وأصبح يطلبه أصدقائه لكي يذهب معهم للنادي الفلاني ليلعبوا مباراة تحدي ضد بعض اللاعبين الآخرين من منطقة كذا أو كذا، أو حتى حين يلعب الأصدقاء ضد بعضهم البعض يتصارعون عليه حتى يضمه هؤلاء أو هؤلاء إلى فرقتهم، ولكنه ما زال يلعب بشكل غير رسمي، فأيضاً لم يصبح هذا محمد صلاح أو ميسي أو رونالدو بالرغم من كونه بارعاً في لعب كرة القدم، وفي سوق العمل كمن تعلم التصميم وبرع فيه ولكنه لا يقدم أي خدمات أو لا يعرف كيف يسوق لنفسه لدى العملاء.
وهنا أنت في منتصف الطريق وقطعت شوطاً كبيراً بالفعل بل قد تكون على مشارف أبواب الإحتراف، فهذا الباب ليس ببعيد، وحتى تكون من المحترفين فما عليك إلا أن تقوم بالآتي :-
- أولاً : إعرف كيف تسوق لنفسك، وما أكثر ما كُتِب أو قيل في ذلك، ولكنني أختصر عليك الطريق وأقول لك "إعرف كيف تحكي عن نفسك وعن ما تبرع فيه" فهذا أول خطوات التسويق، الحكي شئ هام جداً، وبحكم حديثنا عن الإنترنت كجزء من سوق العمل أقدم مثال على ذلك مقدمي محتوى اليوتيوب، فمنهم من تحب أن تشاهده وتتابعه ومنهم من يجعلك تمل وتغلق الفيديو ولا تذهب لقناته مرة أخرى، فما الذي يصنع الفرق بين الأول والثاني، ليس شئ إلا طريقة الحكي، فالأول يستطيع التحدث بطلاقة ويعرف كيف يقدم ما يريد للفئة المستهدفة من الناس في قناته أو برنامجه ولا يتلجلج ويرتب أفكاره، أما الثاني فلا يفعل ذلك ولا تستطيع أن تحصل منه على معلومة مفيدة، ولذلك تذهب الكثير من الشبكات للشخص الأول حتى يقدم برنامجه لديها وقد تذهب إليه قنوات التلفزيون أيضاً، فبعد أن كان يقوم بالتصوير في غرفة نومه أصبح لديه استوديو، أما الثاني فبالتأكيد إن لم يتعلم من تجربته ويتفادى الأخطاء التي وقع بها فلن يكون شئ في المستقبل القريب.
- ثانياً إصنع لنفسك "بورتفوليو" قوي، أي ملف نماذج أعمال، في البداية لن يكون به شئ سوى بعض تجاربك وتطبيقاتك السابقة التي قمت بها في مرحلة التعلم والإنتقال من كونك مبتدئ وهاوي لكونك بارع في هذا المجال أو ذاك، لكنه مهم في هذه المرحلة حتى وإن كان فارغاً، فلسوف يمتلئ بالمزيد من الأعمال الجيدة في المستقبل القريب، وأنا شخصياً أُفَضِل أن يؤرخ الشخص لأعماله حتى لا يختلط القديم مع الجديد، وحتى يستطيع العملاء معرفة كيف أن مهاراتك تطورت كثيراً وأنك تستطيع أن تقدم لهم الخدمة على الوجه الذي يرضيهم.
* والآن أبشر يا بطل فأنت على مشارف أبواب الإحتراف
3 - المحترف : وباختصار شديد لأنني أظن أن الصورة قد إتضحت الآن، فهو ذاك الشخص الذي مر بجميع هذه المراحل وأصبح الآن من مقدمي الخدمات الذين يثق فيهم العملاء، فهو نيمار على سبيل المثال، وهذا بالرجوع لكرة القدم، فنيمار قصته ملهمة فعلاً، رباه أبوه على أن يصبح في أحد الأيام إسماً كبيراً في عالم كرة القدم، ولم يفعل أبوه ذلك إلا بعد أن رأى من إبنه حباً لهذه اللعبة، فقام بالاستثمار فيه، نعم قام بالاستثمار فيه، أصبح نيمار إستثمار لأبيه، وأصبح أبيه لا يُعرف بلقب مهني يضاهي لقب "أبو نيمار"، فقط هذا اللقب، أصبح لقب "أبو نيمار" هو اللقب المهني لوالد هذا اللاعب الفذ.
* أطلت كثيراً ولكن كان من الضروري توضيح مثل تلك الأمور أولاً قبل تقديم بعض النصائح السريعة للبائع والمشتري
البائع : لا ترخص نفسك، قدم أسعار مناسبة، فما تقوم به يستحق التقدير.
المشتري : لا تضيع وقتك، فالهواة لن ينجزوا عملك ولن يقدموا لك ما تريد.
البائع : لا تضيع مجهود زملائك، إن كنت هاوي فعليك باتباع الطريق للإحتراف.
المشتري : إبحث عن القيمة، ولا تبحث عن السعر الأقل فقط.
البائع : إعمل ولا تكن وسيط، فالوسطاء يتم كشفهم سريعاً ولا يكسبون سوى خصومات تضر بهم قبل أن تضر غيرهم.
المشتري : إبحث عن الجودة، فالمنتج الغير جيد قد يكون شكله براق من الخارج ولكنه ضار جداً من الداخل.
البائع :لا تقل أنا سوبر مان بل قل أنا سأحاول جاهداً أن أساعدك، فالعميل لا يحتاج منك أن تكون أفضل من في الكون، فأنت بشخصك لا تعنيه، بل يعنيه أن تقدم له الخدمة كما يريد على الوجه الذي يرضيه.
المشتري : لا تبحث عن السوبر هيروز أو الأبطال الخارقين، فهؤلاء غير موجودين في عالمنا، بل إبحث عن المحترفين الذين يصيبون كثيراً ويخطئون قليلاً.
وأخيراً لا تجعلوا أي سوء تفاهم بينكم سبباً للشقاق والعداء والخصومات والتنديد هنا وهناك .
- مع تحياتي -
عماد السمباوي
التعليقات (11)
