راسلني أحد السادة المشترين و طلب مني برنامج لإدخال البيانات و أرشفتها و معالجتها و طباعتها. البرنامج كفكرة بسيط، لكن يأخذ وقت في التنفيذ بسبب كثرة البيانات و البطاقات و التقارير ، إضافة إلى التصاميم الطباعية.
أخبرته أن المدة 6 أيام و وضعت يومين زيادة! و ذلك لأنه في حال حصول طارئ لا أتاخر عن فترة التسليم و الوعد. و حددت السعر، و فعلا تم الإتفاق.
لكنه بعد ذلك أخبرني أن يحتاج البرنامج بعد 48 ساعة بالضبط، فإعتذرت عن العمل. فأرسل لي رسالة أخرى أن "حدد السعر الذي تريده"، فطلبت 300$.
و أصبح أمامي خيارين إما إنجاز البرنامج في الوقت المحدد و الحصول على المبلغ، أو بالتأكيد أمامي تقييم سلبي في حال لم ألتزم بالوقت ( المشتري كان قمة في الأخلاق و لكن وضعت هذا الإحتمال أمام عيني ) إضافة أني لا أريد خذلانه بما أنه وثق بي و سلمني العمل.
أوقفت كل خدماتي و أطفأت الجوال، جهزت مولدة الكهرباء و البطارية ( لأن الكهرباء في حلب مقطوعة بسبب الحرب) و بدأت العمل من ساعة شراء الخدمة إلى 35 ساعة تقريبا و بشكل متواصل.
و بعد أن إنتهيت من العمل بشكل كامل، أرسلته للمشتري، فأخبرني أنه يحتاج حوالي عدة ساعات لتجربته، ففرحت كثيرا لأني كنت بأشد حالات التعب و الإرهاق، و إستغليت وقت التجريب في النوم.
إستقيظت لأجد رسالة من المشتري بتعديل بسيط،
و فعلاً تم تنفيذ التعديل. و تسليم العمل. و تابعت نومي...... و كان هذا أكبر أجر حصلت عليه مقابل طلب.