قمتُ بتفريغ حلقة بودكاست للأستاذ يونس بن عمارة المترجم المحترف؛ بعنوان (الترجمة كمصدر للدخل تساؤل وإجابة)، ثم أضاف عليها الأستاذ بعض التعديلات الطفيفة. أرجو إعطائي آرائكم في العمل بكل صدق.

[قبل أن أعطي رابط الفيديو، أريد أن أنوه إلى وجود موسيقى افتتاحية وأخرى في النهاية: أرجو كتم الصوت حتى اللحظة 00:15 (الثانية 15) عند البداية، وفي النهاية: الوقوف مباشرة بعد (دمتم بخير، إلى اللقاء)]

[رابط الفيديو https://m.youtube.com/watch?v=zx_NYFE1ETI ]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. في حلقة أخرى من يونس توك سوف نتابع فيها الإجابة عن السؤال الذي وصلني عبر “صراحة”، هو سؤال طويل نوعًا ما؛ ولذلك قسمناه على عدة حلقات. يمكنك متابعة الحلقات الماضية من يونس توك على هذا البرنامج (Anchor)، أو في جوجل بودكاست، أو غيرها من المنصات: فيس بوك، أو ساوند كلاود، أو غيرها. ساوند كلاود الله أعلم لم أضع فيه الـ…، لكن أعتقد أنه يمكن أن أنشر في عدة منصات مختلفة. المهم، المقطع الآخر من السؤال يقول: “هل مهنة الترجمة مهنة مطلوبة أم لا؟ وهل الدخل منها جيد أو يكفي؟ وبماذا يتأثر هذا الدخل؟”.

مهنة الترجمة مثل باقي المهن عندما تبدأ فيها أول مرة سوف ترى أن السوق مزدحم، مثلا: عندما تريد أن تتعلم البرمجة، سوف ترى أن جميع الناس يتعلمون البرمجة؛ وتدخل في ميدان الأندرويد ، سترى الناس كلهم يتعلمون الأندرويد؛ أو إذا دخلتَ في ميدان التسويق الإلكتروني؛ أو إذا دخلتَ في ميدان التصوير الفوتوغرافي، سوف ترى الناس كلهم لديهم مهارة في التصوير الفوتوغرافي، وهذا تحيّز تأكيدي كما يُقال: يعني أنك لما تفكر – كمثال بسيط – أن تشتري سيارة “هيونداي”، فإنك تركز جدًا على سيارات “الهيونداي” في طريقك، وفي عملك، وفي تصفحك؛ فيتكون لديك انحياز تأكيدي، إذًا لا تقلق من أول مرة عندما تدخل في ميدان الترجمة، وترى الجميع، وليس هناك شغل؛ هذه كلها عبارة عن انحياز تأكيدي، وليست صحيحة؛ لأن عدد البشر يزيد، عدد الأسواق يزيد، عدد المنشآت والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يزيد، واﻷشغال تزيد، إذًا هناك حاجة إلى الترجمة؛ لأننا فصّلنا فيما سبق في الجهات التي تحتاج الترجمة.

