في بداية كل عام جديد ينشط البعض لوضع أهداف وخطط يسعى من خلالها لتطوير ذاته وحياته في السنة الجديدة، وهذا شيء جيّد ومفيد لكنّ من غير الجيّد ولا المفيد أن تخطط لتكون كالحمار الذي تطوّر فصار بغلاً!! الحمار الذي اشتكى من واقع أنّه يقوم بأشق الأعمال بأقل أجر ومع ذلك لا يسلم من سخرية الناس فقرر أن يتطور ويتغير ولا يستسلم لواقعه. ولأنّه حمار – حفظكم الله – قرر أن يتطوّر ليصبح أكثر قوة لا أكثر ذكاء، قرر أن يكتسب المزيد من الصفات الموجودة لديه بالفعل، لا أن ينمي صفات جديدة وأن يكتسب مهارة مختلفة. - فماذا كانت النتيجة؟ نجح الحمار في تنفيذ هدفه في العام الجديد، وأصبح بغلاً أكبر حجماً من الحمار، وأكثر قوة، وأكثر سرعة فكانت المحصلّة أنّه اختير ليقوم بمهام أكثر صعوبة وأشد قسوة بنفس المقابل تقريباً حتى أن الجيوش استحدثت وحدة اسمتها ’وحدة البغال‘ تحمل فيها البغال الآلات العسكرية والمؤن الثقيلة في المناطق الوعرة وفي المرتفعات الشاهقة. الأكثر سوءًا أنّ الحمار الذي صار بغلاً لم يتخلّص من سخرية الناس بل صار لقبه الجديد "بغل" صيغة سباب اسوء من "حمار"، ليس هذا فحسب بل إن الحمار وهو يسعى للتطوير فقد قدرته الفطرية على الإنجاب فصار عقيماً. إذاً ضع هذه القاعدة الذهبية في ذهنك وأنت تحدد أهداف وخطط العام المقبل "لا تكن كالحمار الذي تطوّر فصار بغلاً". إذا كنت طالباً فلا تضع أهدافاً لزيادة ساعات الاستذكار اليومية ولكن اعمل على تعلم "مهارات الاستذكار الفعال"؛ لتذاكر عدد ساعات أقل وتُحصّل نفس القدر المطلوب، مع تخصيص الساعات الفائضة لتنمية هواية أو مهارة جديدة. إذا كنت صاحب مشروع تجاريّ فلا تفكر في افتتاح فرع أخر يكلفك المزيد من الأموال وجهد الإدارة والمتابعة ولكن فكر في إضافة أقسام وبضائع جديدة لمتجرك تجذب شريحة أكبر من العملاء. إذا كنتِ ربّة بيت فلا تخططي لشراء أجهزة كهربائية للقيام بالأعمال المنزلية ولكن قومي بتعويد أبناءك على المساعدة في شؤون البيت (استثمار دائم). إذا كنت مستقلاً فلا تفكر فقط في تطوير صندوق أدواتك القديم وإعادة شحذ معداتك وحسب، وإنما فكر في تعلّم مهارات أخرى توفر وقتك وتزيد دخلك الحمار لا يستغني عنه الناس أبداً، والبغل كائن أكثر أهميّة لأنه تطوّر في شكل ومهام الحمار لكنّهما ليسا في قيمة الفرس أو الحصان. ورغم أنّ الخيل من نفس فصية الحمير والبغال لكنّها أكثر ذكاء لذلك استخدمت في أعمال أكثر تشريفاً. وفي عالم البشر كلنا من نفس الفصيلة لكنّ بعضنا يرضى بواقعه ولا يسعى للتطور فيظل يؤدي أشق المهام بأكبر جهد وأقل مقابل، والبعض الأخر يحاول أن يتطوّر لكنه يسلك مسلك الحمار الذي تطوّر فصار بغلاً فيحمّل نفسه مهاماً أكبر دون زيادة في المقابل، والقليل جداً الذين يتطورون فيتغيرون ويغيرون العالم من حولهم.
لقد استغربت من العنوان اولا وصابنى الاشمئذاذ من عنوان المقال داخل مجتمع خمسات ولكن عندما اكملت قرائه عجبنى جدااا افكار وكلمات رائعه .. وساعيد نشر هذه المقاله على صفحتى الفيس بوك أنها اعجبتنى
بصراحة لم يعحبني طرحك و الألفاظ المستعملة في الموضوع (("حمار و بغل")) أكرمكم الله كان يمكنك أن تجعلها أجمل لو إستبدلت الألفاظ وجعلتها قصة مثلا شخصياتها (("حمار و بغل")) أكرمكم الله و أن لا تشير للأشخاص و تشبههم بهذين (السالف ذكرهما) . أعجبتني الفكرة و لم يعجبني طرحها
هذا مجرد رأي ربما أصيب أو أخطأ .... تقبل مروري ... مر من هنا GoldenBoyDz