السلام عليكم،
كل عام وأنتم بخير، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

منذ فجر التاريخ والإنسان يبحث عن أدوات تسهل عليه عمله، بدايةً من إختراع "العجلة" و"الرافعة" إلى عصرنا هذا حيث تدخل الآلة في كل شئون الحياة.

لا يوجد شك بأن إختراع الآلات ساهم في تقدم البشرية ووفر الكثير من سبل الراحة للإنسان، لكن ومنذ بداية العصر الحديث هناك فئة تضررت من إختراع الآلات، ألا وهي فئة العمال؛
فعلى الرغم من أن الآلة وفرت سبل الراحة للعمال إلا أنها أيضاً قللت من حجم العمالة المطلوبة لإنجاز العمل،
فالعمل الذي كان يحتاج لـ 50 شخص لإنجازه من 500 عام يمكن الآن لشخص واحد فقط إنجازه بإستخدام الآلات المناسبة.

ولم يقتصر ذلك فقط على الأعمال اليدوية، فإختراع جهاز الحاسوب في منتصف القرن الماضي مثل نقطة فاصلة في تاريخ تطور البشرية، لكنه ساهم أيضاً في تقليل حجم العمالة المطلوبة لتنفيذ مهمة ما.
فهناك إحصائية تقول أن جهاز الحاسب "يمكنه" الآن إنجاز:

- %50 من وظيفة الطبيب
- %60 من وظيفة المهندس
- %65 من وظيفة المحامي
- %95 من وظيفة المحاسب
- %95 من وظيفة سائقين العربات والشاحنات

- %100 من وظيفة كلاً من:

- عمال خطوط الإنتاج
- الكاشيير
- موظفين البنوك
- الصيادلة
- الطيارين
- محللي البيانات والباحثين
- تجار الأوراق المالية
وغيرها الكثير

كما أن مجال العمل الحر ليس بعيداً عن كل ذلك، فهناك الكثير من الخدمات المعرضة للإندثار بسبب نفس التطور التكنولوجي الذي جعل هذه الخدمات ممكنة في المقام الأول.

ومن ضمن هذه الخدمات هي الخدمات المتعلقة بـ (جمع وإدخال البيانات):
فما يحتاج 100 مستقل لتنفيذه يدوياً يمكن لمبرمج واحد تنفيذه آلياً في وقت قصير جداً وبتكلفة أقل بكثير.
مما سيقلل الإقبال على خدمات إدخال البيانات اليدوية وفي الناهية ستندثر.
هذه الخدمات لن تختفي بين ليلةٍ وضحاها، ربما لا نرى أي تأثير يطولها على المدى القريب لكن التغيير آتٍّ آتٍّ لا محالة، هي سُنة الحياة.

أيضاً من الخدمات الأخرى المعرضة للإنقراض خلال وقت قريب جداً هي خدمات (جلب المتابعين والمشتركين والمشاهدات والإعجابات لمواقع التواصل الإجتماعي)،
الأمر هنا مختلف فالتكنولوجيا لن تستبدل هذه الخدمات بل ستقضي عليها تماماً. فخوارزميات المواقع مثل تويتر وإنستجرام ويوتيوب خاضعة للتحديث المستمر وبما أن هذه الخدمات تضر بمصالح هذه المواقع فإنها تبذل الكثير من الجهد والمال للقضاء على مثل هذه الخدمات.
فقد تستيقظ ذات يوم وتجد الـ (Bots) التي تستخدمها توقفت فجأة عن العمل. ماذا ستفعل حينها؟؟

من فهم من كلامي أن التطور التكنولوجي والإختراعات هي شئ ضار عليه أن يُعيد قراءة الموضوع مرة أخرى.

الحكمة من كل ذلك هو ألا تجلس منتظراً أمواج التغيير القادمة.
لا تكن من الـ 49 شخص الذين ستستبدلهم الآلة، بل كن أنت الشخص رقم 50 الذي سيتحكم في تلك الآلة أو كن أنت من سيبنيها.

قم الآن أبحث وتعلم وطور من نفسك وأكتسب مهارات جديدة.
ففي عصر التطور التكنولوجي هذا يمكنك تعلم أي شئ تريد، كل ما تحتاج إليه هو القليل من الصبر والإرادة.