إذًا ليس هناك نقص، فقط يجب عليك أن تدرك أين تبحث وتتعلم مهارة البحث. وهنا سوف نفصّل في نقطة أخرى أيضًا: عندما وضعنا النقاط كيف تجد المترجمين، أو كيف تجد الجهات التي تحتاج للترجمة؛ ووضعتُ تنبيهات جوجل، أو الاتصال بالمكاتب، أو كيف تبحث عنهم سواءً واقعيًا أو إلكترونيًا، مثلًا: الصفحات الصفراء، عندما تجد عدة جهات أو مكاتب للترجمة كيف تتصل بها، وذكرنا كيف تتصل: تكتب إيميلًا لجهة لا تعرفها، وهذا ما يسمى بالـ”cold E-mails”أي الرسائل الباردة؛ فهذه جميعها مهارات عندما أضع مثلًا رابط لأداة معينة فإنه لا يكفي أن تجربها، يجب أن تتقنها، تبحث عنها في الإنترنت، يعني أن هذا البودكاست أو هذه الحلقة عبارة عن تلميح لا أكثر، و99% من الجهد عنك يقع على عاتقك. القضية هنا فقط: تلميح، رأس الخيط،نحن نصنع محتوى هنا لكي نرشدك إلى البوابة؛ الباقي، الطريق، يجب أنت أن تمشي فيه، يعني إذا أنا بحثت ُ لمدة ثلاثة أشهر، أو أربعة أشهر، ووجدتُ البوابة التي وضعتها في مدونتي – مدونتي “يونس بن عمارة” اكتبها في جوجل سوف تأتي النتيجة الأولى، وتابع التاچ “يونس توك” سوف تجد المقالات وكل الحلقات والروابط – فإنه في بحثك يمكن أن تجد الكثير جدًا من الأشياء التي لا أدركها أو لم أركز عليها، إذًا عملية البحث وإتقان المهارات اللازمة تقع على عاتقك.

نذهب الآن إلى المقطع الآخر من السؤال والذي يقول: “هل دخلها مجزي أو يكفي؟” السؤال هذا عندما طُرح عليّ كثيرًا، و يُطرح على المترجمين المحترفين عمومًا كثيرًا، هو الترجمة الاحترافية؛ يعني إذا وصلتَ إلى بعد أن تتجاوز مرحلة المبتدئين، ويكون لديك عدة عملاء دائمين أو موسميين، يعني في كل موسم عندك عميل، أو -المهم – بدون انقطاع؛ إذا وصلتَ إلى هذه المرحلة يكفي لأن تفتح بيتًا، الجواب المختصر النهائي أنت تريد مثلًا أن تتزوج، أو أنت متزوج أصلًا وتريد أن تترك عملك الدائم و تصبح مترجم، وأكيد لا أنصح بالانتقال الفجائي، وهذه أصلًا (الانتقالية) لديها طرق ولديها أصول و لا تتم بعشوائية، لكن عمومًا الجواب هو: نعم، مجزي، و يمكن أن يفتح بيتًا، ويمكن أن يكفي مصاريفك ولكن قضية هي حسب؛ لأني قرأتُ في مدونة إنجليزية تتحدث عن “الـFreelancer translator” (المترجمين الفريلانسر) وهي تتكلم، هي مترجمة أدبية، وتعيش في شقة، وتعمل جيدًا، وهي عندها خبرة أعتقد: ست، سبع سنوات. لما طرح عليها السؤال هل دخل الترجمة مجزي أم لا؟ أجابت أن “حسب نمط المعيشة” بالنسبة لي قالت لي أنها مجزية، صح؟ أما بالنسبة إذا كان نمط المعيشة تبعك قوي جدًا، مثلًا: وسيارة، أو مصاريف سيارة راقية، و بيت؛ أكيد أنك إذا كنت أصلًا في مرحلتك، أكيد أنك مستثمر كبير، أو ابن عائلة كبيرة، وأنك لا تحتاج أصلًا إلى الموضوع هذا، إلا إذا أنت حبيت تكتفي ذاتيًا، لكن حتى إذا كنتَ مع مستوى راقي جدًا، لن يكفيك هذا ذاتيًا؛ يمكن أن تكتفي ذاتيًا بالترجمة في هذه الحالة الخاصة: أن تفتح مكتب ترجمة، أن تتولى أعمال كبيرة، وأن تدير فقط الموضوع، يمكن أن يكون لديك شغف؛ إذًا تدير مكتب، أو تفتح دار نشر للترجمة، أو تفتح موقع للترجمة، أو شيء من هذا القبيل؛ يعني إذا كان نمط المعيشة بتاعك مرتفع جدًا جدًا، تصلح لك الترجمة كمشروع فقط، ولا تصلح أنك أنت تتناول أعمال بالقطعة أو كذا. هذا أولًا؛ أما بالنسبة للناس العاديين الطبقة المتوسطة يعني، أو من الطبقة تحت المتوسطة: ينفع لهم جدًا، ينفع لهم العيش كنمط حياة ممتاز جدًا، المهم أن يكون لديك حب وشغف لهذه المهنة، إذًا يكفي.

