قصة الخدمة التي كنت مستعداً لتقديمها بالمجان!
مضت عدّة أيام منذ استقبالي لطلب الخدمة الأولى،و كنت قد قررت ألّا أخبر أحداً (لأنني أرى أن ذلك - بالنسبة ليّ و لا أعمم - ليس بالخبر الذي يستحق أن يفرح به الإنسان كل تلك الفرحة).
لكنني تذكرت أن ليّ أخوة و أخوات،ممن همّ يفوقونني خبرةً و معرفة،لكنني سبقتهم في تقديم الخدمة الأولى.
أولئك يدخلون قسم " تجارب و قصص المستخدمين"ليشحنوا أنفسهم بالأمل.
فشعرت أن كتابة قصتي واجبة في شرع الأخوّة :)
قبل أن أبدأ برواية القصة أودّ التأكيد على نقطة في غاية الأهمية،و هو شعار منذ تمسكت به و أنا ألمس تغيراً سحرياً في حياتي.
هذا الشعار هو : ( ما تركز عليه,تحصل عليه)،دعني اشرح لك ماذا يعني هذا الشعار:
هل لاحظت من قبل أن صديقك "المنحوس" يزداد نحساً،و صديقك "الفقير" وضعه لا يتحسن مهما فعل؟
ربما لا يكون ذاك الشخص هو صديقك...بل أنت!،ستسألني بلا شكّ عن السبب،و السبب بسيط:
عقلك خادمك المطيع و الأمين،لذلك حين تفكر في شيءفهذا يعني شيئاً واحداً بالنسبة له:أنك تريد هذا الشيء!لذلك فهو يبذل قصارى جهده ليضعك في الوضع النفسي و الجسدي لإستقبال الشيء الذي طلبته بتفكيرك به.
قد يبدو لك ذلك غريباً لكنها حقيقة.
و الآن نأتي لقصتي الشخصية:
بعد أن تشرّب عقلي بهذا المبدأ حدّ الثمالة,قررت أن أفكر في كل ما يساعدني لتحقيق أحلامي.و أحد هذه الأحلام هو عملي كمستقل.فماذا فعلت؟
قمت بعرض خدماتي على أكثر من شخص,و كان الجميع يعتذر(حوالي 17 شخصاً اعتذروا) حتى جاء الصديق و الأخ الغالي foxrever ليعلن هو الآخر عن عدم حاجته للخدمة التي أروّج لها.لكنه ذيّل رسالة إعتذاره الجميلة بقوله:لقد أعجبني أسلوبك في تقديم العرض,و لديّ عرض لك في المقابل:كتابة مقالات في مجالات معينة.و من شدّة لطفه عقّب بالقول:أعلم بأن عرضي قد يكون غير مناسب لإمكانياتك.لكن كما يقول المثل: "بين البائع و الشاري يفتح الله"
و هنا كنت أمام خيارين:
إما أن أقبل العرض على الرغم من صعوبة المطلوب,و عدم تحقيقه لطموحي و رغبتي.
أو أرفضه لأعود لرحلة البحث عن مشترِ آخر.
لكنني قبلت!
و حجتي في ذلك هو مبدأ في التجارة " مجال دراستي و تخصصي " يقول : {{ كي تحوز على الـ 10 يجب أن تمنح الـ 9 }} أي عليك أن تقدّم كثيراً لتحصل على مبتغاك،خاصةً في البدايات.
و هذا ما حصل.فبعد موافقتي طلب مني كتابة قصص عن الناجحين في الحياة.
و كانت تلك رحلة أخرى في غاية المتعة.
القصص كانت مترجمة,و كان المقال المكّون من 500 كلمة يستغرق منيّ ساعتين متواصلتين حتى يظهر في حلّته البهيّة النهائية.
كنت أسهر الليالي لأكتب,و تغيبت عن العمل في أحد الأيام لألحق بالموعد النهائي للتسليم(يبدو ذلك مضحكاً,فأنا أضحي بعملٍ في سبيل عمل ٍ آخر!)
رحلة الترجمة عرّفتني على معنى " الإنسان العصامي صاحب الحلم و الرؤية " ، تعلمت منها أنك لو قلت لحلمك:كُنّ ،و عملت لأجل ذلك ، فسيكون.
لم يبخل عليّ الأستاذ عبد الوهاب(foxrever@) بأي ملاحظات فيما يتعلق بمحتوى الخدمة,و هو إنسان متعاون و متفهم لأبعد الحدود.
غداً سيكون تسليمي لخدمتي الثالثة له بإذن الله.
و أريد من جميع الباعة الجدد أن يستمعوا إلى همستي التالية:
- فكّر في بيعك لخدمتك الأولى،لا في أسباب عدم بيعك لها حتى الآن.و توقف عن التشكي و البكاء و الندب فذلك لن يقدّم لك لا تعاطفاً معنوياً و لا حتى 5$!
- آمن بنفسك! و تذكر قول "أحمد مكي"في أحد أغاني أفلامه : ( لو مكنش ليك عازة ماكنتش أتخلقت,ولا ربك سقاك و لا أترزقت).إذاً أنت هنا لأنك تمتلك مهارة لا يمتلكها غيرك(يمتلكون ما يشبهها لكن ليست مهاراتهم مطابقة لمهاراتك)
- ما القاسم المشترك بين البائع المميز ذو الـ 3000 خدمة و بينك أنت يا من لم تبع أي خدمة؟كليكما بدأ من الصفر..
أرجو ألا يكون مقالي ثقيلاً عليكم.
و انتظروني في مقالات آخرى من وحي الحياة و التجارب.
دمتم جميعاً ناجحين أغنياء الروح و المادة.
التعليقات (19)
آخر المساهمات
