الادارة الاستراتيجية في المنظمات التي لا تهدف للربح
مقدمة
قد يتوقع العديد من الاشخاص وجود اختلافات بين المنظمات الربحية وغير الربحية ، وغيرها من المنظمات، ولكن ربما لا يدركون بانه مع وجود العديد من الاختلافات الا ان هناك العديد من الامور المتشابهة كممارسة التحليل الاستراتيجي للبيئة الداخلية والخارجية ومعرفة التحديات المتوقعة وما هي الفرص التي قد تواجهها هذه المنظمة او تلك ؟ وتقوم بتحديد الرؤية والرسالة والاهداف وغيرها العديد، وربما يكون الاختلاف الوحيد هو الربح هل تهدف هذه المؤسسات الى الربح ام لا ؟؟
ويتناول هذا الفصل في شكل اساس تحديد الاختلافات بين المنظمات الهادفة للربح وتلك التي لا تهدف الى الربح في مجال ممارسة عمليات الادارة الاستراتيجية، وبيان اهميتها فيها وتحديد انواع المنظمات الغير هافة للربح .
ولكن قبل الحديث عن هذه الامور ، يجدر بنا معرفة ما هذا المفهوم الذي اصبح شائعا ومتداولا بشكل كبير وبعدة مجالات، لعل المفهوم الاسهل والابرز للمنظمات التي لا تهدف للربح هو : تلك المنظمات التي قد تؤسسها الدولة او القطاع الخاص او تكون دولية كالامم المتحدة، وتهدف لتقديم خدمات نافعة للمجتمع يصعب على القطاع الخاص تقديمها ، ومن اسمها فهي لاتهدف لتحقيق الربح وانما لتحقيق الرفاه لافراد المجتمع المحلي ، كالعمل مع الاجئين ، وتكون خدماتها اما مجانية بالكامل او تقدم باسعار رمزية.
اهمية الادارة الاستراتيجية في المنظمات التي لاتهدف للربح
بعد التطرق لمفهموم هذه المؤسسات لعل السؤال الذي يتبادر الى ذهنك هو ما اهمية مثل تلك المؤسسات ولماذا يتم الحديث عن اهمية الادارة الاستراتيجية لها بشكل منفصل عن غيرها من المنظمات؟
لعل الاهمية الاكبر للادارة الاستراتيجية لهذه المنظمات هو انها تعمل في بيئية ديناميكية متغيرة بشكل سريعن وتعمل في ضل عدم وضوح الاهداف ، وتضارب المصالح بين الاطراف المختلفة التي تتأثر بخدمات تلك المنظمات. بحيث يكون اسلوب الادارة الاستراتيجية هو الاسلوب الوحيد والامثل من توقع المشكلات والفرص المستقبلية بشكل ادق ، كما بينت التجارب والخبرات المتراكمة بأن المنظمات التي تمارس الادارة الاستراتيجية تتفوق في ادائها عن تلك التي لاتمارسها ، كما انها توفر للعاملين والمتعاملين مع تلك المنظمات اهدافا واتجهات واضحة عن مستقبلها ، مما يخلق جو من الاريحية في التعامل معها للاطراف الخارجية ، ونوع من الاستقرار النفسي والوظيفي للعاملين فيها .
كما انها تساعد في التخصيص الامثل للموارد حسب الاستخدام المتعددللأنشطة حسب الاهمية والاحتياجات المختلفة ، كما انها تسهم في اعداد القيادات العليا وتنمية مهاراتهم القيادية من خلال المشاركة في انشطة الادارة الاستراتيجية، وتساعد المدراء والعاملين للتحول الى الاداء المبادر وليس الاداء المعتمد على ردود الفعل كاستجابة للمتغيرات المختلفة في العمل . وتؤدي الى تحسين جودة القرارات مما يخفض التكلفة الناتجة عن سوء اتخاذ القرارات . وتسهم كذلك في تخفيف حالات عدم الوضوح والتأكد كما تعمل على التخفيف من حدة تصارع القيم والغموض وعدم التأكد البيئي، وعدم وضوح المعلومات المتعلقة بالاداء.

انواع المنظمات التي لاتهدف للربح
تختلف وتعدد انواع المنظمات التي لاتعهدف الربح، كالمنظمات التي تهدف لتحقيق الربح، فلكل مجال العديد من الانواع ويوجد اختلافات جوهرية بينها من حيث الحجم والاهداف ونوع الملكية وأساليب الادارة وغيرها الكثير ، ويمكن تصنيفها في ثلاث مجموعات رئيسية هي :
 المنظمات العامة التي لاتهدف للربح : وهي المنظمات التي تؤسسها وتديرها الحكومة، اي تكون ملكيتها عامة ، وعادة ترتبط بالحكومة بشكل مباشر ، وتحصل على الاموال الازمة لها للاستمرارية من خلال الرسوم والضرائب والعمولات ، ومن ابرز الامثلة عليها الوزارات المختلفة واجهزة الامن والهيئات المختلفة كهيئة تنشيط السياحة وغيرها .
 المنظمات الخاصة التي لاتهدف للربح: وهي منظمات يؤسسها القطاع الخاص بهدف تقديم الخدمات المختلفة نافعة وليس بهدف الحصول على الارباح، وتندرج تحت مفهوم المسؤلية الاجتماعية للقطاع الخاص تجاه المجتمع المحيط به ، وتحصل على الاموال الازمة لعملها واستمراريتها من خلال ارباح المنظمة التي تؤسسها ، ومن ابرز الامثلة عليها مؤسسة بيل جيتس للأعمال الخيرية التي اسستها مايكروسوفت ، ومؤسسة عبد الحميد شومان التي أسسها البنك العربي.
 المنظمات الأهلية غير الحكومية : وهي منظمات يتولى تأسيسها وادارتها المجتمع المدني وغالبا ما تتم ادارتها من قبل هيئة منتخبة ، وتحصل على الاموال الازمة لها من اشتراكات الاعضاء والمساهمات التي يقدمها بعض الاشخاص او المؤسسات ، وربما من بيع بعض المنتجات او الخدمات،ومن ابرز الامثلة عليها النوادي العامة والجمعيات الخيرية.

اهمية المنظمات التي لاتسعى للربح
لعله بعد الحديث عن ما هي هذه المنظمات وما دورها وما هي انواعها وما اهمية التخطيط الاستراتيجي من المهم معرفة لماذا اصبحت مثل هذه المنظمات مهمة وضرورية الوجود في هذا العالم المتغيير ، ولما كل هذا الاهتمام بها ؟
تقلص دور الدولة الاقتصادي في اطار تهيئة المناخ لنمو القطاع الخاص، وكذلك تقليص الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطنين ، فاصبح ينظر لهذه المنظمات كوسيط للتنمية المحلية وتوفير بعد الخدمات الاساسية للمواطنين . كما اصبحت هناك حاجة لوجود روابط ومجموعات منظمة تتولى الدفاع عن حقوق الفئات الاجتماعية المختلفة وحمايتها، وتحسين مستويات المعيشة والمطالبة بتنفيذ قوانيني وبرامج متعددة لتحقيق الصالح العام للمجتمع.

المراجع
جرادات؛ناصر ؛الادارة الاستراتيجية منظور تكاملي حديث؛ اثراء للنشر والتوزيع؛ عمان؛ الاردن؛ 2013