إذا تكلمنا عن الأرقام: هي تتراوح من 600 دولار شهريًا إلى 2500 دولار، حسب المعارف الذين أعرفهم، حسب الناس الذين أتابعهم، إذًا لديكم 600 دولار إلى 2500 دولار، هذا الـrange الذي تتراوح فيه رواتب المترجمين المحترفين الجيدين في العالم العربي ككل، لكن كما قلنا: يرجع الأمر أيضًا إلى الجهة، العوامل ،… السؤال، … تتحدث عن عوامل، العوامل هنا: إذا كنت أنت مثلًا في فلسطين، – وأعرف مترجمين في فلسطين – فإن المعيشة هناك غالية جدًا؛ خاصة إذا كنتَ تعيش في القطاع التابع لدولة الاختلال البغيضة، فإن هناك المعيشة غالية جدًا، وحتى 1000و 1500و 2500 تعتبر قليلة نوعًا ما، للأسف لكن حالة خاصة تلك؛ أما في الجزائر فهي معقولة إلى جيدة إلى ممتازة، حسب وضعيتك المعيشية، وأنت من أي طبقة اجتماعية تنحدر، إذًا هي في جيدة إلى المقبول إلى الممتازة؛ أما بما تتأثر: حسب العوامل الأخرى التي تتأثر بها، ترجع إلى الجودة؛ لأنك أنت إذا كنت لم تعمل جيدًا على مهاراتك، فإن الجودة تقل؛ إذًا العملاء يقلون، و قلة – أيضًا – معرفة البحث، يعني أنت لا تبحث جيدًا، لا تسوق لنفسك، لا تعمل Personal branding باستمرار، هنا تقل أيضًا إذا أنت توقفتَ عن التسويق الذاتي، وجودتك ضعيفة؛ فإن هذا لا يسمح للعملاء أن يتدفقوا بشكل مستمر، وإذًا تتعرض إلى انقطاعات كثيرة، وهذا ما يؤثر على دخلك، ولكن إذا أنت عملتَ على العاملين، هؤلاء: التسويق الذاتي المستمر حتى لو كان لديك أعمال. التسويق الذاتي: يعني أن أنت حاليًا لديك أعمال، لكن لا تتوقف عن التسويق الذاتي، وهذا ما يفعله المترجمون المحترفون. وأيضًا إذا توقف عن تحديث مهاراتك، إذا توقفتَ عن تحديث مهاراتك فإن هذا عندما يتطور سوق المترجمين، ويطلبون أداة معينة، أو مهارة معينة، أو تدخل مصطلحات جديدة معينة في القطاع الذي تترجم فيه، وأنت لم تحدث نفسك؛ إذًا يقل عملاؤك، بالتالي يتأثر الدخل الخاص بك، لكن نحن نعيش في عصر الإنترنت، وهي فرصة عظيمة جدًا، أرجو أن أكون قد…، لأن قد وصلنا إلى الحد الأقصى للدقائق للحلقة، أرجو أن أكون قد أفدتُ السائل. وما زلتُ أستقبل الأسئلة على الإيميل، كما وضعته في المدونة،وعلى صراحة، لا تترددوا بإرسال أسئلتكم إلي، شكرًا جزيلًا، دمتم بخير، إلى اللقاء.
عن الموضوع

التعليقات (2)

منذ 5 سنوات وشهر
عمل جميل مرتب وفقك الله
منذ 5 سنوات وشهر
عمل ممتاز.
واستمتعت بقراءة الموضوع أيضا.

فقط يوجد كلمة بتاع هي الوحيدة العامية.
أراضي الاختلال، لا أعرف هل هي خطأ أم مقصودة كنوع من السخرية.
المترجمين المستقلين بدلا من الفريلانسر، ربما أنت التزمت بعبارة صاحب الفيديو.
عن الموضوع