كانت ليلى تمشي مع والدها على كورنيش النيل في القاهرة. سألت وهي تنظر إلى الماء: "يا بابا، ليه الناس بتحب النيل كده؟"
ابتسم الأب وقال: "يا ليلى، النيل ده اللي شرب منه أجدادنا من آلاف السنين، وهو اللي زرعوا على ضفافه القمح والقطن. من غير النيل، ماكنش فيه حياة ولا حضارة اسمها مصر."
ظلت ليلى تنظر إلى النيل، وشعرت أن قلبها يكبر من الفخر. ثم قالت بحماس: "أنا كمان هاحب مصر وأحافظ عليها، زي ما جدودنا عملوا."
ضحك والدها وربت على كتفها قائلًا: "أيوه يا ليلى، اللي بيحب مصر يحافظ عليها ويخدمها بكل حب."
ومن ذلك اليوم، كلما رأت ليلى النيل، وضعت يدها على صدرها وقالت: "أنا فخورة إني مصرية."
لقد استطعتِ إيصال رسالتكِ بأقل عدد من الكلمات، ضمن إطار قصصي توعوي يناسب أكثر من شريحة عمريّة. إن استخدام مزيج لغوي من العربيّة الفصحى (لغة الراوي) والعامّيّة المصريّة (لغة الشخصيّات) من شأنه أن يجعل القصّة أقرب إلى مزاج القارئ العربي عمومًا، والمصري خصوصًا.
وقد شدّني في مهارتك التعبيرية سلامة الصياغة وسلاسة الأسلوب ودلالة الكلمات وترتيب الفقرات وحُسن استخدام علامات الترقيم التي يتّضح لي أنّها تتوافق مع الطريقة الأوروبّية، لا سيّما في الحوار والتنصيص، ما يجعل كتابتكِ قابلةً للترجمة التي لا أستبعد أن تكون واحدةً من مهاراتك.
قصتك تلمس القلب كالنسمات التي تهب من فوق ماء النيل، تجمع بين البساطة والعمق، وبين حب الطفلة البريء وحكمة الأب العاشق لوطنه.
لقد جعلت ليلى رمزًا لكل طفل مصري يتعلّم منذ صغره أن النيل ليس مجرد ماء يجري، بل هو حياة وتاريخ وحضارة. وكلمات الأب جاءت مثل النيل نفسه: صافية، عذبة، تشق طريقها إلى القلب بلا استئذان.
أجمل ما في القصة أنها تزرع فينا المعنى الحقيقي للوطنية: ليست شعارات نرددها، بل شعور بالفخر ومسؤولية بالمحافظة على مصر كما فعل الأجداد.
كأنني أرى ليلى الآن، تقف على شاطئ النيل، تضع يدها على صدرها وتبتسم، فيكبر معها الحلم بمصر أجمل وأقوى. قصة قصيرة، لكنها كالنيل… لا تنتهي رسالتها.
ليلى الصغيرة لم تكن تسأل عن النيل فقط، بل كانت تبحث عن سرّ مصر في قلب أبيها. وحين أخبرها أن النيل هو الحياة، أدركت أن حب الوطن يسكن الماء والهواء والتراب. من تلك اللحظة صارت ليلى رمزًا لجيل جديد، جيل يضع يده على صدره بفخر، ويقول: أنا مصر
يا نيلُ فيك الحبُّ يسكب سرَّهُ ومن ضفافك يبدأ الفخرُ الأصيلْ ليلى تُردِّد من صميم مشاعرٍ قصة رائعة جدًا كتبتها بأسلوب بسيط لكنه دافئ ومليء بالمعاني الوطنية، وتصلح كحكاية قصيرة للأطفال عن الانتماء وحب الوطن. تحياتي لك من المغرب بالتوفيق لك و المزيد من التألق تابع