يُعتبر التدخين من أكثر العادات السيئة المنتشرة في العالم، حيث يدمنه الملايين رغم أضراره الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية. يحتوي الدخان المنبعث من السجائر على آلاف المواد الكيميائية، منها ما لا يقل عن 70 مادة مسرطنة، والتى بالطبع تُؤثر على كل أجهزة الجسم، مما يجعل التدخين سببًا رئيسيًا للعديد من الأمراض القاتلة مثل: السرطان، وأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفسي.
ما هي أضرار التدخين، وما تأثيره على الأطفال والحوامل، وكيف تستطيع الإقلاع عنه؟ كل هذا وأكثر سنعرفه في هذا المقال، تابع معنا…

ما هي أضرار التدخين على الانسان؟
يُؤثر التدخين على كل شئ، بدءًا من مظهر بشرتك وأظافرك، وصولًا إلى كيفية عمل أنسجتك و أعضائك، وحتى حمضك النووي. تبدأ آثار التدخين على جسمك منذ لحظة إشعال سيجارة. تبدأ آلاف المواد الكيميائية المنبعثة من حرق التبغ رحلتها الضارة حتى قبل أن تستنشق سيجارة.
فيما يلى توضيح للأضرار والآثار الجانبية التي يُعاني منها المدخنين:

• أضرار التدخين على الصحة
1/أمراض الجهاز التنفسي
يُعاني المُدخنون من مشاكل تنفسية تَعيق وصول الأكسجين للرئتين، مما يُؤدى للإصابة بضيق التنفس، وتشمل هذه المشاكل ما يلي:

- الانسداد الرئوي المزمن (COPD): وهو مرض يجعل التنفس صعبًا نتيجة تلف الحويصلات الهوائية، حيث ينتقل أول أكسيد الكربون الموجود في الدخان من الحويصلات الهوائية إلى الدم، مما يُؤدي إلى استنزاف الأكسجين من خلايا الدم الحمراء، مما يُؤدي إلى نقص الأكسجين في خلاياك وأنسجتك.

- قد يؤدي نقص الأكسجين إلى الشعور بضيق في التنفس، فتُنبِه خلاياك جسمك إلى حاجتك إلى المزيد من الأكسجين، لكن هذا يُسبب الالتهاب وتكوين المخاط، مما يزيد من صعوبة التنفس.

- سرطان الرئة: 90% من حالات سرطان الرئة مرتبطة بالتدخين.
- الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمنة: مما يُؤدى إلى صعوبة في التنفس والسعال المستمر.

2/ الأمراض القلبية والوعائية
يُسبب التدخين تصلب الشرايين، مما يزيد من خطر ما يلى:

- الأزمات القلبية: بسبب انسداد الشرايين المغذية للقلب.
- السكتات الدماغية: نتيجة تجلط الدم في شرايين المخ.
- ارتفاع ضغط الدم: بسبب تأثير النيكوتين على الأوعية الدموية.

- السرطانات المختلفة
يُسبب التدخين أو يزيد من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. كما تشير الأدلة إلى أن المدخنين أثناء تلقيهم علاج السرطان تكون نتائجهم أسوأ، ويكونون أقل استجابة للعلاج، وأكثر عُرضة لعودة السرطان (تكرار الإصابة).

لا تقتصِر أضرار التدخين على سرطان الرئة فقط، بل يزيد من خطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطانات مثل:

سرطان الفم والحنجرة.
سرطان المثانة.
سرطان البنكرياس.
سرطان الكلى.
سرطان المستقيم.
سرطان عنق الرحم.

3/ التأثير على الجهاز التناسلي والخصوبة
• أضرار التدخين على الرجل: يؤدي إلى ضعف الانتصاب؛ نتيجة تأثيره على تدفق الدم.

• عند النساء: يسبب اضطرابات في الدورة الشهرية، وقد يؤدي إلى العقم.

4/ التأثير على الحمل والجنين
يُعيق تَضيُّق الأوعية الدموية في المشيمة والحبل السري تدفق الدم إلى الجنين. يحمل الدم المتدفق أول أكسيد الكربون والنيكوتين ومواد كيميائية ضارة أخرى، مما قد يمنع الجنين من الحصول على كمية كافية من الأكسجين ويتلف حمضه النووي.

إذا كانت المرأة المدخنة حامل فقد تتعرض للإجهاض أو الولادة المبكرة.

قد تحدث مشاكل أثناء الولادة تشمل: انخفاض وزن الجنين عند الولادة، أو قد يكون عُرضة للتشوهات الخلقية.

زيادة خطر إصابة الطفل بمشاكل تنفسية مستقبلًا.

5/ التأثير على الجهاز المناعى
- يضعف قدرة الجسم على محاربة العدوى.
- يزيد من خطر الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الرئة.

- يزيد التدخين من مقاومة الأنسولين، ما قد يُمهد الطريق للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري. أما إذا كنت مصابًا بمرض السكري، فقد يؤدي التدخين إلى إسراع حدوث مضاعفات مثل مرض الكلى ومشكلات العين.

•التدخين السلبي وتأثيره على المحيطين
التدخين السلبي واضراره ليس مُقتصرًا فقط على المدخنين، بل تُؤثر على غير المدخنين المحيطين بهم، وخاصةً الأطفال والنساء الحوامل.
استنشاق الدخان يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى والقلب، وأيضًا الأطفال الذين يُدخِن آباؤهم هم أكثر عُرضةً لحدوث الربو والتهابات الأذن ونزلات البرد، كما قد يُؤدي إلى الموت المفاجئ عند الرضع.

