تحليل لتصرّفات صغيرة لكنها مؤثّرة : منذ بدايتي في منصة خمسات، كنت دائمًا أظن أنّ النجاح مرتبط بالمهارة وحدها كنت أركّز على جودة العمل، وأنا واثق أنّ الجودة كافية لتجلب لي العملاء. لكن مع مرور الوقت، بدأت أكتشف أن هناك تفاصيل صغيرة، قد تبدو تافهة في ظاهرها، لكنها قادرة على تحويل يومٍ مليء بالطلبات إلى يوم بلا أي تفاعل.
كنت دائمًا أتساءل: كيف يمكن لبائع ماهر أن يخسر فرصة ذهبية دون أن يدرك؟ ولماذا تظهر بعض الخدمات أقل ممّا تستحق، رغم جودة صاحبها؟ وبين تجربة وأخرى، بدأت ألاحظ نمطًا متكرّرًا
1. الردّ المتأخّر أكثر خطورة مما نظنّ: كم مرة وصلني عرض من مشتري محتمل ثم أجبته بعد ساعات؟ كنت أفكّر أن “لا بأس، سيردّ لاحقًا”. لكن الحقيقة أن المشتري – في كثير من الأحيان – ينتقل إلى بائع آخر، لأنه ببساطة يريد إنجازًا سريعًا أو تواصلًا واضحًا. ردّ بسيط متأخر بدقائق قد يضيع فرصة لا تُعوّض.
2. وصف الخدمة هل نكتب ما نعرفه أم ما يحتاجه المشتري؟: كنت أكتب وصفًا تقنيًا طويلًا، أضف مهاراتي وأدواتي وقدراتي. لكن ما لم أكن أفهمه آنذاك، أن المشتري لا يبحث عن “مهاراتي”، بل يبحث عن راحة البال. يريد أن يعرف: ما الذي سأقدّمه له؟ كيف سيستفيد منه؟ وما الذي يضمن حصوله على نتيجة ترضيه؟ وصف ضعيف يعني ثقة ضعيفة يعني فرصة ضائعة.
3. نبرة الرسالة الأولى بداية تحدّد مصير الطلب: في أحد الأيام راسلني مشتري مهتم، فرددت بطريقة رسمية باردة: “مرحبًا، يمكن تنفيذ المطلوب، ما هي التفاصيل؟” لم يرد بعدها. أعدت قراءة الرسالة لاحقًا، وشعرت أنها خالية من الروح، بلا اهتمام، بلا لمسة شخصية. تعلّمت بعدها أن نبرة الرسالة قد تكون الفارق بين عميل عابر وعميل دائم.
4. تجاهل التفاصيل الصغيرة كلفني أكثر مما تخيّلت: أحيانًا يذكر المشتري كلمة صغيرة في طلبه: “أريد تسليمًا سريعًا”، “أحتاج جودة عالية”، “أريد اقتراحات”. تجاهل هذه الكلمات يجعل البائع يبدو غير مهتم. لكن الانتباه لها، والحديث عنها مباشرة، يحوّل المشتري من شخص متردّد إلى زبون واثق.
5. عدم إظهار الأعمال السابقة وكأنك تقول: خذ خطوة في الظلام!: كنت أظن أن الجودة ستظهر وحدها. لكن اكتشفت أن المشتري يحتاج أن يرى، ولو نموذجًا واحدًا، ليطمئن. مجرد عرض عمل سابق – مهما كان بسيطًا – يفتح الباب لفرص لم تكن لتحدث إطلاقًا.
الخلاصة: ليست المشكلة في البائع بل في التفاصيل التي يظنّها غير مهمّة كل فرصة ضاعت مني كانت بسبب تصرّف بسيط لم أنتبه له: رسالة قصيرة، وصف غير واضح، ردّ متأخر، مثال ناقص ولكن هذه التفاصيل الصغيرة، حين اجتمعت، صنعت فارقًا هائلًا في مسيرتي.
ووصلتُ اليوم إلى قناعة واضحة: البائعون لا يخسرون الفرص لأنهم غير موهوبين بل لأنهم لا يعطون التفاصيل وزنها الحقيقي. وحين نبدأ في الانتباه لهذه التفاصيل، نكتشف أن النجاح في خمسات ليس معقّدًا. بل يحتاج فقط إلى وعي، واهتمام، ونبرة تواصل تشبه الإنسان لا الآلة. تحياتي المصمم تامر محمد
الله يعطيك العافيه استاذ تامر ، والله نصائحك مفيده جدا ، قلت و ما زلت اقول " انت مصدر إلهام لكل شخص في خمسات " شكرا لأنك شاركتنا قصتك ، و أتمنى النجاح للجميع .