تخيل أنك في تجمع عائلي، تتجاذبون أطراف الحديث وبدأ المتواجدون يتحدثون عن أنفسهم ، وجاء دورك الآن، وبينما أنت تتحدث باسترسال متحمساً عن إحدى تجاربك الملهمة او مواقف طريفة تعرضت لها ، قاطعك أحدهم فى وجود الجميع قائلاّ ( ما تقوله ليس مهماً ! ) وبدأ هذا الشخص يسرد حديثاً آخراً يخصه متجاهلاً ما كنت تقوله.
هل مررت بهذا الموقف المحرج من قبل؟ لقد حدث هذا معى أنا أيضاً.
الأشخاص المحرجون لا يهمهم من أنت ولا ماذا تقول، كل ما يريدونه هو أن يجدوا طريقة لجذب الأنظار إليهم على حساب الآخرين، هم مستعدون دائما لإحباطك. من المؤكد أن لديهم ما يشبه "الفلتر" الذى يمرر كل ماهو جيد دون الالتفات إليه، ويركز على العيوب فقط. هؤلاء الأشخاص المحرجون لا يعرفون للمدح طريقاً، هم فقط يتقنون فن الانتقاد والتقليل من شأن الآخرين!
لكى نواجه الحياة يلزمنا هدوء البال والسكينة، لذا لابد من معرفة الطريقة التي يمكننا التعامل بها مع مثل هؤلاء. إليكم ٦ خطوات تساعد على التعامل مع الأشخاص المحرجين؛
1- اسأل نفسك: هل الشخص الذى يتعمد إحراجك يتعمد أيضاً إحراج الآخرين ؟
فى المرة القادمة، عندما يجمعك لقاء مع أحد الأشخاص المحرجين في وجود آخرين ، قم بملاحظة ما يصدر عن هذا الشخص من تصرفات تجاه الآخرين. هل يعطى نفس الانتقادات؟ هل يركز فقط على عيوبهم؟ هل يقوم بنفس التصرفات التى من شأنها إحراج الموجودين؟ إذا كانت الإجابة نعم، إذا نحن أمام شخص يهوى إحراج الآخرين! لذلك عليك أن تدرك أن المشكلة لا تتعلق بك، ولكن تتعلق بنفسية هذا الشخص الذي غالباً ما يفتقر إلى الثقة بالنفس فيقوم بتعويض ذلك النقص فى هيئة انتقادات لاذعة ومحرجة. أى أن كل انتقاد يعكس شيئا داخله فلا تأخذ هذه التعليقات على محمل شخصى ولا تجعل نفسك فى وضع دفاعى ضد هؤلاء المحرجين.
2- لاتعرّض نفسك للإحراج بعد الآن!
من طبيعة البشر حب المشاركة والتحاور ، لذلك يقوم أغلبنا بفتح مجالاً للحوار، أو أخذ رأى الآخرين في شئ ما، كل ذلك يبدو جيداً، ولكن ماذا لو كان الطرف الآخر من الأشخاص المحرجين؟! حتماً الأمر ليس فى صالحك لذا لا تفتح للأشخاص المحرجين نافذة لاتستطيع غلقها. أى لا تفتح معهم حواراً ولا تطلب منهم رأياً، كى لا تسنح لهم الفرصة بانتقادك وإحراجك. لا تتوقع رد فعل مختلف، ففي كل مرة تحاورهم سوف يحرجونك فلا تضع نفسك فى هذا الموضع ولا تعرض نفسك للإحراج مرة أخرى.
ماذا لو كان هذا الشخص أحد الوالدين، أو شريك الحياة؟ يمكنك التحدث بهدوء عما يزعجك، وضّح له أن ذلك التصرف يضرك، اذا تفهّمك فذلك فضل الله، وإذا لا، فاغلق النافذة ولا تعرض نفسك للإحراج واعرف ما المواضيع التي تثير انتقاداته وتجنبها فى وجوده.
3- دع النار تأكل نفسها!
لن تستطيع أنت ولا أنا ولا أي قوة سحرية منع الأشخاص المحرجين عن ممارسة هواياتهم في إحراج الآخرين، لذا الحل الأمثل والوحيد هو التجاهل. كن هادئا ولا تدع ملامح وجهك يبدو عليها الحزن والانزعاج لأن ملامح الانزعاج تغذى شيئاً بداخل هؤلاء. تذكر دائما: ليس لدينا القدرة على التحكم فى تصرفات الآخرين، ولكن لدينا القدرة على تجاهلهم.
4- أنظر من الجانب الآخر.
هذه النصيحة قد لا تعجب الكثيرين، حسناً فهى لم تكن تروق لى قبل فترة، ولكن تيقنت من صحتها فيما بعد. ما رأيك أن تفكر ( لدقائق قليلة ) بطريقة حيادية فيما يقوله لك الشخص الذى أحرجك، فكر في سبب انزعاجك، هل ما قيل لمس شيئا بداخلك؟ هل هو محق ّبشكل أو بآخر؟ قالوا قديما "عين الناقد بصيرة" قد يكون الانتقاد يحمل شيئا من الصواب، لذا من المفيد لك أن تتعامل مع النقد على أنه يوضح لك شيئاً ما لم تكن على دراية به. ففى بعض الأحوال يكون غرض الأشخاص المحرجين هو تقديم النصيحة ولكن تنقصهم اللباقة وحسن التصرف. فنصيحتى لك هى أن تسعى للتفريق بين النقد بغرض الإحراج والنقد بغرض الإصلاح. تجاهل الأولى، واستفد من الثانية. وذلك بقليل من التفكير وهذا يقودنا إلى النصيحة الخامسة.
5- لا تظهر ردة فعل سريعة.
إذا تعرضت إلى "جرعة" من الإحراج، فمن الجيد أن تنتظر قليلاً . اهدأ ولا تبدي ردود أفعال تندم عليها لاحقاَ. فكر ثم قرر ما يمكن فعله تجاه الموقف. يجعلك هذا تبدو أكثر ثقة واتزاناً، مما يصعّب المهمة على الأشخاص المحرجين الذين يتعمدون الإساءة إليك. الثقة بنفسك هى المصل الذى يبطل كل محاولات احباطك. كن واثقاً متزناً ولا تلق بالاً لمن يتعمد احراجك.
6- ابتسم!
ابتسم حتى لو كانت ابتسامة مصطنعة! الابتسامة تجعلك تسيطر على الأمور، كما تجعل الطرف الآخر يتراجع قليلاً ويشعر أنه لن يستطيع التأثير فى مزاجك. الابتسامة تعتبر رسالة للأشخاص المحرجين مضمونها: ((لا يستطيع أحد إحراجي.. لا يمكنكم التقليل من شأني )). الابتسامة هى السر الدائم والثابت فى كل المواقف التى تتعرض فيها للإحراج. فقط ابتسامة واثقة مع لحظات من الصمت.