نموذج عن عملي بكتابة قصة قصيرة
عسلٌ يا موز ، حلوٌ كالسُكَّر
و مساءٌ هادئ لا يوجد سوى صوته ضمن الحي يكسب رزقه ويعود لحضن منزله ويلقى عشاء لطيف و قبلة من زوجته وابنه بعد يومٍ شاق.
نهارٌ جديد يُطلّ على هذه الأُسرة البسيطة ربما يكون لطيفاً داخل الغرفة التي يعيشون فيها ولكنه الأكثر جَلداً للطفل ضمن مدرسته.
• أمي لن أذهب للمدرسة اليوم إنني مريض.
° كفى مزاحاً بني هيّا لمدرستك لقد حضرت لك اللفائف التي تحب
• أمي أرجوكِ
°ستذهب عامر.
وهذا نقاش كُل يوم لأذهب للمدرسة ثم أسمع أشد أنواع الاستهزاء بعمل أبي فيجولون بالباحة متباهين بتقليدهم له والصراخ بكل قوة.
عسلٌ يا موز ، حلوٌ كالسُكَّر
وكُلما صرخت موقِفاً إياهم لا أتلقى سوى اللكمات المؤلمة وبعدها مصالحة سخيفة من المعلمة المسؤولة لأصمت ويصمتون.
وصل الأمر حد الانفجار فما عادت بضع الاعتذارات ثم تكرار السخرية ثانيةً تفي بالغرض ولكن اليد قصيرة جداً ولا أستطيع فعل شيء فلم أجد حُضناً يجمع شتات حُزني سوى أُمي.
•أمي سأروي لكِ شيئاً.
دموعٌ أغرقت حضنها مع الحكاية ثم غفوت وما كان منها سوى الجلوس مع أبي والتحدث بالأمر مع التركيز على مصطلحٍ قلته لها "اليد قصيرة" استغرق البحث عن حل للحفاظ على قلبي ومستواي الدراسي في هذه المدرسة السخيفة ليلاً كاملاً وبعد مضي الليل بدأ نهار جديد
يبدو هذه المرة لن يكون قاسياً فقد قرر أبي اصطحابي إلى المدرسة مع عربة بيع الموز الخاصة به وقد وصلنا.
اوووه يا الهي قد بدأوا بسخافتهم من جديد ولكن في هذه المرة سمعت صوتَ أبي يردد معهم
(فعلاً عسلٌ يا موز ، حلوٌ كالسُكَّر اقتربوا يا أولاد) تجنبه الأولاد بدايةً وبعد تكرار مجيئه وشراء آنسات المدرسة الموز صباحاً منه بدأ الأولاد بالركض إلى عربته ، لقد خفت على أبي كثيراً حينها كاد قلبي يقف لو جرحوا شعوره ولكن فوجئت بأنه بدأ يحدثهم قصصاً لطيفة كالتي يرويها لي كل مساءً ويبيع لهم الموز بسعر أقل لقد أصبح كُل طلاب الصف أصدقاء أبي بائع الموز وأصبحت المفضل لديهم .
امتنع الجميع عن السخرية مني وأصبحت الاعتذارات صادقة شعرت فعلاً أني فخور و ممتلئ بالثقة.
لقد حلَّ أبي عقدتي بطريقة رائعة وحصل على زبائن ثابتون كُثُر.
لا تنسوا أطفالكم تحت ركام حياتكم ، أظهروا لهم الجانب المشرق من حياتهم دوماً وعلّموهم أن اليد بالعمل المجد لن تكن يوماً قصيرة.
التعليقات (5)
آخر المساهمات