أعتذر على الإطالة

دمتم بخير :)
عن الموضوع

التعليقات (6)

منذ 5 سنوات و11 شهر
سنة الحياة هى التطور
وما نقول ان الآلة تقوم به الان عن طريق برمجة الانسان لها أو متابعتها
ربما فى القريب سيكون الروبوت هو من يفعلها وليس الانسان المشغل للآلة
زمان كان فى الثانوية ممنوع استخدام الآلة الحاسبة " الان يوجد الآت حاسبة للابتدائى لحل المعادلات "
التطور جميل لكن أن يكون بغير علم فهى الكارثة لان الالة ستكون المتحكم
والكارثة الكبرى لو أطلق العنان الى الآلة لتطوير نفسها
منذ 5 سنوات و11 شهر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مقال جميل.
أعتقد ان من أولى الأعمال التي ستندثر هو التعليق الصوتي وخصوصاً الإنجليزي فعلاً عندما أستخدم
text to speech tool
أنصدم من إتقان المتحدث الآلي للغة وقراءته المعبرة للنص المدخل.
لحسن الحظ أن اللغة العربية لغة متحركة ولا يمكن للمتحدث الآلي قراءتها بسهولة.
على الأقل لا أتوقع أن يحدث هذا على المدى القريب.
منذ 5 سنوات و11 شهر
elbasha ahmed

لم نصل لهذا القدر من التطور بعد فلا يوجد لدينا "آلة واعية" يمكنها التفكير بنفسها.

فالحمد لله ليس علينا أن نقلق في المستقبل القريب بشأن أن يقوم "أرنولد شوارزنيجر" بالسفر عبر الزمن وقتل "ساره كونر" :)
منذ 5 سنوات و11 شهر
تقى بشار

بالفعل تطبيقات text to speech أصبحت على قدر كبير من التطور وخصوصاً فيما يتعلق باللغة الإنجليزية.

لكن التعليق الصوتي حتى إذا كان باللغة الإنجليزية _ وأنتِ أدرى مني بذلك _ لا يعتمد فقط على إتقان اللغة،
بل على الصوت نفسه وعلى طريقة الإلقاء وعلى روح المعلق الصوتي.
هذه الأشياء هي ما تميز المعلقين الصوتيين عن بعضهم البعض وهذه أشياء لا يمكن (حتى الآن) لأي تطبيقات (تجارية) محاكاتها بنسبة كبيرة.

ولذلك لا يمكن لتطبيقات text to speech السيطرة على مجال التعليق الصوتي في أي لغة.
على الأقل ليس في المستقبل القريب.
منذ 5 سنوات و11 شهر
مرحباََ, A _ Mohammed

شكراََ لك على المشاركه الجميله وأقدر ذلك

لكن أختلف معك بنقطه, خدمات اليوتيوب والانستقرام إلخ ليست مهدده بالانقراض

فـ من 2009 إلى 2018 مستمره, بالسابق 2012 نعم كانت توجد Robots على كلامك

كنت وقتها أبيع الـ مليون مشاهده ب1$ خارج الموقع طبعاََ, لكن بالفعل اليوتيوب قام باغلاقها بشكل نهائي

وألان بـ 2018 لا يوجد شي أسمه Robots! على حسب خبرتي 98% من البائعين يقومون بأعاده البيع فقط ولا يعلمون آنيه تنفيذ المشاهدات, انا لست منهم و أؤكد لك تماماََ ان الـ Bots انقرض بالفعل من اليوتيوب

لذا من المستحيل ان تنقرض خدمات الزياده بالسوشل ميديا بل باقيه وتتمدد

أطيب التحيات
منذ 5 سنوات و11 شهر
ويبقى السبب في ذلك المبرمجين :")

ولكن الذكاء الإصطناعي يتطور بشكل مخيف وكبير هذه الفترة وأصبح يتعلم ذاتياً بشكل أكثر فعالية، طبعاً ليس بكفاءة وفعالية تعلم البشر وطريقة تصرفهم إتجاه الأمور والمعطيات الجديدة، ولكنه يتحسن يوماً بعد يوم..

ربما يأتي الوقت الذي نقاتل فيه الآله كعضو للبشر :)

- يبدو أنني أشاهد أفلام خيالٍ علمي وأكشن كثيراً -
عن الموضوع