قد يبدو العنوان غريبًا بعض الشيء، وربما خارجًا عن المألوف… فمن الطبيعي أن تتساءل:
"كيف تكون هناك ضريبة لكوني بائعًا مميزًا أو موثوقًا؟ أليست هذه رتبة أفتخر بها؟"
نعم، هي رتبة شرفية فعلًا، وتدلّ على جهدك، خبرتك، وسجلك الناجح. لكن… هل تذكّرت أن الوصول لها لم يكن سهلًا؟ والأهم: الحفاظ عليها أصعب بكثير من الوصول إليها.
كما يقولون: "الوصول للقمة صعب… لكن البقاء فوق هو التحدّي الحقيقي."
البائع والمشتري… علاقة دائمة الصراع
في عالم العمل الحر، دائمًا هناك طرف يريد الخدمة بأقل سعر ممكن (المشتري)، وطرف يريد بيعها بأعلى قيمة ممكنة (البائع).
هذه المعادلة لا تختلف مهما ارتفعت رتبتك، من بائع جديد إلى بائع موثوق. لكن الحقيقة أن الرتب الأعلى تخفف فقط من حدّة المعاناة… ولا تلغيها.
ما الذي أقصده بالضبط؟
البائع الجديد: مشكلته الأساسية هي الوصول لأول عميل. فيقبل بأقل سعر، ولا يتوقع المشترون منه جودة خارقة.
أما البائع المميز أو الموثوق: فله الحق أن يطلب السعر الذي يراه مناسبًا، وأن يثق في قدرته على جذب العميل.
لكن هنا تأتي الضريبة…
الضريبة الحقيقية لكونك بائعًا مميزًا أو موثوقًا الضريبة ليست مالًا. بل هي التزام… ومسؤولية… ومنافسة مستمرة.
الضريبة هي: - أن تطوّر خدماتك باستمرار - أن تجدّد أفكارك - أن تهتم بمعرض أعمالك - أن تحافظ على جودة تواصلك - أن تظل متفوقًا في سوق يتطور كل يوم - أن لا تعتمد فقط على الرتبة وتظن أنها كافية لجلب العملاء
لأن الحقيقة هي: البائع الجديد اليوم… قد يصبح منافسك غدًا. ولو اعتمدت فقط على لقب بائع موثوق دون تطوير حقيقي… سيأتي الوقت الذي يتجاوزك فيه.
ربنا هو مقسّم الأرزاق. لكنّ الجهد هو الشيء الذي بيدك أنت وحدك. الوقت الذي يقضيه البائع الجديد في انتظار أول صفقة، وفي البحث داخل “الخدمات غير الموجودة”،
هو نفس الوقت الذي يجب أن يقضيه البائع المميز أو الموثوق في: - تطوير خدماته - تحسين أفكاره - متابعة الجديد - رفع جودة أعماله - دخول مجالات أكثر احترافية
لأن التوقف لحظة واحدة يعني أن غيرك يتحرك… وما دام غيرك يتحرك، فهو يتقدم.
الخلاصة
الرتب على خمسات ليست وسامًا تُعلّقه ثم تنساه… هي مسؤولية وثقة، تحتاج إلى تطوير دائم.
كونك بائعًا مميزًا أو موثوقًا ليس النهاية… بل هو بداية مستوى جديد تمامًا من المنافسة.