ألا إنهم بين الخلائق مُسقطة أسماؤهم، لا تعلوا فوق دنيء، وتتبعهم شخوصهم بعدها في السقوط، وإن عَلوا كانوا كرفعة جيفةٍ على البحر، تُرى وتُحتقر، تُتركُ ولا تؤخذ، وإنهم والله لأهل مضيعة ونفاق، وجهل وشقاق، والله ثم والله ما زادوا بعلمهم إلا كما زاد البخيل بأعطيته، لا هي تُغني ولا هي تُفقر، وإنهم في جحرهم كعنكبوت نسجت نفسها حتى لا تزد في حركتها فتُضرب، وتعلّق غيرها فتُنكب، وإن في عقلهم لضيق كسم الخَياط لا يدخله النَفَس، وفي كلامهم ما يُصم ويُبكم، ولعل الأعمى قد فاز والله إذ لا نظرٌ إليهم منه ولا رؤىً، ولعل القول الذي لا يصح في الناس هو ما يصح بهم جداً..