أودُّ أن ألفتَ انتباهكم إلى الاستخدام الخاطئ للفعل (قام) في بعضِ عروض الخدمات هنا. مثل: - سأقوم بتقديم شروحات... - سأقوم بعمل... - سأقوم بالتَّصميم... - سوف أقوم بتكبير... - سوف أقوم بإضافة... - أقوم بمساعدتك... . . . ... إلخ، من العبارات المُشابهة.
وهذا من أكثر الأخطاء الَّلغويَّة الشَّائعة التي يقع فيها حتَّى كبار الكتَّاب، استخدام الفعل (قامَ) في غيرِ موضعه.
سؤالي هنا..متى إذن يكون استعمال فعل"سأقوم" صحيحا؟ وهل أساسا استعمال "قام" بهذا المعنى خطأ فهناك معنى آخر ربما يكون هو الأصح: قام الرجل أي انتقل من وضعية الجلوس للوقوف
نعم أخت ام الأولاد ففعل قام فاللغة العربية فعل مستقل و ليس فعل مساعد ... يعني سأقوم بتصميم كذا معناه الحقيقي اني سأقف بتصميم !! هنا نرى الخطأ بستخدام هذا الفعل فغير محله
أنا أعتقد الأمر ليس خطأ، لأني أرى في اللغة وفي روايات كثيرة تستخدم نفس العبارة "قام الشخص بإحظار الأوراق" أو عبارات مشابهة، ممكن فعل قام يستخدم لعدة معاني وأنا شبه متيقن أن استخدامه صحيح هنا لأنه لا يعني فقط القيام بمعنى النهوض وإنما له معاني كثيرة "مثل تولي المهام وغيره".
مصدر الوهم لدى من أعتبرتهم مخطئين ، ليس لاعتباره فعلا مساعدا ، بل لأنه يعتبر من أفعال الشروع ، مثل الفعل ( جعل وجلس وقعد ) مثل قولنا جعلت أصلي ليلي كله ، أو جلست أضحك على الموقف ، أو قعدت أتأمل المنظر ... ولذلك لا يمنع أن نقول / فقمت أفكر مليا . وسأقوم بترتيب كذا أو سأقوم بتصميم كذا ... يعني سأشرع بعمل كذا ، والفعل قام مستخدم في لهجتنا المحلية ( قبيلة هذيل ) الأن حيث يقول فقمت على شعري وحلقته . واللهجة المصرية تستخدمه فتقول ( كلمته فآم زعل ) أظن ذلك والله أعلم
ما الفرق بين الجُملتين؟ أو هل هناكَ فرق؟ نعم، هناك فرق شاسع بينهما.
قام بالأمر، أي نهضَ به. فالفعل قام هنا، جاء من أصلِ معناه، وهو النُّهوض. والفعل له دلالةٌ معنويَّة، أنَّ من قامَ بهذا الأمر فعل فعلًا كبيرًا. أو أخذ على عاتقه فعل هذا الأمر. أي نهض به. فهي دلالة معنوية تدلُّ على شدَّةِ الاهتمام بالأمر، وأنَّهُ قام به، ووقف عليه، واعتنى به. تختلف عن فعل الأمر. لذلك هي صحيحة في معنى الفعل قام.
أمَّا قام بفعل الأمر، أعطوني شاهدًا واحدًا في اللغة العربيَّة يُجيزُ استخدام الفعل (قام بفعلِ كذا) وليس (قام بالأمر). طبعًا أريدُ شاهدًا من الشَّواهد التي يُعتدُّ بها فهناك شواذ لا يُعتدُّ بها. الذي أتحدَّثُ عنه، مثال: (قامَ الوزيرُ بافتتاحِ المدرسةِ). لا يوجد تركيب في العربيَّة اسمه (قام الوزير بافتتاح المدرسة)، الصَّواب أن نقول: (افتتحَ الوزيرُ المدرسة).
الوهمُ ليس عندي يا أستاذ حمد. هذا حجة عليك لا لك؛ لأنَّ الأخطاء الشَّائعة يعني شيوعها في الكتابة وهذا معناها. لذا؛ أُكرِّر، أريدُ دليلًا من كلام العرب الأوائل وليس المحدثين.
الخُلاصةُ: الاعتراضُ ليس على الفعلِ ذاته، ولكن على السِّياقِ الَّذي يوضعُ فيه، أو على استخدامه. أي ليس كل فعل فيه (قام) خطأ. الاعتراضُ على الكيفيةِ التي يُستخدم بها في ذلك التَّركيب. الخطأ الشَّائع هو استخدامه كفعلٍ مُساعد.
قال الله تعالى: (فما اسْطَاعُوا أن يَظهروهُ وما استَطاعوا له نقبًا). هنا من النَّاحية الَّلغويَّة، هناك نكتة بلاغيَّة، وهي أنَّ ظهور السَّدِّ أو اعتلاؤه أو الصُّعود عليه أخفُّ من نقبهِ وثقبهِ، لذلك قال تعالى: (فما اسطاعُوا أن يَظهروه) أي يعتلوهُ، (وما استطاعوا لهُ نقبًا) لأنَّ الاستطاعة هُنا تحتاجُ إلى مشقةٍ وجَهدٍ في الحفرِ لكي ينقبوا السُّور أو السَّد، بينما أن يصعدوهُ، الصُّعود أخفُّ وطأة. فهنا الاستخدامُ لهُ دلالة بلاغيَّة، بين (قام بالأمرِ) و (قام بفعل الأمر).
الوهم لديهم وليس لديك يا أستاذي ، وأنا لست مقتنع ولم أتلمس الفرق حتى الآن ، ولا أعتبر أسلوب ( سأقوم بعمل كذا خطأ )وكما يبدو لي فإنك أكثر مني علما والنقاش يحتاج إلى ميدان آخر ،