قبل دخولي لموقع خمسات ومستقل كنت في إنعزال تام عن عالم الأعمال المصري والعربي ... كنت أتسائل دائما لماذا مصانع الحديد والصناعات الثقيلة والمتوسطة وحتى مصانع المنسوجات وألعاب الأطفال والمنتجات الزراعية والماكينات يمكن عدها عداً ... وحصرها في ملف أكسيل صغير ... مشروعات محتكرة ولا يدخلها رجال أعمال جدد ...

وعندما دخلت إلي خمسات ومستقل وبدأت في ممارسة هوايتي الأولى " تصميم دراسات الجدوى " وبدأت في تلقي المشروعات ورغم عشقي للمشروعات الصناعية نظراً لتخصصي الأساسي " هندسة الإنتاج والتصنيع " لكن لم أقابل تلك المشروعات أبداً ... أكثر من أثنى عشر مشروع دراسات جدوى على خمسات وخمس مشروعات على مستقلوكلها مشروعات خدمية .

لماذا يتجه العرب للمشروعات الخدمية وبعدوا عن المشروعات الصناعية ؟
سأتوقع بعض الأجابات وأتمنى أن تشاركونني بأسباب أخرى من وجهة نظركم التي من الأكيد إنها أفضل من وجهة نظري

1- يخاف رجال الاعمال العرب من المشروعات التي بها عدد كبير من العمال والأيدي العاملة ... في ظل الثورات والتقلبات أضحى رجال الأعمال يخافوا من مسئوليات تشغيل العمالة ... الشركة الخدمية بها ميزة رائعة إنه لو حدثت تقلبات سياسية أو ثورية في البلد .. ستترك مقر الشركة " شقة مؤجرة في الغالب " وتعتر للموظفين ومن الممكن اعطائهم راتب شهر إضافي وتودعهم في محبة بالغة وتصبحوا أصدقاء حتى تفتح شركة جديدة ... لكن لو كان مصنع او شركة صناعية سيتجمهر العمال حول خط إنتاجك ولن تستطيع أن تفلت منهم أبداً .

2- إنتشر الغش والخداع في كل شيء يخاف رجال الاعمال من وضع كل اموالهم ( تقريباً تكلفة 80 % من المشروعات الصناعية خط الإنتاج ) يخافوا من وضع أموالهم في خط إنتاج صيني مثلاً أو شرق اوروبي ويظهر به مشاكل أو اعطال كثيرة تعصف بالمشروع وتطيح به وتطيح برأس المال كله وقد حضرت بنفسي أغلاق مصانع كبرى وأعلان أفلاسها بسبب خطوط الإنتاج الصيني .

3- السبب الثالث والأخير في وجهة نظري هو العوائق الروتينية في الإجراءات الحكومية التي يظن رجل الأعمال إنه سيمر بها عند رغبته في إصدار تصاريح لمصنع او شركته الصناعية .

ولي ثلاث تعقيبات وحلول على الأسباب الثلاثة تشجع المشروعات الصناعية :

1- بالنسبة للعمال والتقلبات السياسية في الدول العربية من الممكن من بداية العمل الإعلان والإتفاق مع العمال على التعيين بعقود مؤقتة لمدة 6 أشهر وتجديدها كل 6 أشهر وإطلاعهم على كافة الشروط وكتابتها صريحة في العقد أن في حالة أي تقلبات سياسية سيتم إخلاء طرفهم .

2- بالطبع حل النقطة الثانية الخاصة في خطوط الإنتاج بالتوجه لشراء خطوط إنتاج من شركات عالمية مضمونة لها فترة ضمان ويتم التعاقد معها على عقود صيانة طويلة الأمد ... وبالطبع لو حدث تقلبات سياسية وتريد أن تغلق مصنعك بشرى لك إنك من الممكن أن تبيع خط الإنتاج لو كان ماركة عالمية بأسعار تقارب سعر شرائك له بدون أي خسائر أي أن خط الإنتاج عالي الكفاءة سيصبح ضمان لمشروعك حال الخسارة .

3- النقطة الثالثة الخاصة بالإجراءات الروتينية فرسالة لرجال الأعمال تلك إشاعات ومعلومات قديمة حكومات الدول العربية أصحبت الآن تقدمت تسهيلات غير عادية لرجال الاعمال الذين يقوموا بمشروعات صناعية وعلى رأس هذه الدول مصر والسعودية والأردن لقد تغير الروتين وأصحب هذه الدول باحثة عن الإسثمارات الجديدة .

فنداء لكم لا تجعلوا كل تفكيركم في المشروعات الخدمية .. لأن المشروعات الصناعية هي منبع الإستثمار ومن دونها الإستثمار في خطر !

يوم سعيد ....
عن الموضوع

التعليقات (3)

منذ 5 سنوات و5 أشهر
الاحتكار أصبح اللغة السائدة في أي زمان ومكان للأسف، وكذلك الموارد أصبحت شحيحة
منذ 5 سنوات و5 أشهر
يا hesham farag
اريد ان اتواصل معاك ع الفيسبوك عايز اسالك سوال مهم
واخترتك انت عشان انت مصري زيي والموضوع يخص مصر
شكرا ليك لو قبلت مساعدتي
منذ 5 سنوات و5 أشهر
بكل بساطة
1- الصين الشعبية دولة تقوم بإنتاج اي شيء قد يخطر على بالك، لذا مهما كان المنتج الذي تريد انتاجه سيكون هناك دائما شخص يستورد
نفس الشيء ويبيعه بسعر اقل.
2-الدخل الفردي العربي المنخفض، لنفرض انك قررت فتح مصنع يقدم منتوجا ذا جودة أعلى ما يعني سعرا أعلى وهنا الزبون العربي سيعزف
عن منتوجك لأن هناك المنتوج الصيني دائما بسعر أقل.
عن الموضوع