كثرت في الفترة الأخيرة خدمات كتابة المقالات نظير أسعار زهيدة، فأصبح الكثير من المشترين يبخسون الكُتَّاب حقهم. فكيف نرتقي بخدمة كتابة المقالات؟ وكيف تعمل على تحسين جودة النص الذي تكتبه؟ علَّنا نشهد في المستقبل القريب تقديراً أكبر لفن الكتابة الذي احتل في يوم من الأيام مركز الصدارة، حيث كان الناس يحترمون الكتَّاب كما يحترمون اليوم الطبيب والمهندس.

1) تخصص في مجال أو مجالات محددة:
لن تبدع بوصفك كاتباً ما لم تتخصص في مجال واحد أو بضع مجالات. فليس هناك على وجه الأرض بأكملها من يستطيع الكتابة في شتى المجالات، تماماً كما هو حال مهنة الطب؛ فهل رأيت في حياتك طبيباً يتقن كل تخصصات المهنة؟ بالتأكيد لا.

2) اكتب فيما تحب:
من أكثر الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تقع فيها، هي الكتابة في الموضوعات التي لا تميل إليها، مما يؤدي إلى الحصول على مقالات عادية لا ترقى إلى المستوى المطلوب. فشتان بين من يكتب فيما يحب وبين من يكتب فيما لا يحب.

3) ارسم لوحتك بشغف:
حتى تتمكن من كتابة مقالات إبداعية شيقة فلا بد أن تكون شغوفاً بالكتابة. إذ لا يكفي أن تكتب بقصد الكسب المادي فحسب، بل يجب أن تنبثق الأفكار من صميم عقلك وتخرج المعاني من شغاف قلبك، لتلامس عقل القارئ ووجدانه. ولن يتحقق ذلك ما لم تسترشد بالنقطة السابقة (اكتب فيما تحب)، وتعزز حب الكتابة في داخلك، وتتبع الخطوة التالية.

4) من إنسان إلى دودة كتب:
هل فكرت يوماً في أن تتحول من إنسان عادي إلى دودة كتب؟
إن أردت أن تصبح كاتب مقالات مميز، فلا بد أن تدرك أهمية القراءة اليومية المنتظمة في شحذ ملكة الكتابة لديك، وزيادة حصيلتك المعرفية.

تعوّد أحد الأساتذة في جامعة أكسفورد أن يقضي في مكتبه كل يوم خمس ساعات، واتفق ذات مساء أنه تأخر عن موعد العشاء، فذهبت امرأته إلى المكتبة لتذكره بموعد عشائه، وهناك وجدته غارقاً بين أكداس من الكتب، فقالت: ليتني كنت كتاباً!
فقال لها زوجها: ولماذا؟ فأجابت: لأنني لو كنت كتاباً، لظفرت بوقتك كله.

لست أنصحك بأن تهمل حياتك الأسرية والاجتماعية على حساب القراءة، لكن في الوقت ذاته أشجعك على تخصيص ساعة على الأقل كل يوم تطالع فيها كتاباً في مجال تحبه، أو بضع صفحات من كتب مختلفة، مما سيكون له أثر بالغ في تحسين مستوى كتابتك.

5) لا تبخس قدر نفسك:
لا شك أننا نعمل في موقع خدمات مصغرة، حيث يبحث كثير من المشترين عن أفضل سعر ممكن، عدا قلة يبحثون عن الجودة في المقام الأول. لذلك لا تقدم عدداً كبيراً من المقالات مقابل 5 دولارات، فتبخس قدر نفسك وتظلم الكتابة وأصحابها.

6) تشارك الخبرات:
شارك خبرتك مع أقرانك من الكتَّاب ولا تخجل من الخطأ أو الاستفسار عن أمر تجهله بحجة أنك كاتب، بل تعلم بشكل مستمر وتدرب كل يوم على الكتابة، حتى ترتقي بمستوى كتابتك.

كانت هذه بضع نقاط مهمة، إلى جانب نقاط أخرى لا تقل عنها أهمية، غير أن المجال لا يتسع لذكرها جميعاً.

دمتم مبدعين ومتألقين.
عن الموضوع

التعليقات (12)