6/ التأثير النفسي والاجتماعي للتدخين
يُؤدي النيكوتين إلى تغيير كيمياء الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية بما في ذلك اضطراب الاكتئاب الشديد (بالإنجليزية: Major Depressive Disorder)، والاضطراب ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar Disorder)، وغيرها.

يُفرِز النيكوتين مواد كيميائية في دماغك، حيث يتم إطلاق الدوبامين، وهو أحد الناقلات العصبية، في مركز المكافأة في الدماغ ويُسبب الشعور بالسعادة وتحسين المزاج. كلما دخنت أكثر، ازدادت كمية النيكوتين التي تحتاجها للشعور بالراحة. سرعان ما يُصبِح النيكوتين جزءًا من روتينك اليومي و يرتبط بعاداتك ومشاعرك.
قد يُشعرك التدخين بما يلي:
مريح وهادئ.
مفعم بالنشاط والحيوية.
أكثر قدرة على التركيز على المهام.
مما يُشعرك بالسوء عند عدم الحصول عليه، فتُسبِب الإدمان، وتجعل الإقلاع عن التدخين صعبًا.

التوتر والقلق: رغم أن البعض يدخنون لتخفيف التوتر، إلا أن التدخين نفسه يُسبب زيادة التوتر على المدى الطويل.
المشاكل العامة: قد يُؤدي إلى العُزلة بسبب رفض المجتمع للتدخين في الأماكن العامة والمغلقة.

7/ التأثير الاقتصادي للتدخين
يتم إنفاق مبالغ كبيرة شهريًا على السجائر، مما قد يؤثر على الوضع الاقتصادي للفرد وللأسرة، كما يتم دفع مبالغ كبيرة لعلاج ما دمره النيكوتين ومعالجة الأمراض المزمنة الناتجة عنه.

• كيف يمكن الإقلاع عن التدخين؟
الإقلاع المفاجئ: يعني ذلك الإقلاع عن التدخين دفعةً واحدةً، دون أدوية أو بدائل للنيكوتين. قد تنجح هذه الطريقة مع بعض الأشخاص، لكن علاقة جسمك بالنيكوتين قد تجعلها صعبة.

استخدام بدائل للنيكوتين: ليست أكثر فاعلية في مساعدة الأشخاص في الإقلاع عن التدخين مقارنةً بالأدوية البديلة للنيكوتين.

ليس من الأفكار الجيدة استبدال نوع التبغ المستخدم للتدخين بنوع آخر. التبغ غير آمن بأي شكل من الأشكال. لذلك تجنب المنتجات التالية:
لصقات النيكوتين أو أقراص الاستحلاب أو علكة النيكوتين.
بخاخ أنفي أو بخاخ استنشاق يحتوي على النيكوتين.
استخدام السجائر الالكترونية.

تغييرات نمط الحياة: عن طريق ممارسة المزيد من التمارين الرياضية، وتغيير روتينك، أو استخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يمكن أن تساعدك على الشعور بتَحسُن والتخلص من العادات المرتبطة بالتدخين.

اللجوء للمساعدة الطبية: قد يصف لك طبيبك دواء بوبروبيون أو فارينيكلين لتخفيف أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات.

البحث عن دعم: الدعم الاجتماعي هو العامل الرئيسي لتحقيق حياة مستقرة وسليمة وخالية من التدخين. فاطلب من عائلتك وأصدقائك وزملائك في العمل الدعم والتشجيع. كن واضحًا وأخبرهم بما قد يساعدك أكثر.

• ما هي أعراض الإقلاع عن التدخين فجأة؟
تتشابه أعراض الإقلاع سواء كانت فجأة أو بشكل تدريجى حيث يؤدى الإقلاع عن التدخين إلى:

توق شديد للسجائر وأيضًا إلى أعراض مثل القلق والاكتئاب (تكون في مُعظمها خفيفة وفي بعض الأحيان شديدة).
عدم القدرة على التركيز والتهيج والجوع والتعرق.
الدوخة والصداع وآلام البطن والغثيان.
أرق وصعوبة التركيز.
تميل أعراض السحب أو الامتناع عن النيكوتين إلى أن تكون أكثر شدة في أول يومين إلى 3 أيام من عدم التدخين، ثم تهدأ في خلال 2 إلى 4 أسابيع.

بمجرد التوقف عن التدخين، سوف تتحسن صحتك، بما في ذلك:

انخفاض ضغط الدم ومعدل النبض.
ارتفاع في درجة حرارة اليدين والقدمين.
يعود مستوى أول أكسيد الكربون في دمك إلى طبيعته.
زيادة مستويات الأكسجين في دمك.
انخفاض خطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
تعود لك القدرة على التذوق والشم.
تحسين الدورة الدموية.
انخفاض السعال واحتقان الجيوب الأنفية وضيق التنفس.
زيادة في مستوى الطاقة لديك.

التدخين ليس مجرد عادة سيئة، بل هو خطر حقيقي يُهدِد حياة الإنسان وصحته. الإقلاع عنه ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب إرادةً قويةً ودعمًا من المحيطين. البدء بخطوات صغيرة يمكن أن يكون بداية لحياة أكثر صحة وسعادة.

Reference.
https://www.cancer.org
https://www.who.int
https://www.cdc.gov

Written by Dr/ Fatma Elsayed