يظن كثير من الباعة الجدد أن تطبيقهم المستمر للأفكار والاستراتيجيات التي سبق لهم استخدامها في محاولات مستميتة لجلب الزبون الأول .. سيؤتي ثماره مع التكرار .. وهذا من وجهة نظري مفهوم خاطئ.
إن فعل الشيء نفسه بالأسلوب ذاته وبالخطوات ذاتها مع التكرار .. ثم توقع نتائج مختلفة .. هو الطريقة المثلى لعدم حصولك على أي نتائج تطمح لها. بالتالي .. فإن عليك أن تتوقف قليلاً .. وتنسحب من تكرارك لفعل الأشياء ذاتها ظاناً أنها السبيل الوحيد لتحقيق الهدف المنشود .. لتبدأ التفكير بطريقة مغايرة وتنتهج أساليب جديدة وتستخدم طرائق مبتكرة لجلب العميل وتنشيط صفحتك أكثر وتحسين نوعية خدماتك وتطويرها وإضافة خدمات جديدة وغير ذلك.
نصائح عملية: 1) مهارة واحدة في مقابل خدمات عديدة: في بدايات انضمامي لموقع خمسات .. لم يخطر ببالي أنه بوسعي تقديم العديد من الخدمات انطلاقاً من مهارة واحدة .. فكل ما كنت أفكر به هو مجرد تقديم خدمة كتابة المقالات .. لكنني بعد ذلك استطعت إضافة خدمات عديدة تحتاج للمهارة ذاتها "مهارة الكتابة" .. كالتدقيق اللغوي وغيرها.
لذلك اكتب مهاراتك العملية على صفحة بيضاء .. ثم حاول استنباط خدمات بناء على تلك المهارات .. بحيث تستخرج من كل مهارة تملكها عدة خدمات مرتبطة بها .. وإذا أشكل عليك الأمر .. اطلع على جميع أقسام الخدمات في خمسات .. لتستقي منها أفكاراً جديدة.
2) عنوان الخدمة ووصفها: هل تظن أن عنوان خدمتك لافت وجاذب للعملاء؟ وهل العنوان والوصف يخلوان من الأخطاء اللغوية؟ إن عنوان الخدمة مهم للغاية في جذب العملاء .. وإلا لما دفعت كبرى المؤسسات العالمية أموالاً طائلة لخبراء قضوا جلَّ حياتهم في تعلُّم الكتابة التسويقية .. لكن هذا لا يعني أنه عليك أن تكون أستاذاً دولياً في كيفية صياغة العناوين .. وإنما عليك أن تطَّلع على عناوين خدمات الباعة الآخرين وتجعل قراءة الكتب عادة يومية لديك .. حتى تنمّي ملكة التأليف عندك فتصبح قادراً على صياغة عناوين استثنائية وشيقة.
كذلك فإن وصف الخدمة بالغ الأهمية .. لذلك عليك الاهتمام بكتابة وصف تسويقي يثير في المشتري الرغبة في شراء خدمتك .. ويكون ذلك بأن تضع نفسك محلَّ المشتري وتطرح السؤال التالي: لو كنتُ أنا المشتري ما هي المنافع التي ستقدمها الخدمة لي وما الأشياء التي أريد الحصول عليها من الخدمة؟ بمعنى: ما هي المزايا المذكورة في وصف الخدمة والتي إذا وقعت عيني عليها فستثير بداخلي دافعاً قوياً لشرائها؟
نقطة أخرى مهمة، وهي أن هناك خطأ شائعاً يقع فيه الكثيرون فيفقدون بسببه عشرات الفرص .. عدة مرات من خلال متابعتي لصفحات الباعة .. رأيت بعضهم يريد تقديم خدمة الكتابة أو التدقيق اللغوي أو الترجمة .. بينما عنوان خدمته القصير يحتوي بضع أخطاء لغوية .. هل يُعقل هذا؟!
عليك قبل أن تقدم خدمات تتطلب لغة عربية سليمة أن تكون على دراية بأساسيات اللغة أو على أقل تقدير لديك سليقة جيدة .. أي تكتب بلغة عربية فصيحة بالسليقة دون معرفة بقواعد اللغة .. وإذا لم تكن جيداً في اللغة العربية .. فهذا لا يعني أنك ممنوع من تقديم خدمات الكتابة والتدقيق والترجمة .. لكن الوقت حان لتعمل على تحسين اللغة التي تكتب بها.
