كوني بائع ومشترٍ في الوقت ذاته .. أحببت مشاركتكم هذا الموضوع بناء على تجربتي الشخصية كزبون بين الحين والآخر .. حيث سأخبركم بضع أشياء من وجهة نظر المشتري.
لاحظت الكثير من البائعين الذين يتهكَّمون على المشترين ويصفون الواحد منهم أنه غير منصف .. إلى درجة تكاد تعتقد أن كثيراً من الزبائن لا غاية لهم سوى استعباد البائع واستغلاله .. فهل هذا صحيح؟
في الحقيقة هذا ليس صحيحاً على الإطلاق والعكس هو الصحيح .. أي أن غالبية المشترين هم أناس جيدون لن يبخلوا عليك بتقييم إيجابي في حال أدَّيت خدمتك بشكل جيد .. وبالطبع لا يخلو الأمر من فئة قليلة على عكس ذلك رغم كل ما تبذله من جهد .. وهذا حال الحياة بشكل عام .. فيها من إذا أكرمته أكرمك ومن إذا أكرمته رد لك الجميل بالنكران.
لكن وعلى صعيد آخر .. يوجد بائعون مميزون في تأدية خدماتهم وآخرون مهملون ومستهترون .. وهذا ما لاحظته من خلال تجربتي كمشترٍ .. أما الغريب في الأمر أن تجد بائعاً يخلف في وعده ولا يقوم بعمله بشكل صحيح ويتأخر في تسليم خدمته يشتكي من ظلم الزبائن!
ولأنني كما أخبرتكم أشتري من حين لآخر .. فهذا يجعلني قادراً على فهم نفسية الزبون أكثر من أي بائع لم يشترِ في حياته أي خدمة من أحد.
لذلك أقول: قبل أن تشتكي من الزبائن ومن قلة المبيعات وعدم حصولك على الزبون الأول وهكذا دواليك .. تأكد أن تقوم ببضع نقاط مهمة: 1- كن متميزاً في عملك. 2- كن على قدر عالٍ من المسؤولية والانضباط. 3- احرص على الالتزام الشديد بوقت التسليم مهما كانت الظروف .. وإذا حدثت ظروف طارئة سارع للاعتذار من الزبون قبل أن يراسلك مستفسراً عن طلبه. 4- خاطب الزبائن بأسمائهم ولا تبخل عليهم بعبارات الترحيب والتحيات والشكر. 5- لا تسلم خدمتك قبل أن تتأكد من رضا الزبون التام. 6- كن صادقاً في وعدك ولا تراوغ .. فبعض البائعين كما لاحظت يراوغون المشتري .. فساعة يتذرَّعون بحجة الانشغال وساعة يتَّخذون النسيان حجة وإلخ من أعذار واهية .. وحتى إن كانت صحيحة فلا يصح التذرُّع بها لأن العمل مقدَّس والوعد مقدَّس والوقت مقدَّس.
أتفق معك. وأضيف أن نظرة البائع للوقت في الغالب غير نظرة المشتري، فتأخر العمل على المشتري ولو ساعة قد يسبب له خسائر مالية، أو خسائر معنوية مثل الطالب الذي ينتظر ملخصا ليذاكر منه أو حلا لأسئلة مهمة، فإذا تأخر البائع قد يضيع على المشتري ما لا يمكن تعويضه بالمال.
السلام عليكم النقاط المذكورة أعلاه مهمة جدا و أعتمد عليها ما يجعلني سعيدا هو أن يكون المشتري سعيد فقط و مقتنع بما إشترى لأنه سوف يعود لك في أي لحظة هناك من المشترين من أشترى الخدمة مرتين لأنّ التعامل معه كان دقيق و سريع و كل طلب يطلبه نوفره له و بسرعة و حرفية و رحابة صدر. تجد من يقوم بها العمل للمال فقط و تجد من يقوم به للمتعة. و دائما عندما تحدثني نفسي على أن أقوم بتمرير العمل دون مراجعة أتفكر حديث الرسول صل الله عليه و سلم : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. نسأل الله أن نكون موفقين مع الزبائن.
نقاط مهمة أخي الكريم وتدل على المعاملة الحسنة ولكن كل هذا من أجل من؟ أغلبية المشترين هم فعلا مجرد أشخاص يريدون إستعباد البائع بأسعار لاأعرف هل من المفترض أن تثير الضحك أو تثير الأسى على حال سوق العمل الحر العربي، وأنا لاأتعامل مع هؤلاء إطلاقاً
هذا جداً مؤسف بالفعل .. فالجهد المبذول لتنفيذ الكثير من الخدمات يفوق بكثير سعرها .. لكن العالم اليوم تشتد فيه المنافسة والعالم العربي ما يزال يعاني سوء الأحوال الاقتصادية .. فالقوة الشرائية لدى المواطن العربي ليست كالقوة الشرائية لدى الأجنبي الذي نشأ في دولة غنية متقدمة .. وتوجد أسباب كثيرة أخرى متداخلة.
لكن رغم كل هذا .. فلقد شهدت عن تجربة شخصية عدداً من الزبائن الذين قاموا بدفع مبالغ أكبر مما تنصُّ عليه الخدمة بسبب رقيّهم وتقديرهم لجهد البائع ولأن أوضاعهم المادية جيدة ربما .. فأحياناً كثيرة يقدّر المشتري جهدك ويتمنى لو بإمكانه دفع المزيد لك لكن أحواله المادية لا تسمح بذلك فماذا يفعل؟ .. وطالما أنك تؤدي خدماتك بحرفية عالية فستلقى تعويضاً لا محالة .. زبون يعطيك القليل وآخر لا يبخل عليك بالتقدير والامتنان المعنوي والمادي .. وفي النهاية السوق عرض وطلب .. وموقع خمسات يؤمن للجميع فرصة متساوية للعمل بخبرة أو دون خبرة في عالم عربي تندر فيه الفرص .. من أحبَّ خوض غمار هذه التجربة وتحويلها إلى تجربة فريدة كان له ذلك .. ومن لم تعجبه الأسعار يمكنه البحث عن وسيلة أخرى للكسب المادي.
لكنني أشجع الجميع على الصبر والإخلاص في العمل والنتيجة النهائية ستكون مبهرة بالتأكيد وستشهد كيف أنك انطلقت من الصفر ووصلت إلى مكان لم تكن تحلم به من قبل.