النظرية النسبية الخاصة او ما يسمى أحيانا ب النظرية الخاصة للنسبية هي عبارة عن فرضية مثبتة نظريا وتجريبيا قام بوضعها عالم الفيزياء المشهور ألبرت أينشتاين يشرح فيها مفاهيم الزمن والضوء التي لم يتمكن احد من معرفتها من قبل. يدحض أينشتان في هذه النظرية أفكار العالم إسحاق نيوتن عن الزمن حيث يرى اسحاق نيوتن أن الزمن مطلق اي أن الزمن يمر بنفس الكمية في كل مكان بغض النظر عن سرعته او فيما اذا كان يخضع للجاذبية ام لا. يرى أينشتاين في هذه النظرية ان الزمن هو نسبي أي أنه اذا كنت متحركا سيمر علي الزمن بسرعة تختلف عن اذا ما كنت واقفا لا اتحرك. يقول أينشتاين انه لا يمكننا الجزم فيما اذا كان شيء ما يتحرك او لا إلا بمقارنته بشيء آخر أي أنه اذا كنت جالسا على الرصيف ومرت سيارة كان يشير مؤشر سرعتها إلى القيمة 100 كيلو متر في الساعة فإنها ستبدو لك بهذه السرعة نفسها بينما إذا كنت أنت في سيارة أخرى يشير مؤشر سرعتها إلى القيمة 50 كيلو متر في الساعة وكانت تسير بنفس الاتجاه فإن سرعة تلك السيارة ستبدو لك 50 كيلو متر في الساعة على الرغم من اشارة عداد سرعتها إلى ضعف هذه القيمة. نقول في الموقف الأول عندما كنت جالسا على الرصيف أن سرعة السيارة تساوي 100 كيلو متر في الساعة بالنسبة للأرض التي نعتبرها ساكنة وبما أنك ساكن على الأرض فستكون سرعة السيارة بالنسبة لك تساوي 100 كيلو متر في الساعة أيضا ، أما في الحالة الثانية عندما كنت في سيارة أخرى تسير بسرعة 50 كيلو مترا في الساعة بنفس اتجاه السيارة الأولى فإننا نقول إن سرعة السيارة (الأولى) بالنسبة للأرض تساوي 100 كيلو متر في الساعة أما عن سرعتها بالنسبة لك فستكون سرعتها بالنسبة للأرض منقوص منها سرعتك بالنسبة للأرض أي 50 كيلو متر في الساعة. الداعي إلى اعتبار السرعة نسبية هو عدم وجود شيء ساكن في الكون فكل شيء يتحرك ، الأرض تتحرك حول الشمس والشمس تتحرك في مجرة درب التبانة ومجرة درب التبانة تتحرك في الكون ، اذا فكل شيء يتحرك لذلك وجب عند التحدث عن السرعة او الحركة القول بالنسبة لماذا. تقول النسبية الخاصة أن السرعة القصوى الموجودة في الكون هي سرعة الضوء إذ لا يمكن لشيء له كتلة ان يسير بسرعة اكبر او تساوي سرعة الضوء ولكن يمكن الاقتراب من سرعة الضوء كثيرا فقد امكن حديثا تسريع الإلكترونات وجسيمات أخرى إلى سرعة قريبة جدا من سرعة الضوء اي تقريبا (99.9) بالمئة من سرعة الضوء. تقول النظرية انه كلما تحرك الجسم بسرعة أكبر بالنسبة لشيء ما فإن الزمن الذي يمر على المتحرك يتمدد بشكل اكبر بالنسبة لذلك الشيء أي انه إذا كنت واقفا على الأرض فإن الزمن يمر بشكل طبيعي على اعتبار الأرض ساكنة (اي اننا نقيس السرعة بالنسبة الى الارض هنا) اما اذا كنت تسير على الارض فإن الزمن سيبدا بالتباطئ بمعنى لو كان احد ما يراقبك وهو واقف على الارض وانت تمشي عليها فإنه سيرى أن الزمن لديك يمر بسرعة اقل من سرعة مروره عليه اي انه سيرى ان ساعتك البيولوجية ستتتكتك بشكل ابطأ من تكتكت ساعته البيولوجية ولكن انت لا تشعر بذلك. لا نلاحظ هذا التأثير (تباطؤ الزمن) في نشاطاتنا اليومية لانه يكون صغيرا جدا لكنه يصبح واضحا جدا عند الاقتراب من سرعة الضوء. تحدث امور مضحكة عند الحركة وتكون واضحة جدا عند الاقتراب من سرعة الضوء مثل ازدياد الكتلة وتقلص الطول. وفي النهاية تقول النظرية ان سرعة الضوء ثابتة اي انه لو قمت بقياسها وانت ساكن على الارض ستنتج معك نفس القيمة فيما لو قستها وانت تتحرك حتى لو كانت سرعة تحركك قريبة من سرعة الضوء. اذن اذا قمت بقياس سرعة اي شيء يتحرك فإن القيمة التي ستحصل عليها ستختلف بحسب وضعك بالنسبة لذلك الجسم ولكن اذا قمت بقياس سرعة الضوء بوضعيات مختلفة فإنك ستحصل على نفس القيمة وهذا شيء مخيف!
عن الموضوع

التعليقات (7)

منذ 6 سنوات و4 أشهر
جميل جدا
بارك الله فيك
منذ 6 سنوات و4 أشهر
كانت هذه النظرية من النظريات التي أود فهمها ، فشكرا على الشرح
وبارك الله فيك
منذ 6 سنوات و4 أشهر
وهل فهمتها الآن ؟؟
العفو..
اذا سمحتي هل يمكننك أن تعطي تقييم لمقالتي؟
منذ 6 سنوات و4 أشهر
نعم فهمتها
ممتازة
منذ 6 سنوات و4 أشهر
شكرا لك.
منذ 6 سنوات و4 أشهر
مقالة علمية رائعة تدل على تضلعك وخبرتك المعرفية المميزة.
ثابر أيها المبدع، وبإذن الله تعالى سيكون لك شأنٌ مميز :)
منذ 6 سنوات و4 أشهر
شكرا لك على تشجيعك..
وفقك الله
عن الموضوع