هل تعبت من محاولة بيع الخدمة الأولى؟ (تجربتي)
لماذا هي فكرة خارج الصّندوق؟
لأن هناك اعتقاداً سائداً، حيث يظنّ الكثيرون أنّ شراء الخدمات ما هو إلّا تبديد للمال بلا طائل، خصوصاً في حال كان البائع جديداً ولم يبع أيّ خدمة بعد. لكن هذا الاعتقاد خاطئ جدّاً بعد تجربة شخصيّة دامت لأكثر من عام كامل.
تجربتي الشّخصيّة:
بدأت العمل في خمسات بمعرفة بسيطة وخبرة ضئيلة في العمل الحرّ على الإنترنت، فقد كنت في السّابق مثل الكثيرين منكم، لا أعرف شيئاً حول وجود مواقع تمكّنك من جني المال وأنت جالس خلف شاشة حاسوبك. بل لم أكن أصدّق أيّ شخص يَعِدُ متابعيه على قناته في يوتيوب بجني عشرات الدّولارات من خلال العمل هنا أو هناك، لكثرة الخداع المنتشر والوعود الزّائفة.
لكن رغم ذلك قلت في نفسي وقتها: لمَ لا أجرّب؟! فلن أخسر شيئاً. وبالفعل سجّلت في خمسات بعد أن شاهدت عشرات الفيديوهات عنه، رغم أنّها حتّى اليوم تبقى مجرّد فيديوهات بسيطة وسطحيّة للغاية، إذ لا يعطي أصحابها معلومات وافية وشاملة عن كيفيّة ربح المال من الموقع بطرق قانونيّة ومشروعة.
في بداية انضمامي للموقع، واجهت تحدّي بيع الخدمة الأولى. ولا أخفيك سرّاً أنّني اعتقدت ساعتها بأنّني فعلت كلّ شيء ممكن في سبيل استقطاب المشترين للتّعامل معي، لكنّني لم أنجح. واستمرّ الوضع على ما هو عليه أسابيع طويلة دون تحقيق أيّ نتيجة تُذكر. والسبب معلوم للجميع: فمن يرغب بالتّعامل مع بائع جديد لم يبع أيّ خدمة بعد؟ لا أحد تقريباً.
تركت على إثر هذه التّجربة المحبطة العمل على الموقع لعدّة أشهر، ظانّاً أنّني بالفعل قمت بكل ما يلزم لتحقيق النّجاح، لكنّني شخص غير محظوظ، والمشترون ظالمون لأنّهم لا يعطونني فرصة واحدة لإثبات جدارتي.
إلى أن أتى يوم استيقظت فيه من هذا الوهم بعد تفكير مطوّل ومطالعة للعديد من الكتب في مجال التّسويق وتطوير الذّات وتذكّر ما قرأته في السّابق في مجال التنمية البشريّة، وبعد أن لمعت فكرة ذهبيّة في عقلي وقتها، ألا وهي: ماذا لو غيّرت طريقة تفكيري؟ وابتدعت استراتيجيّات مبتكرة وأساليب عمل جديدة؟ وماذا لو أنّ سبب إخفاقي يرجع إلى أنّني لم أبذل كلّ جهدي فعليّاً؟ واستسلمت في أوّل الطّريق؟
ثم بدأت أسئلة أخرى تتالى إلى عقلي من أهمّها: كم ساعة خصّصت لتسويق خدماتي وتعلّم كلّ شيء حول خمسات عندما انضممت إليه؟ فكانت الإجابة أنّني كنت أقضي حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم الواحد كحدّ أقصى في سبيل بيع الخدمة الأولى. هل تتخيّل ذلك؟!
عندها فقط، أدركت أسباب إخفاقي، وهي:
1) ساعات عمل قليلة لا تفي بالمطلوب نهائيّاً.
2) اليأس في بداية الطّريق وأنا لم أتعلّم بعدُ كلّ شيء حول الموقع.
3) الرّغبة الدّفينة بتحقيق أرباح كبيرة في وقت قصير ودون بذل جهد كبير.
4) اتّباع أساليب واستراتيجيات تقليديّة شبيهة بتلك الّتي ينتهجها من يخفقون في كسر حاجز بيع الخدمة الأولى.
بعد ذلك تماماً، بدأت بتخصيص ساعات أكثر يوميّاً دون انقطاع للاطّلاع على خمسات أكثر، وتعلّم أيّ شيء جديد. فبدأت أبحر في جميع أقسام الموقع لساعات طويلة، أقرأ عناوين الخدمات ووصوفها، وأطّلع على حسابات الباعة الّذين حقّقوا الكثير من المبيعات.. إلخ.