منذ 3 سنوات و6 أشهر
لا زلت في دائرة الإبداع مثابراً تسمو، فأحسنت طرح المشكلة وحلها..
ليست المرة الأولى التي أستفيد منك أخي نبراس..
جزاك الله كل خير، وفتح الله عليك..
منذ 3 سنوات و6 أشهر
صراحة أميل إلى الكتابات الإبداعية؛ سيناريوهات، قصص،...
ذلك لأن الكثير من الداخلين إلى مجال الكتابة الوظيفية حديثا لا يعطون الأمر حقه، بل رأيت من الناصحين بمجال العنف الحر من يقول بالكلمة: "ابدؤوا بالكتابة، لأنها سهلة، حتى تتعلموا التصميم أو التسويق أو غيره"، هذه الكلمات لها أن تهوي بقدر الكاتب والكتابة سواء.
فأجد وأنا مدققة لغوية، حينما أقدم عرضا على عمل ما، أشخاصا مقدمين عروضا تحوي أخطاء لا يرتكبها الطفل في مدرسته، ثم يهوون بالأسعار، فيتوجه العميل إليهم رغبة في سعرهم المتدني رغم كل ما رآه من أخطاء.
ندعوا الله أن تعود لأمتنا قوتها اللغوية.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
*العمل
منذ 3 سنوات و6 أشهر
يا أهلاً ومرحباً بصاحب القلم الجميل أخي أسامة العزيز.
ويسعدني أنك تتابع ما أنشره.
دام إبداعك وأرجو لك مزيداً من التألق.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
"رأيت من الناصحين بمجال العمل الحر من يقول بالكلمة: "ابدؤوا بالكتابة، لأنها سهلة، حتى تتعلموا التصميم أو التسويق أو غيره"، هذه الكلمات لها أن تهوي بقدر الكاتب والكتابة سواء". قرأت مثل هذا الكلام عدة مرات للأسف الشديد.

ومع ذلك، لا أستغرب مثل تلك الأقوال بعد أن غدت اللغة العربية مغتربة على أرضها، فأصبحت الأخطاء اللغوية منتشرة في كل مكان.

المشكلة اليوم، أن معظم المشترين لغتهم العربية ضعيفة؛ لذلك هم غير قادرين على تمييز الكتّاب الجيدين من الدخلاء على عالم الكتابة. أما المشتري الذي يمتاز بلغة عربية سليمة وقوية فأنا أعلم يقيناً أنه يقبل الحصول على مقالات ركيكة التراكيب ضعيفة التعابير حتى لو أعطيتهِ 10 مقالات مقابل 5 دولارات. فما الفائدة من مقالات بحاجة لإعادة كتابة من جديد أو تصحيح لعشرات الأخطاء الواردة فيها؟!

كم أرجو يوماً تعود فيه اللغة العربية إلى مجدها من جديد.

ومرحباً بك أختي نجاة المميزة.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
متألق كعادتك أخي نبراس، بوركت على هذه النصائح الثرية، وقد أشرت إلى نقطة هامة - وكل النقاط مميزة وهامة - وهي النقطة الخامسة، حيث يجب على كل مقدم خدمة ان يعرف القيمة الحقيقة التي يقدمها ولا يبخس نفسه حقها ، فلا يعني أننا في موقع خدمات مصغرة أن على مقدم الخدمة أن يقدم خدمات ثمينة بأسعار زهيدة ولكن يمكن الموازنة بين هذا وذاك كما أشرتم في موضوعكم المتميز، وهو أن يقدم البائع خدمة ذات جودة عالية ولكن بعدد مقالات أقل حتى لا يظلم نفسه ويظلم غيره. بوركت أخي نبارس ولا تحرمنا من موضوعاتك المتميزة.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
نورتني بحضورك وتعقيبك الرائع أخي الكريم الحسين.

تجدر الإشارة إلى ضرورة تصحيح جملة وردت في المقال وهي: "فأنا أعلم يقيناً أنه يقبل الحصول على مقالات ركيكة التراكيب ضعيفة التعابير حتى لو أعطيتهِ 10 مقالات مقابل 5 دولارات". حيث ينبغي وضع كلمة (لن) قبل كلمة "يقبل" حتى يستقيم المعنى.

مع خالص تحياتي وامتناني لمرورك الطيب ومشاركتنا رأيك القيّم.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
حياكم الله أخي نبراس صدقت
ولو اطلعت على حال علمائنا من سلفنا وحاضرنا مع الكتب لرأيت ماهو أعجب من حال البروفيسور الذي ذكرتم.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
أسعدت صباحاً أخي عبادة وشكراً على المشاركة.
بالفعل صدقت، فلقد كان العرب القدماء أهل علم ولسان فصيح، يقضي الكثير منهم جلَّ يومهم وهم غارقون بين أكوام من الكتب يطالعونها بشغف وحب للاستزادة من العلم والمعرفة.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
سلمك الله
دعنا لا نقل العرب، فالأمر ليس محصورا بهم خاصة أن كثيرا من علماء المسلمين الأفذاذ لم يكونو من العرب فقط
منذ 3 سنوات و6 أشهر
أنا أتحدث هنا عن العرب تحديداً، أما غير العرب ممن يتقنون اللغة العربية فالمقال ليس موجهاً لهم، ولا حتى تعقيبي.
فمن يتقن اللغة العربية من غير العرب قام بأكثر من واجبه الذي يُشاد عليه، حيث إنه أتقن لغة ليست لغته الأساسية.
أما المشكلة التي أريد التركيز عليها فهي فيمن ولد عربيّاً لكنه يعاني من ضعف في اللغة العربية نطقاً وكتابة، رغم أنها لغته الأم.
منذ 3 سنوات و6 أشهر
والعرب ليسوا مسلمين فحسب بالمناسبة، وحتى العلماء الأفذاذ في العصور الغابرة ليسوا من المسلمين فقط حتى نكون منصفين.
عن الموضوع