3) صورة الخدمة: صحيح أن هناك نماذج لبائعين لديهم مبيعات جيدة رغم أنهم لا يعتنون بتصميم صور خدماتهم بالشكل الكافي .. لكن كن على ثقة أن اهتمامك بتصميم صور مميزة لخدماتك له أثر كبير للغاية في جلب العملاء .. ربما ستقول لي الآن: كيف سأدفع مقابل شراء تصاميم صور لخدماتي وأنا لم أبعْ خدمة بعد؟
الجواب عزيزي: ما ستدفعه من جيبك وما ستضعه من جهد في ترويج خدماتك وصفحتك والتسويق لنفسك سيعود عليك بأضعاف المبلغ الذي دفعته .. وأخبرك بهذا الأمر عن تجربة شخصية 100%.
4) كن مبتكراً: لا تقف عند حد تقليد الآخرين بعرض خدمات شبيهة بخدماتهم .. بل ابتكر خدمات جديدة غير مسبوقة .. ولا تستمع لمن يقول لك: "لا تقدم سوى الخدمات التي يريدها المشترون ويقبلون عليها" .. فمن هذا الذي يستطيع أن يحدد بشكل قاطع ونهائي ما يحتاجه الزبون! لا أحد بالطبع .. ولو فعلت كل الشركات حول العالم ذلك لما شهدنا كل هذا التطور التكنولوجي والحضاري عبر العصور.
فقبل اختراع الهاتف لم يكن أحد يقول: "أريد هاتفاً" لأنه لم يخطر ببال أحد أنه يمكن التواصل مع شخص يتواجد في بلد آخر من خلال جهاز سلكي أصبح فيما بعد لاسلكياً .. إنما هناك من أقدم على ابتكار هذا الجهاز ثم تسويقه وإقناع الناس به من خلال الدعاية التسويقية الممنهجة وخلق شعور لدى كل إنسان بحاجته الشديدة للهاتف .. ليصبح هذا الجهاز مطلوباً ولا يمكن الاستغناء عنه أبداً كما يحدث اليوم .. وهكذا دواليك.
لذلك اضغط زر التشغيل ودع عقلك النائم يستيقظ من سباته ليساعدك في ابتكار خدمات جديدة .. وسوف تفاجأ أنه يمكن لخدمة لم تخطر ببال أحد من قبل .. أن تحظى باستحسان بعض الزبائن أو حتى فئة كبيرة منهم .. وهذا الأمر كذلك عن تجربة شخصية مسبقة لي.
يطول الكلام لكن الصفحات لا تكفي لذكر جميع النصائح التي أريد الإدلاء بها .. لذا أكتفي بهذا القدر .. وأرجو لكم الفائدة.
المشكلة لا تكمن في أن الكلمتين توحيان بأنك هاوٍ، فبعض المشترون قد يسعدهم الحصول على سعر خرافي. لكن المشكلة الحقيقية في أن آخر كلمتين سيعطيان انطباعاً أنك تقدّم الكثير مقابل مبلغ زهيد، فإذا أحببت مستقبلاً تعديل السعر، فربما يعرّضك ذلك لتقييمات سلبية من باب أن البائع يطلب مبلغاً كبيراً رغم أنه يقول "بسعر خرافي"، وما شاكل ذلك.
صحيح أن هاتين الكلمتين يمكن أن تجذبا فئة كبيرة من المشترين الذي يبحثون عن عمل كبير بسعر قليل، لكنهما في الوقت ذاته ربما تبعدان بعض المشترين الذي لا يهمّهم السعر بل الجودة، وربما يأخذون فكرة خاطئة بسبب كلمتين فحسب، وغير ذلك من مشاكل لك في المستقبل.
من وجهة نظري المتواضعة أعتقد أنك طالما بعت لعميل واحد فحسب، فيمكنك حذف الخدمة وإعادة إضافتها بعنوان جديد أكثر جذباً وإبداعاً في الصياغة وبعيداً عن العبارات التي قد تجلب لك مشكلات مستقبلية، وذلك بعد قضاء وقت مناسب في الاطلاع على عناوين خدمات الباعة الذين يقدّمون خدمة مشابهة لخدمتك، خصوصاً من حقّقوا مبيعات كبيرة.
لكن يبقى هذا مجرّد رأي شخصي والتجربة خير برهان، فالقرار لك عزيزي. إما أن تخوض غمار التجربة بالعنوان ذاته وترى النتيجة بنفسك (لربما تحصل على نتيجة مرضية لست أدري). أو تسارع إلى حذف الخدمة وإعادة إضافتها من جديد بعنوان نهائي مناسب ومدروس بعناية شديدة حتى لا تضطر تحت أي سبب من الأسباب إلى حذف الخدمة في المستقبل، بعد أن تحصل على تقييمات كثيرة، كما حصل معي سابقاً، حيث حذفت العديد من الخدمات بسبب قلّة الخبرة حينها في صياغة العناوين ومشكلة تحديد السعر ضمن العنوان.