إلى جانب ذلك كلّه، أدركت أنّه كي أحققّ نتائج مختلفة هذه المرّة، فعليّ بذل جهد أكبر، وتقبّل حقيقة واقعيّة؛ وهي أنّه لا وجود لشيء اسمه ربح سريع دون بذل جهد كبير، فمن طلب العُلا سهر اللّيالي.
ورغم أنّني منذ ذاك الحين وحتّى اليوم الّذي أصبحت فيه بائعاً مميّزاً، لم أسهر اللّيالي؛ بمعنى أنّني لم أستطع تخصيص ساعات طويلة جدّاً في العمل ضمن خمسات بسبب وجود ارتباطات أخرى في حياتي (لكنّني خصّصت أكثر من 4 ساعات يوميّاً بهدف اختصار المسافة وصولاً إلى غايتي وهي كسر حاجز بيع الخدمة الأولى)، إلّا أنّني وبفضل تنظيم الوقت وتغيير قناعاتي الشّخصية وأمر آخر غاية في الأهمية سأذكره في الأسطر التّالية، استطعت كسر حاجز بيع الخدمة الأولى وكسب العديد من العملاء.
أمّا الأمر الآخر الّذي أعتقد شخصيّاً أنّه في غاية الأهميّة لكلّ بائع حاول كثيراً كسر حاجز بيع الخدمة الأولى لكنّه لم ينجح، فهو مسألة استثمار أموالك مهما كانت بسيطة في شراء بعض الخدمات الّتي من شأنها مساعدتك بشكل كبير على تجاوز العقبة الكبيرة الّتي ما تزال تقف حائلاً بينك وبين النّجاح في الموقع؛ ألا وهي بيع الخدمة الأولى.
من هذا المنطلق، بدأت بتوفير جزء من المال لشراء أيّ خدمة يمكن أن تساعدني بشكل مباشر أو غير مباشر في تحقيق ما أطمح إليه. فقمت بالاستغناء عن شراء الكثير من الكماليّات البسيطة وامتنعت في كثير من المرّات عن الذّهاب إلى المولات أو دور السّينما وصرف المال على الطّعام والشّراب وشراء بعض الملابس والحاجيّات، في سبيل ادّخار بعض النقود كي أشتري خدمات مفيدة من خمسات.
بمعنى أنّني قمت بترشيد صرف المال وخفض مصاريفي الشّخصيّة في سبيل تنفيذ خطّة تبدو غريبة للبعض منكم، لكّنها كانت وليدة لحظة مذهلة في حياتي، كان من نتائجها أن أصبحت اليوم بائعاً مميّزاً.
بقيت على هذا المنوال، أشتري خدمة من هنا وخدمة من هناك، إلى أن أصبحت مشترياً مميّزاً وحدثت النّقلة النّوعيّة الّتي كنت أنتظرها. بل بالأحرى، النّقلة الّتي خطّطت لها بطريقة غير مألوفة، حيث حصلت على أول زبون لي، تلاه ثانٍ وثالثٌ وهلمّ جرّاً، وأنا ما أزال برتبة مشترٍ مميّز. إلى أن تجاوزت مبيعاتي ما اشتريته من خدمات، فتحوّلت تلقائيّاً إلى بائع نشيط، وذلك في غضون فترة وجيزة لم تتجاوز بضع أسابيع فقط، وصولاً إلى رتبة بائع مميّز فيما بعد.
إذن، فبسبب تغيير المعتقدات الشّخصيّة، وبذل مزيد من الجهد بانتظام، إلى جانب فكرة واحدة خارج الصّندوق، استطعت كسر حاجز بيع الخدمة الأولى. وبعد ذلك النّجاح الّذي أذهلني وصعقني رغم أنّني أنا من خطّطت له، بدأت الأفكار المبتكرة والمختلفة عمّا هو متداول تنساب إلى عقلي، لتثبت لي كلّ مرّة أنّك أنت المسؤول عن بيع الخدمة الأولى أو لا، وأنّ في عقلك قدرة مذهلة على تجاوز أي حواجز تعترضك مهما كانت، وأنّك بمجرّد أن تعقد العزم وتبذل الجهد اللّازم وتدفع عقلك للتّفكير بطريقة مختلفة، فستحصد نتائج مدهشة.
وفي نهاية المطاف، كلّ ما دفعته في شراء الخدمات، عوّضته أضعافاً مضاعفة، وكأنّني لم أدفع شيئاً. بل على العكس، ربحت الكثير من المال مثلي مثل أيّ بائع لم يشترِ في حياته خدمة واحدة، ومع ذلك حقّق أرباحاً جيّدة.
أرجو أن تكونوا قد استفدتم من الموضوع.
ودمتم مبدعين ومتألّقين.
التعليقات (94)
آخر المساهمات
