البائع الخارق!
نعم هو ذلك البائع الذي بإمكانه كتابة 100 صفحة على برنامج الـword في يومين فقط، وهو الموسوعة الحية الذي يكتب 10 مقالات "حصرية" في يومين أيضًا أو يوم واحد فقط إذا دخل في منافسة مع البائعين الخارقين الآخرين، وهو المصمم الذي يصمم لك 10 شعارات في أقل من خمس ساعات فقط؛ حسنًا لا نخاف منافسة هؤلاء الخارقين لنا، خدمات عجيبة مثل التي يقدمونها ستكون بأسعار عجيبة أيضًا 100 دولار فما فوق، لكن مهلًا، عندما نراجع تلك العروض نجد سعرها 5 دولار فقط "زائد هدية"!!! حقًا! لا لا، لا يعقل أن يكون هذا ممكنًا.
انتابني الفضول، فبحثت في صفحاتهم الشخصية، لأجد الغالبية العظمى منهم بائعين جددًا، و80% من هؤلاء لم يبِع أي خدمة، لماذا؟ أليس هناك في البائعين القدامى وأصحاب المبيعات الكثيرة من يتمتع بتلك المقدرات الخارقة؟ بحثتُ مطولًا في تعليقات هؤلاء الخارقين، فتبين لي أن السر وراء تلك العروض الخاصة بهم يتلخص في أمر واحد: "أنهم بائعون جدد ليس لديهم أي تقييمات، ويضعون تلك العروض الكبيرة ليتمكنوا من منافسة البائعين القدامي وأصحاب التقييمات الأعلى". إذًا هؤلاء ليسوا خارقين، هم مجرد بائعين عاديين، وهم بائعون جدد مثلي، وبالنظر إلى العروض التي يقدمونها يمكن تقسيمهم إلى نوعين:
* النوع الأول: هو غالبًا صاحب العروض الأكثر خرقًا للعادة، والتي يستحيل تقديمها من قبل بشري على الأقل؛ هؤلاء هم أصحاب النسخ واللصق، الذين ينسخون المقالات والتصميمات والقوالب دون أخذ إذن أصحابها، ويقومون ببيعها على أساس أنها حصرية، أو هم الذين يستخدمون البرامج لعمل خدماتهم اليدوية، وغالبًا ما تكون أعمالهم غير دقيقة وسيئة، أذكر منهم على سبيب المثال: مستخدموا Google translate لخدمات الترجمة.
أنصح هذا النوع بمراجعة أنفسهم، وأن يعلموا أن هذا الموقع ليس منتدى أو ماشابه، أنتم تكسبون منه أموالًا لقاء ما تقدمونه من خدمات، فاحرصوا على جودة خدماتكم، فإن لم تفعلوا فأنتم بذلك تكسبون مالًا حرامًا، وتذكروا قول رسولنا ﷺ: "لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به"، أو كما قال ﷺ.
النوع الثاني: وهو أمين في عمله، متقن له، لكن لا يجد مشترين يطلبون خدماته، فيضطر يائسًا إلى تخفيض سعر خدمته، أو زيادة كمية ما يقدمه مقابل ثمن زهيد؛ ليتمكن من التنافس مع البائعين الأقدم منه، ظنًا منه أن ذلك يفلح حقًا، حتى وإن كانت هناك فائدة تعود من هذا الأمر؛ إلا أن هناك مضار عديدة ألخصها في الآتي:
- تضيع أغلب يومك، وتسهر الليل، وتهلك جسدك؛ في سبيل تنفيذ تلك الخدمة المستحيلة، وأضف إلى ذلك صحتك التي يمكن أن تتدهور بسبب ذلك، وأيضًا رسوم اشتراك الإنترنت، والعديد من العوامل الأخرى التي لم تحسب حسابها؛ كل ذلك لتحصل في النهاية على 5 دولار فقط.
- عندما تجعل خدمتك التي تقدمها رخيصة ثمنًا، فهذا يكوّن صورة في أذهان الكثير من المشترين أنك بحاجة ماسّة للمال؛ ما يدفعهم لاستغلالك وطلب أشياء زائدة على الموجود في وصف الخدمة، وإن رفضتَ يتم تهديدك بالتقييم السلبي.
- إذا بعتَ أول ثلاث خدمات مثلًا، وتريد الآن رفع السعر سيكون ذلك صعبًا جدًا، وربما يتخلى عنك بعض عملائك الدائمين.
الحلول التي أقترحها لهذا النوع كالآتي:
- التسويق التسويق التسويق: نعم، هذا هو العنصر المهم الذي يغفل عنه الكثير من البائعين الجدد، تجد خدمة عادية جدًا مبيعاتها عالية جدًا، بينما تجد خدمة من أفضل ما يكون من الخدمات ليس لها أي مبيعات. لن أفصّل في هذا الموضوع يمكنك أن تبحث عن بنفسك لتدرك أهمية التسويق، أنصحك بمقالات مدونة خمسات ستساعدك كثيرًا.
- في قسم الطلبات غير الموجودة عندما تقدم عرضًا لصاحب الطلب، يمكنك وضع عدد معين للشيء الذي تقدمه زائد هدية، بحيث يكون كل ذلك في حدود (المعقول)، مثلًا: كتابة 20 صفحة وورد بـ5 دولار بزيادة 10 صفحات هدية لأول خمسة مشترين، قد تتعب (قليلًا)، ولكن ذلك يصب في مصلحتك، ويجلب المشترين.
- قم أيضًا بإنجاز أعمال بالمجان، خذ فيها وقتك، ولا تنهك نفسك، ثم قم بنشرها في قسم "نماذج أعمال قمتُ بتنفيذها"، فالمشتري سيفضل البائع الذي الذي لديه نموذج سابق، يتأكد به من جودة العمل.
لا تضيع وقتك وتنهك نفسك أخي البائع، أنت لستَ روبوتًا أو إنسانًا خارقًا مثل الذين نراهم في الأفلام والقصص المصورة، فحتى لو كانوا موجودين في الحقيقة، وأضافوا خدمات في موقع خمسات، صدقني سيضعون سعرًا كبيرًا بسبب الميزات الخارقة التي لديهم؛ جهدك ووقتك ومهاراتك تستحق أكثر مما تتصور، اِسعَ إلى رزقك ولا تتعجله، فما الرزق إلا من عند الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليقات (29)
آخر المساهمات