ملحوظة مهمة: عندما تحدّد كمية العمل مقابل السعر في العنوان كما يفعل البعض، فعندها يجب أن تلتزم به طيلة عملك في خمسات، وهذا من وجهة نظري غير عملي إطلاقاً، إلا إذا وضعت سعراً مناسباً تعلم يقيناً أنك لن تتراجع عنه أبداً.
بعض الباعة يحدّدون كمية العمل مقابل السعر في عناوين خدماتهم، وهو عنصر جذب قوي جدّاً في حال قدرة البائع على الالتزام الدائم بهذا السعر. مثال ذلك: ترجمة 3000 كلمة من الإنجليزية إلى العربية مقابل 5$. لكن السؤال هنا: هل بالفعل سيتمّكن المترجم من تقديم كل هذا العدد الكبير من الكلمات مقابل هذا السعر الزهيد بشكل دائم؟!
أرجو أن أكون قد أفدك بهذه المعلومات، ويبقى القرار قرارك.
تسلم يا غالي وأتمنى لك كل التوفيق. إذا احتجت لأي مساعدة لاحقة فلا تتردّد في فتح موضوع في مجتمع خمسات أو ترك تعليق في أحد موضوعاتي لأجيبك، ذلك أن التواصل للاستفسارات العامة من خلال الرسائل غير مسموح به، لذلك نستطيع تبادل الآراء والنصائح من خلال مجتمع خمسات تماشياً مع القوانين.
أفضل نصيحة على الإطلاق لتحسين القدرة التعبيرية والارتقاء بمستوى اللغة العربية عموماً هي جعل القراءة طقساً يومياً. لا يوجد كاتب حقيقي لا يقرأ. هذا يعني أن القراءة هي التي تصنع الكاتب الحقيقي. يقول جوزيف برودسكي: «هناك جرائم أسوأ من حرق الكتب، أحدها ألا تقرأها».
لهذا يجب تخصيص وقت كل يوم دون انقطاع لمطالعة الكتب. يفضل قراءة روائع الكتب الأدبية والأقوال المأثورة يوميّاً؛ لأنها تنطوي على العديد من العبارات الجزلة والأفكار التي صيغت بمفردات رصينة.
هذه النصيحة رغم أنها تبدو بسيطة، إلا أن معظمنا لا يلتزم بها. لكن من يواظب على المطالعة كل يوم يعرف أن إتقان اللغة مرهون بقراءة روائع الكتب المكتوبة بمفرداتها.
هو كذلك أخي نبراس أنا قارء نهم ،وأقرأ في مجالات عدة ،وأشكرك على مسألة تأكيدك على قراءة نوادر الكتب الأدبية والأقوال المأثورة ،هذه في اعتقادي نصيحة ذهبية أحييك على اقتراحها وسآخذها في الحسبان إن شاء الله...كل الشكر والامتنان مرة أخرى الأستاذ نبراس على حرصك الشديد على تقديم النصائح والإرشادات
أهلاً ومرحباً بك أخي ياسين. أشكرك على طرح السؤال والتفاعل المتبادل؛ بهدف إفادة الباعة الجدد وتحفيزهم على تحسين لغتهم العربية. دام إبداعك وطرحك الجميل وشغفك بالقراءة.
نصائح رائعة و كلمات تجعل الأفكار تضيء في عقولنا وتمنحنا المزيد والمزيد من الطاقة الإيجابية والنشاط والهمة لمواصلة العمل والسعي بشغف.. أعجبتني خصوصًا نقطة أن تكون مبتكرًا وجعلتُ أفكر مرات ومرات أنه ولابد لكل أحد مهارة ربما لا يعلم هو نقسه أنها مهارة تستحق التقدير ولكن يبقى أن يتعب في البحث عنها داخله وأن يصوغها بالشكل المناسب لمن يريدها بل وربما يبحث عنها بجد على الجانب الآخر.. تحياتي لك أخي نبراس وجزاك الله عنا خير الجزاء وزادك من علمه..
(إيمان عميش) تسعدني قراءة مداخلاتك الغنية بالمفردات الجميلة أختي إيمان. إن التفكير بحلول مبتكرة مهارة يمكن اكتسابها مع التمرين المتواصل، ولها فوائد لا تعد ولا تحصى. أحاول كل يوم التفكير خارج الصندوق، علّني أتوصل إلى أفكار جديدة غير مطروقة تعزز من نجاحي المهني. وبالفعل، كثيرة هي الأفكار التي يمكن للعقل البشري أن يأتي بها إن وسّع الإنسان مداركه، وكان دقيق الملاحظة، وتعلم من الآخرين.... خالص التحية لك، ومرحباً بك دوماً.
(Imane Atbir) لا شكر على واجب أختي إيمان. طاب يومك بكل خير.